أيمن نور

«رحلتى مع موسى.. ضحك وفخر وهم» (1)

السبت، 14 أبريل 2012 07:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ضحك، وفخر، وهم!! ثلاث كلمات تلخص رحلتى الأولى مع عمرو موسى لغزة.

كنت واحداً من الوفد الرباعى، الذى أوفدته مصر لغزة فى نهاية التسعينيات من القرن الماضى، لحضور افتتاح أول جلسة فى تاريخ البرلمان الفلسطينى.. الوفد الرباعى الذى رأسه عمرو موسى، وزير الخارجية - آنذاك - وضم السفير رئيس إدارة فلسطين فى الخارجية، وكاتب هذه السطور، والنائب البدرى فرغلى، تحرك بطائرة صغيرة «7 راكب» من مطار القاهرة إلى مطار العريش، ومنه استقل الوفد سيارتين لعبور رفح ومنها لغزة.

رحلتى الأولى والأخيرة - للآن - لغزة، والتى استغرقت يومًا واحدًا سيطرت عليها ثلاث حالات فى ثلاث مراحل من مراحل هذا اليوم!! الحالة الأولى: حالة ضحك!! والثانية: فخر!! والثالثة: هم!!

حالة الضحك هى التى سيطرت على الشطر الأول من الرحلة، منذ أن التقينا داخل الطائرة الصغيرة جدًا، التى أغرقنا البدرى فرغلى تعليقات ساخرة عنها، مرة بوصفها عاوزة طائرة لغزة!! ومرة وهو يقترح أن يسبقنا هو لغزة مستقلاً «عجلة» النائب البورسعيدى الرفاعى حمادة «الشهيرة»!! ومرة طارحًا أن يعتذر عن عدم السفر ليحل محله زميله البورسعيدى محمود صبح، وهو المعروف بضخامة جسمه فى تهديد سافر من البدرى بإسقاط الطائرة!!

والسبب الثانى لانفجار ضحكاتنا فى بداية الرحلة هو أن السفير رئيس إدارة فلسطين عضو الوفد المسافر لغزة، كانت لى معه ذكريات مأساوية عندما كان سفيراً لمصر فى اليمن وكنت فى زيارة لصنعاء للمشاركة «عام 1986» فى العيد الفضى للثورة اليمنية وأثناء وجودنا فى فندق «حدَّه» بصنعاء ضمن الوفود المشاركة اتصل بى عدد من المدرسات المصريات شاكيات باكيات من تعامل السفير معهن.. وكان معنا الأستاذ الكاتب الصحفى الكبير يوسف الشريف وهو من ظرفاء الصحافة المصرية، فاستغل موهبته وخفة ظله، فى إرهاب السفير، مستخدماً بعضاً مما تجمع لدينا من معلومات عن ممارساته، بعد أن نجح - بمعاونتنا - أثناء حفل عشاء أقامه السفير لنا فى منزله، فى إقناع السفير بأن مسؤولا كبيرا من جهة عليا جاء متخفيًا بيننا للتحقيق فى شكاوى المدرسات المصريات!! وظل السفير طوال مدة الحفل يدور علينا واحدًا بعد واحد لمحاولة معرفة حقيقة الوظيفة التى يشغلها يوسف الشريف! أو حتى اسمه! أو المعلومات التى لديه عنه! وجميعنا تظاهر بعدم القدرة على الإفصاح بالحقيقة!! فى الوقت الذى بالغ فيه الأستاذ يوسف - بمواهبه التمثيلية - فى التعامل بصلف وتعال مع السفير محذراً مرة وأحياناً مرات!!

رويت القصة التى مر عليها وقتها عشر سنوات تقريباً لعمرو موسى والبدرى وكانت الطائرة «اللعبة» ترتج من الضحك، بينما السفير فى دهشة وحيرة لأسباب هذه الضحكات التى أخفينا سببها عنه.

أما عن مشاعر الفخر فكان السبب فيها موقف عمرو موسى عندما احتجزتنا السلطات الإسرائيلية عند مدخل رفح الفلسطينية لمدة «20 دقيقة» فثار عمرو موسى وهدد بالعودة لمصر وانتهت الأزمة بقرار من عمرو موسى أن أى مسؤول إسرائيلى سيصل للقاهرة لن يغادر منفذ الوصول قبل 20 دقيقة، وقد نفذ موسى تهديده فعلاً!!

أما عن مشاعر الهم فقد تولدت بفعل مشاهداتنا المشهد السياسى فى غزة - ناهيك عن غزة نفسها - المشهد كان محزنًا لكل مظاهر الفساد والاحتكار السياسى وعدم القبول بالآخر وهو بدا لنا واضحا من ممارسات فتح - خاصة - فى عملية الانتخابات الداخلية لرئاسة المجلس التشريعى، حيث كان مرشحاً الرجل الفاضل الراحل حيدر عبد الشافى ويؤيده وخلفه رموز مستقلة ومحترمة مثل فيصل الحسينى والدكتورة حنان عشراوى بينما رشح أبوعمار «رحمه الله» أبوعلاء - كبير المفاوضين - بالطبع ضغط أبوعمار لإنجاح مرشحه - وقد حدث - وخرجنا من أول اجتماع فى تاريخ البرلمان الفلسطينى ومشاعر الحزن والهم تتمدد داخلنا بعد أن سمعنا على هامش حفل الغداء الذى أقامه لنا أبوعمار فى منزله أحاديث كثيرة عن فساد أهل الثقة واضطهاد أهل الخبرة والوطنية المخلصة.

فى هذا الوقت المبكر لم يكن لحماس حجم كبير داخل المجلس الوطنى - البرلمان - ولا فى الشارع الغزاوى أو الفلسطينى، لكن كل المؤشرات التى شاهدناها بأعيننا كانت تؤكد أن هذا المناخ من الفساد والمحسوبية والإصرار على غياب الآخر سيكون حاضنة لتحلل الوحدة الفلسطينية، والانحياز لبديل أشرف وإن لم يكن أعقل!!
(وللحديث بقية)..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

د. حماد

تباً لك يا دكتور

عدد الردود 0

بواسطة:

عباس

انتهزوا الفرصة

عدد الردود 0

بواسطة:

هشام عوض

نعم للسيد عمرو بك موسى .. رئيساً للمحروسه ...

عدد الردود 0

بواسطة:

AHLAWI-MASRAWI

عمرو موسي

عدد الردود 0

بواسطة:

حارس الغابه

نعم لموسى رئيسا لمصر

نعم لموسى رئيسا لمصر

عدد الردود 0

بواسطة:

البلكيــــــمي

غريبة ..!!

عدد الردود 0

بواسطة:

منال كنعان

ملاحظة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

عمرو موســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي

رجل الفخر

عدد الردود 0

بواسطة:

جاهلة سياسة

هملتو قانون للفلول على انة فل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة