قال عدد من الخبراء والمحللين الأمريكيين البارزين إن الولايات المتحدة قد تفاجأت بترشح عمر سليمان، مدير المخابرات السابق الذى تم تعيينه نائبا للرئيس مبارك فى الأيام الأخيرة من حكمه، فى الانتخابات الرئاسية. وأوضح هؤلاء الخبراء فى تصريحات خاصة لليوم السابع إن واشنطن لا ترغب فى تأييد عمر سليمان لأنه من النظام القديم الذى تبرأت منه علنا لكنها فى نفس الوقت تخشى من الإسلاميين الذين يعارضون نفوذها فى المنطقة.
وتقول مارينا أوتاوى، كبيرة الباحثين فى شئون الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجى، إن المسئولين الأمريكيين قد فوجئوا بقرار عمر سليمان الترشح فى انتخابات الرئاسة، ورات أن هذه الخطوة جددت المخاوف من أن الجيش لا يريد تسليم السلطة وأنه يستخدم سليمان كرجل واجهة له. وتضيف أوتاوى إنه بينما لن تكون الولايات المتحدة سعيدة فى حالة وجود رئيس إسلامى، إلا أن هناك مخاوف فى واشنطن من أن انتصار سليمان لن يؤدى إلا إلى اضطرابات جديدة فى مصر. لكن، هناك الكثير من الشكوك فى أنه قد يفوز فى الانتخابات، لأن 70% من المصريين الذين صوتوا للإخوان المسلمين والسلفيين فى الانتخابات البرلمانية لن يؤيدوا سليمان على الأرجح.
وردا على سؤال حول تركيز الولايات المتحدة فى تعاملها مع الإخوان المسلمين وتجاهل الليبراليين، استبعدت أوتاوى أن تكون واشنطن تتعمد تجاهل الليبراليين، وقالت إن أمريكا كانت تفضل أن تتعامل مع برلمان تهمين عليه الأحزاب الليبرالية، إلا أن يجب أن تتعامل مع مصر كما هى وليس مصر التى تريدها، والتعامل مع مصر كما هى يعنى التعامل مع الأحزاب الإسلامية.
وفيما يتعلق بدخول الإخوان المسلمين السباق الرئاسى بمرشحين وهما خيرت الشاطر، ومحمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، أوضحت أوتاوى إن الإخوان لم يدخلوا بمرشحين ولكنهم سجلوا اثنين بحيث يمكن أن ينسحب مرسى إذا تم قبول ترشح الشاطر. وأشارت إلى أنها لا تستطيع أن تقول ما إذا كانت الجماعة أخطات بطرح مرشح فى السباق، لكنها لفتت إلى أن تلك الخطوة قانونية تماما لهم، ومن المعتاد بالنسبة للأحزاب السياسيية أو السياسيين العودة عن قراراتهم السابقة مع تغير المواقف. فقد أعلن سليمان من قبل أنه لن يترشح لكنه تراجع عن موقفه.
وتعتقد أوتاوى أن ما ألقى بمصر فى حالة من عدم اليقين هو سوء إدارة العملية الانتقالية، والجانب الأسوأ الآن هو استخدام المحاكم من قبل ما يسمى بالليبراليين للحد من سلطة المسئولين المنتخبين. فالجمعية التأسيسية للدستور تم تجميدها واعتبرت غير قانونية، وهذا يعنى أن مصر لن يكون فيها مؤسسات شرعية. وحتى لو كان تم السماح باستمرار اللجنة التأسيسية والبرلمان بالعمل، فإن انتخاب الرئيس قبل كتابة الدستور الجديد سيسبب أزمة فى وقت لاحق.
وختمت أوتاوى حديثها بالقول إنها مصر تقدما درسا فى سوء إدارة الانتقال، ويتحمل الجميع قدرا من المسئولية فى ذلك، الإسلاميين والليبراليين والجيش.
أما ستيفين كوك، كبير خبراء مصر والشرق الأوسط فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، فيصف إعلان ترشح سليمان فى الانتخابات الرئاسية بأنه نقطة تحول للأحداث، ويقول إنه كانت هناك شائعات أنه قد يسعى لمنصب الرئيس، خاصة وأن اسمه كان مطروحا كأحد المرشخين للمنصب فى ظل النظام السابق إلى جانب جمال مبارك.
ويشير كوك إلا أنه ليس متأكدا مما إذا كانت واشنطن قد تفاجأت بقرار سليمان الترشح خاصة فى ظل الشائعات السابقة. وهو بالتأكيد شخصية معروفة للمسئولين الأمريكيين لكنه يمثل النظام القديم الذى تبرأت منه واشنطن علنا. وفى نفس الوقت، تشعر واشنطن بقلق من خيرت الشاطر بالنظر إلى تاريخ الإخوان المسلمين فى معارضة القوة الامريكية فى المنطقة.
ويتفق كوك مع أوتاوى فى أن الولايات المتحدة لا تتجاهل الليبراليين، ويقول إنه مع سيطرة الإخوان على مجلسى الشعب والشورى، واحتمال حصولهم على منصب الرئيس أيضا، فإن المسئولين الأمريكيين يركزون الاهتمام على الإخوان المسلمين لأنهم ربما يسيطرون على عملية اتخاذ القرار فى مصر.
وفيما يتعلق بترشيح الإخوان لخيرت الشاطر ومحمد مرسى للرئاسة، قال كوك إنه يتفهم الأسباب التى دفعت الجماعة إلى ذلك، لكنه حذر من أن خوض كليهما السباق سيؤدى إلى تقسيم الأصوات.
بشكل عام، قال كوك إن فتح باب الترشح فى الانتخابات الرئاسية قد خلق الكثير من حالة الغموض لكنه لا يعتقد أن انتخاب رئيس جديد سيلقى بالنظام السياسى فى حالة من عدم اليقين ما لم تقرر جماعات كالمجلس العسكرى إنها لا تعجبها نتائج الانتخابات وتسعى لتغييرها.
أما ناثان براون أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون الأمريكية، والخبير بمركز كارنيجى أيضا، فقد قال إن الجميع وليس واشنطن وحدها قد فوجئوا بالشكل الذى يتم به السباق الرئاسى فى مصر. وفى تصوره، هناك مصالح واضحة تماما للولايات المتحدة فى مصر. فهى تريد أن ترى استمرارا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وعلاقات وثيقة بينها وبين القاهرة حول القضايا الأمنية الإقليمية واستمرار الإصلاح الاقتصادى والتحول الديمقراطى. وتلك المصالح، كما يقول، لا تفضل مرشح بعينه، ولا يعتقد براون أن الولايات المتحدة تفضل مرشحا محددا فى السباق. فالمرشحون الذين يبتعدون عن تلك الأجندة لن تحبذهم واشنطن. لكن أغلب المرشحين البارزين حتى الآن لا يبتعدون ببرامجهم عن تلك الأجندة فيما عدا المرشح السلفى حازم صلاح أبو إسماعيل فى حال استمراره فى السباق.
لكن لو أن الولايات المتحدة لديها مصالح، فإنها لا تمتلك الكثير من القدرات للتأثير فى الانتخابات، وفقا لما يراه البروفيسور الأمريكى.
ويؤيد براون أوتاوى وكوك فيما يتعلق بمموقف الولايات المتحدة من الإخوان، ويقول إن واشنطن تتعامل مع الحقائق السياسية فى مصر، وهذا أدى بها إلى الاتصال الدبلوماسى الطبيعى مع الإخوان المسلمين. ولا يعتقد الخبير السياسى إن الولايات المتحدة تتجاهل الليبراليين والعلمانيين، لكنه يرى أن هذه القوى ضعيفة للغاية.
ويتابع براون حديثه عن الإخوان المسلمين ويقول إنه عندما قررت الجماعة تقديم مرشح فى الانتخابات الرئاسية، تفاجأ من مدى إصرارها على أنها لا تنوى الترشح فى هذا السباق. ولعل قرار تقديم مرشحين فى الانتخابات الرئاسية يدل على أنه الإخوان تحولوا إلى حزب سياسى حقيقى، فعلى العكس من ترشح عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح تخوض الإخوان السياق الرئاسى كمنظمة وليس فرد.
وهناك تطوير لافت يتعلق بالإخوان أيضا يشير إليه براون، وهى الجماعة التى طالما تمت السيطرة عليها من جانب "المرشد العام". فقريبا سيكون هناك ثلاث رؤساء للجماعة، وهم المرشد العام، ورئيس حزب الحرية والعدالة، ورئيس الحركة.
وفى النهاية، قال براون إنه يعتقد أن مصر الآن فى وضع حرج للغاية وغير مؤكد فى تلك المرحلة الانتقالية. وأضاف أنه يشك فى أن الوضع السياسى سيصبح أكثر وضوحا مع الانتهاء من الانتخابات الرئاسية وصياغة الدستور.
خبراء أمريكيون لليوم السابع: ترشيح سليمان فاجأ واشنطن وأثار قلقها..ستيفين كوك: الولايات المتحدة أكثر اهتماما بالإخوان ..وبراون: الجماعة تحولت لحزب حقيقى..وأوتاوى: أمريكا غير سعيدة بوجود رئيس إسلامى
الجمعة، 13 أبريل 2012 11:27 ص
مارينا أوتاوى، كبيرة الباحثين فى شئون الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
منصور
امريكا
عدد الردود 0
بواسطة:
bsmart
الي المجلس العسكري
عدد الردود 0
بواسطة:
Dodo
انت عارفيت أمريكا قلقت ليه من ترشح سليمان؟
عدد الردود 0
بواسطة:
الالمعى
امريكا واسراءيل تريد الاسلاميين وتحارب سليمان صائد الجواسيس
عدد الردود 0
بواسطة:
ali
الاخوان عي حجر امريكا
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن سعيد محمد
رسالة عاجلة للدكتور ابو الفتوح (نداء من 10 مليون معاق فى مصر )
عدد الردود 0
بواسطة:
د:فاروق
فوجئتم ربما .. محزونون لا .. ونحن أيضا غير محزونين
عدد الردود 0
بواسطة:
كتاكيتو بنى
ارشح اللواء عمر سليمان
ارشح اللواء عمر سليمان
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد أحمد
حرب الجنرالات
عدد الردود 0
بواسطة:
Ihab Walid
قوم يامصرى... مصر بتناديك