الأنبا بسنتى

القيامة نصرة على الموت والشر

الأحد، 15 أبريل 2012 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعزى أنفسنا ونعزى الشعب المصرى لانتقال أبينا الحبيب قداسة البابا شنودة الثالث، نحن نصلى لأن يختار الله رئيساً موفقاً لمصرنا الغالية، وكذلك أن يختار الله أباً بطريركاً خلفاً صالحاً لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث. فقداسته أباً للكل حتى إنه سمى "بابا العرب". "أكمل أيام خدمته ولما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته" (لو32:1). لا يكون موت لعبيدك بل هو انتقال، لهذا تكون لنا صلة بأرواح القديسين فى العالم الآخر، نطلب صلواتهم من أجلنا.
"أنا إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب ليس هو إله أموات بل إله أحياء" (مرقس 12: 26-27).
فى القيامة فرح فى الأبدية بعشرة الشهداء والقديسين وهؤلاء الأبرار نسميهم ."كورة الأحياء" (مز 13:27).
قوة القيامة دلت على أن صمت السيد المسيح لم يكن ضعفاً، وموته لم يكن ضعفاً، إنما دليل على أنه مات بإرادته فلقد مات فى قوة، وقام فى قوة، قام بذاته دون أن يقيمه أحد، فقيامته دلت على أن موته كان بذلاً ولم يكن قهراً، القيامة التى جعلت القبر الفارغ رمزاً للانتصار "لأعرفه وقوة قيامته" (فى 10:3).
القيامة تعطى القوة الروحية والشجاعة الأدبية فبقيامة السيد المسيح انتصر على الموت.
"أين شوكتك يا موت؟... أين غلبتك يا هاوية؟" (1كو 55:15).
القديس أوغسطينوس: "جلست على قمة العالم حينما أحسست فى نفسى أننى لا أشتهى شيئاً ولا أخاف شيئاً " هذه هى قوة الزهد والتجرد والنسك قوة فى الروح والمعنويات حياة نصرة دائمة.
"الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون فكل شئ مستطاع للمؤمن" (مر23:9).
لأن عنده طاقات عجيبة ولا يوجد مستحيل. كقول السيد المسيح: "ثقوا أنا قد غلبت العالم". بولس الرسول عندما كان أسيراً عندما تكلم عن الدينونة ارتعد أمامه فيلكس الوالى.
القيامة أعطت الناس قوة جبارة؛ لأنها تحطم الموت أمامها، تحطم العقبات، فلا يوجد شىء مستحيل فى المسيحية، لا يوجد يأس ولا فشل. "أستطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينى" (فى 13:4).
ولقد كان بيلاطس يخاف السيد المسيح ويريد أن يطلقه.
القيامة تعطينا الفرح. "سيحول حزنكم إلى فرح" (يو 20:16 ).
ففى القيامة انتصار الحياة على الموت. والقيامة تعطينا الرجاء.
"فبقيامته أبطل الموت وأنار الحياة والخلود" (2تى10:1).
لأنه إن لم تكن القيامة لكان الموت حكماً بالفناء.
فالقيامة هى نهاية الموت وبداية للحياة الأخرى لذلك فالقيامة فرح للأبرار.
"لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً" (فى23:1). حيث لا يوجد خطية ولا كراهية بين الناس ولا صراع، بل تسود المحبة والفرح والسلام والطهارة.
القيامة هى لون من التجلى للطبيعة البشرية، ويشمل ذلك التجلى الجسد والروح كليهما معاً. فنقوم بأجساد روحانية نورانية سماوية غير قابلة للفساد (1كو15:42-49).
فهى غير قابلة للتحلل والموت. أجساد لا تمرض ولا تتعب ولا تشكو ألماً ولا وجعاً، ولا تتعبها شهوة ولا غريزة، ولا تنتقلها المادة، بل تكون خفيفة فى كل تحركاتها وتنقلاتها.
وهكذا بالقيامة ينفتح الباب أمام ارتقاء الطبيعة البشرية واستمرارية الحياة فيها، وترجع الروح إلى هيبتها والجسد إلى بهائه وتصبح السماء هى وطن الإنسان ومفره.
هذا الإنسان الذى هو الوحيد بين الكائنات الأرضية، والذى وعد الله بالحياة الأبدية فلا تنتهى حياته بالموت.
ولا يدركه الفناء بل تكون له حياة أخرى أكمل.
أشكر المجلس العسكرى وكل المسئولين، وأتمنى أن يعم السلام كل العالم، والشرق الأوسط ومصرنا الحبيبة.
• أسقف حلوان والمعصرة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة