خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": التاريخ الثقافى والسياسى والدستورى لمصر

الخميس، 12 أبريل 2012 07:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أنت تعرف أن الله تعالى علّمنا فى كتابه الحكيم بمنطق القصص التاريخى، بدءا من قصة الخلق «قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق»، وحتى نهايات المكذبين بالله الخالق، ووحدانيته جلّ فى علاه «قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كانت عاقبة المكذبين».

القصص التاريخى يبدو كأحد عناصر التعليم الربانى لعباده المؤمنين، كيف خرج فرعون عن العدل؟، وكيف نجا موسى؟، وكيف نزغ الشيطان بين يوسف وإخوته، ثم كيف حقق يوسف رخاء الأمة، بما أهداه الله من العلم والحكمة؟، وكيف قضى سليمان فى غنم القوم؟، ومن ذا الذى خان عيسى النبى؟، ثم كيف حقق محمد النبى صلى الله عليه وسلم العدل فى المدينة، والتسامح فى مكة، وقال لهؤلاء الذين حاربوه فى الدين والمال والأرض «اذهبوا فأنتم الطلقاء»؟.

العدل والعلم والمعرفة والحكمة مكانها إذن وقائع تاريخ الأمم فى سنوات مجدها أو انكسارها، وفى لحظات العز والذل عبر السنين، فما الذى يجعل أمة ما، فى ظرف تاريخى ما، أن تتجاهل التاريخ وتمحو الماضى، وترغب عن قلة بصيرة فى أن تخترع من العدم ما اخترعه السابقون الأولون منها من جديد.

مصر الآن تخفق فى طريقها للتوافق، وتفشل فى قطف ثمار ثورتها الشعبية، لأن رجالا من بيننا يريدون البناء من العدم، ويتجاهلون هذا الرصيد السياسى والثقافى والدستورى لهذه البلاد منذ عصر ما بعد محمد على، وحتى اليوم، كأننا لم نضع دستورا من قبل، أو كأننا نريد إعادة تعريف الهوية المصرية إسلاميا وعربيا من جديد، وكأننا سنبحث مرة أخرى مكانة المرأة، ومكانة الرجل، ومكانة العائلة، وكأننا لم نعرف قصصا تاريخيا متكررا فى دساتير مصر منذ مطلع القرن العشرين، وكأننا قطعنا الصلة بكل ما بناه الآباء المؤسسون للدساتير المصرية فى الماضى، وكل ما عبّروا عنه من ملامح الثقافة المصرية، وهوية هذا البلد فى تلك الدساتير، وكأننا لم نشكل لجانا دستورية من قبل، ولم نعرف تجارب برلمانية خالدة عبر التاريخ، وكأننا خلقنا أنفسنا سياسيا وثقافيا من العدم بعد الثورة بلا ثقافة، وبلا أساس، وبلا تاريخ ثقافى وسياسى واجتماعى ودستورى، وبلا قصص تتحاكاه الأمم من حولنا، من المحيط إلى الخليج.

هل يجوز أن نبدأ هكذا «صفر من صفر»، بينما قصصنا الدستورى حصاد جمع عمالقة على عمالقة من الرموز الوطنية لبلادنا منذ فجر التنوير، هل يجوز فعلا أن ننكر القصص الدستورى، ونشتبك فى التفاصيل الشيطانية، لنغرق فى ظلمات ثلاث، ظلمة الاختلاف على الجمعية التأسيسية، وظلمة الانقسام حول الهوية، وكأن الله قد خلق مصر أمس الأول، وليس منذ آلاف السنين، ثم ظلمة خصوم هذا التغيير الديمقراطى الذين يترقبون ما يجرى، وينتظرون ساعة الحسم للانقضاض على كرسى السلطة فى مصر، ليصبح الثمن الذى دفعناه من عمرنا منذ الخامس والعشرين من يناير ترابا تذروه الرياح.

نحن نخفق الآن، لأننا لم ندرك بعد أنه لا يجوز أن نتجاهل القصص التاريخى لهذه الأمة، ونعيد خلق العجلة من جديد.

والله أعلى وأعلم.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

والله !! لن يصلح أخر هذه الأمة !! إلا ما أصلح أولها !! ؟؟..تحية لبصيرة خالد صلاح !!..وبصره

عدد الردود 0

بواسطة:

واحد من الناس

تحيا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود فاروق

فأرادوا به كيدا فجعلناهم الخسرين

عدد الردود 0

بواسطة:

ةخاشةثي شلاخشمناشهق

الاخ خالد صلاح

عدد الردود 0

بواسطة:

الاسطي حنفي

ماهذه الرفاهية الفكرية ياأستاذ؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد محمود عبد الشافى

قل سيروا فى الأرض كيف بدأ الخلق

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد المرشدى

رائع أستاذ خالد

... لكن أين الظلمة الثالثة ؟!

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد فؤاد

تبدو على الحياد لكن تميل لبعضعهم أحيانا

عدد الردود 0

بواسطة:

م/محمود

افضل ما قولت

عدد الردود 0

بواسطة:

محي

يولد الانسان بدستوره اولا ثم تاتي الاديان من بعد فهي تخصه ولا تخص المواطن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة