جلس عم سعيد مع أصدقائه على المقهى المجاور لمنزله، وهو دائما يذهب إلى هناك فى المساء بعد عناء يوم طويل وأستطيع أن أقول إن هذه الفترة التى يقضيها عم سعيد بالمقهى هى فترة الترفيه الوحيدة لديه وبينما كان عم سعيد يتبادل أطراف الحديث مع أصدقائه وهم يشربون الشاى إذ لفت انتباههم التفات الناس نحو التلفاز، حيث أعلن الإخوان المسلمون عن ترشيح خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، حيث نزل الخبر على الجميع كالصاعقة، حيث لم يكن أحد يتوقع ذلك بسبب نفى الجماعة المتكرر لترشيح أحد منهم لمنصب الرئاسة وإذا بحالة من الصمت تسود المقهى وكسر هذا الصمت قول المذيعة: الإخوان رجعوا فى كلامهم فرد الضيف: هذا عهدهم دائما ثم قاطعهم الضيف الآخر قائلا هذا انتحار سياسى للجماعة والحزب وكان صاحب المقهى يمسك بالريموت كنترول فقام بتغيير القناة فإذا بالمذيع يصرخ ويقول الإخوان يريدون السيطرة على كل شىء فى البلد هذه سياسة التكويش فرد عليه زميله قائلا: ياسيدى إنهم يعلون مبدأ المغالبة لا المشاركة وبينما كان الضيف الثالث أكثر هدوء حيث قال بنبرة ضعيفة: لقد بدأ الإخوان طريقهم إلى التمكين والخلافة الراشدة كان من المنطقى أن تبدأ هذه الخطوة بعد عدة سنوات لكنهم أحسوا بزهو القوة حيث لا يوجد أمامهم أحد فى الساحة.
انتقل صاحب المقهى إلى قناة أخرى وكأنه يلتمس مدافعا عن الإخوان حتى يقدم الموضوعية - التى افتقدها الإعلام -لرواد المقهى لكن خاب أمله حيث بدا الهجوم حادا هذه المرة، قال الضيف لا يليق بمصر وهى أرض النيل والأهرامات أن يحكمها تاجر فرد المذيع -وكأنه يريد أن يلهب حماس ضيوفه - وهل يرضى العسكر بذلك هل يسكت الشعب رد الضيف الآخر على الجميع أن يتحركوا الآن لكى يتحملوا مسئوليتهم التاريخية.
عند ذلك شعر عم سعيد بالتعب فقرر الذهاب إلى بيته وهناك وجد زوجته تبادره القول: هل رأيت ما حدث ولم تكمل الكلمة حتى صرخ المذيع قائلا: الإخوان يريدون حرق البلد وعندئذ شعر عم سعيد بشىء من الخوف فآثر السلامة وقرر الذهاب إلى النوم وفى صباح اليوم التالى وهو فى طريقه إلى العمل أخذ يفكر فيما سمعه الليلة الماضية وإذا به يقابل زميله فى العمل وهو من الإخوان حيث تبادلا أطراف الحديث وأخذ صديقه يفند الاتهامات التى سمعها عم سعيد الليلة الماضية شارحا له كيف السبيل إلى تحقيق مشروع النهضة الذى ينادى به مرشح الإخوان وبعد انتهاء العمل ذهب عم سعيد إلى المستوصف حيث شعر ببعض الآلام وقد أقام الإخوان هذا المستوصف لعلاج أهالى الحى منذ فترة طويلة، قابله الطبيب بابتسامته المعهودة وهو معروف بانتمائه للإخوان، خرج عم سعيد من المستوصف شاكرا المعاملة الراقية من الطبيب بعدما وصف له بعض الأدوية وبينما هو فى طريقه إلى البيت اتصلت به زوجته لكى يحضر بعض الحاجيات من السوق الخيرى الذى أقامه حزب الحرية والعدالة بالحى وعندما عاد إلى منزله تجمع حوله أطفاله فرحين بما أحضره لهم.
خلع عم سعيد ملابسه وجلس مع أولاده ينتظر الطعام فتح التلفاز فإذا بضيف يبدو عليه الدهاء والمكر يقول بصوت خفيض هؤلاء باعوا الثورة فبادره زميله إنهم لم يشتركوا فيها أصلا عندئذ تذكر عم سعيد مصطفى ابن الجيران وهو من شباب الإخوان وقد استشهد يوم جمعة الغضب، فما كان منه إلا أن أغلق التلفاز وقال ناس كدابة الطعام بسرعة يا أم أحمد.
خيرت الشاطر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مراقب
ما تخفش على الإخوان .. ربنا معاهم بإذن الله !!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود مراد
ارادت اللة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد البنا
ليه
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشبراوى
ادافع عن الاخوان بما اراه منهم ولا مما اسمعه عنهم
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد
من غير ليه
عدد الردود 0
بواسطة:
دزهشام السعيد
المشاركة لا المغالبة يا عن سعيد
عدد الردود 0
بواسطة:
مراقب
الأخ الدكتور هشام السعيد وفقه الله
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed abdulhadi
well done darsh
جزاكم الله خيرا على هذا المقال الجميل
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور سليمان السطوحى
الاخوان والدهاء