حمدى يوسف يكتب: هيم شوقاً..

الجمعة، 13 أبريل 2012 08:47 ص
حمدى يوسف يكتب: هيم شوقاً.. علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن المرة الأولى التى يسير فيها مطأطيء الرأس ينظر بعينيه الثاقبتين اللتين تحملان كمًَا هائلا من البصيرة والذكاء إلى الأرض، كمن يبحث عن درة بعد انحسار مياه البحر على شاطئه.

لم يكن يجرؤ أن يستقيم بصره بطول هامته حتى لا تصطدم عيناه بأخرى غيرها، فقد كان لديه من القناعة ما يكفى بأنها الوحيدة القادرة فى هذا العالم على إسعاده .. فقد كانت ولا تزال هى الحضن الدافىء الذى يرتمى فيه بكل ثقله..، فلم يخنها وينظر إلى غيرها ..!! لم يخنها وقد كانت ولاتزال تنتظر عودته إليها ولا تمل انتظاره مهما طالت غيبته عنها ..!! كلها ثقة فى نفسها أنه سيعود حتى لو انتصرت عليها أخرى بعض الشىء .. فهى على ثقة فى بهائها وجمالها.. فلم تغلق الباب يوما فى وجهه ، بل كانت تفتح له ذراعيها كلما طالت غيبته ليرتمى فى أحضانها ويبث فيه همومه ، سماحتها تجعلها تستحى أن ترده ، أو حتى تسأله عن سر الغياب.. قد تقسو عليه بنظرة عتاب، لأنه تركها وغاب عنها، إلا أنها يوما لم تؤنبه.. لم تنتظر عودته مرة كى تكيل له السباب ، أو توبخه بعبارات لاذعة، على الرغم من ذلك فقد كان يحتاج منها أن تلومه على غيابه أو أن تسعى دوما إليه وتجبره على البقاء بجوارها.. ولكنه ظل على أمل أن تجبره على ذلك مهما اتسعت أمامه سبل الرزق وغاب عنها سعيا وراء رزقه.. لم تفعل وهى على ثقة بأنه سيعود إليها كى يرتشف من شفتيها رضاباً أجهدت الطبيعة نفسها فيه من أجله كى يصل إلى شفتيه ويروى ظمأ لا يرويه سواه.

ما أجملها ، وما أطيب عبيرها.. ألهذا السر هو يسير دوما مطأطئ الرأس ناظرا بعينيه الثاقبتين إلى الأرض ...كلا إنه يفعل ذلك خجلا منها ...لايرفع عينيه لأعلى إلا كى يستمتع بالنظر إليها مساءً وهى تجلس فى أحضان السماء وقد افترشت بساطاً من مخمل وقد أحاطت بها حبات من الماس، بريقها الأخاذ وسحر بساطتها يجملانها بشعاع يحيط بها ليكون حولها هالة من نور تثير غيرة العشاق، وتبعث فى نفوسهم كمًا هائلا من الامتعاض على هذه العلاقة التى لا تفتر يوما حتى وإن سعى بعضهم إلى الوقيعة بينها وبينه.

الآن.. وبعد غيبته الطويلة عنها يحلم بالعودة كى يضمد جراحها.. كى يقف بجوارها فى محنة عارضة ألمت بها ، قد لا يكون حكيما أو طبيبا ولكن وجوده بجوارها فى هذه المحن ضرورى وهام فقد تحتاجه فى أمر ما حتى لو كان بسيطاً، لم تسع يوما إليه، بل هو الساعى إليها دوما.. اليوم هى التى تسعى إليه قريبا كان أو بعيدا.

حتما سيعود كى يقبل ثراها.. حتما سيعود كى يرتمى بين أحضانها.. حتما سيعود كى يدفن بين جوانحها وفى ترابها.





مشاركة




التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

roma roma

ما أحلى الرجوع اليه...

عدد الردود 0

بواسطة:

د. طارق النجومى

حالة من الشجن

عدد الردود 0

بواسطة:

roma roma

الغائب الحاضر...(سامى النويهى)

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام كرم الطوخى

بارك الله فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

shine

حتما سيعود

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح لطف الله

ما زال هناك أمل

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوم منعم الشطوي

تحت الجلد وفوقالرأس....!!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

شامية

ما أجمل الوطن ..

عدد الردود 0

بواسطة:

د هاني ابوالفتوح

الحنين للوطن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة