قالت مجلة فورين بوليسى إن انتخابات رئاسة الجمهورية فى مصر تستند إلى كوميديا من الأخطاء، قد تسفر عن عواقب وخيمة. وأشارت إلى أن الأمر تحول إلى حرب إرادة بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى. وهؤلاء الخصوم الطبيعيون قد استوعب كل منهما الآخر على مدار العام الماضى فى محاولة لتهميش الشباب الثورى الذى أطاح بالنظام السابق.
وتضيف المجلة الأمريكية أن التوترات التى نشبت بين الجيش والإخوان مع تضارب مصالحهم حولتهم إلى الأصدقاء الأعداء الذين حولوا بدورهم السباق الرئاسى إلى تراجيديا. غير أن كيفية وتوقيت كشف النقاب عن علاقة الطرفين، الذى تلعب فيه الانتخابات الرئاسية عنصر أساسى، يعد أمرا بالغ الأهمية لمستقبل مصر.
وتشير إلى أن وعد الإخوان من قبل بعدم طرح مرشح للرئاسة من صفوفها لعدم رغبتها فى الهيمنة على السلطة وإنما كان هذا قائما على اتفاق مسبق مع المجلس العسكرى حول تقسيم السلطة، يسيطر بمقتضاه الإخوان على الحقائب الوزارية الخاصة بالسياسة الداخلية مقابل ترك السيطرة الأمنية والسياسة الخارجية للعسكر عن طريق وجود رئيس ضعيف وموال للجيش.
وقد أصبح الإخوان المسلمون أكثر غرورا وعصبية. وقرر قادت الجماعة أنه دون دستور جديد وبدون ضمانة من شأنها أن تقلص سلطة الرئيس، فإنها بحاجة لخوض الانتخابات. وربما كان للجماعة الحق فى قلقها بعدما أقرت المحكمة بحل الجمعية التأسيسية للدستور التى لم تكن تعبر عن فئات الشعب المصرى المختلفة، حيث سيطر عليها فصيل واحد يتمثل فى الإسلاميين سواء إخوان أو سلفيين.
وفى نوبة درامية يمكن إدراجها لفيلم سياسى، قدم عمر سليمان أوراق ترشحه للرئاسة قبيل ساعات من نهاية الموعد المحدد. ورغم نفى المجلس العسكرى أن يكون مدير المخابرات السابق مرشحهم، لكن توقيت وأجواء ترشحه تشير إلى أن الأمر يمثل رسالة للإخوان. وحتى إذا كان سليمان غير معروف شعبيا، فإن جنرالات العسكرى لديهم نفوذ قوى على أجهزة الدولة، وعلى رأسها وسائل الإعلام، مما سيساعده فى ترشحه.
وغالبا سيتم استبعاد حازم صلاح أبو إسماعيل من السباق الرئاسى بعد الكشف عن جنسية أمه الأمريكية، وإدراج اسمها ضمن كشوف الناخبين الأمريكيين بكاليفورنيا. كما قد يفقد خيرت الشاطر الفرصة أيضا بسبب القضايا الجنائية التى أدين بها فى عهد مبارك.
وتشير فورين بوليسى أنه كوميديا الأخطاء لا تزال مستمرة والمأساة أن هذه المناورات قد لا تعنى شيئا، بينما يواصل الاقتصاد المصرى تعثره ولم يتحدث أحد من المرشحين عن خطة إنقاذ حقيقية أو رؤية للمستقبل. فالانهيار الاقتصادى قد يغير الحسابات كليا، نظرا لاحتمالات سخط المجتمع على نطاق واسع.
فورين بوليسى: الأصدقاء الأعداء حولوا السباق الرئاسى فى مصر لتراجيديا
الخميس، 12 أبريل 2012 10:54 ص