م.غادة محمود تكتب: الغدر السياسى

الأربعاء، 11 أبريل 2012 11:12 ص
م.غادة محمود تكتب: الغدر السياسى مجلس الشعب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار أعوام حياتى العملية كانت أقصى معلوماتى عن تعريف "الغدر" تتمثل فى أن يسرق زميلك مجهودك وينسبه لنفسه أو أن يتلاعب بأحد زبائنك فيسقطه فى شباكه ويسحب أعماله منك لصالحه من أجل قلة جنيهات، وفى الحياة الخاصة كان تعريفى للغدر هو أن تثق بأحد الأصدقاء ثقة تجعلك تخبره بكل ما فى جعبتك ثم تكتشف أنه لا يحتاج أكثر من ساعتى زمن ليبدأ مشاطرة أسرارك مع الآخرين أو أن تسرف فى حب من لا يستحق الحب!
هذه كانت حدود معرفتى بالغدر قبل أن أكتشف فنونا أخرى تدعى "الغدر السياسى" وإليكم ما وجدت:

فى عام 1981 وعدنا "مبارك" بأن كفنه سيكون خالى العيوب والجيوب لنكتشف بعد مرور ثلاثين عاما أن كفنه كان بمثابة أكفان توت عنخ آمون التى امتلأت عن آخرها باللآلئ والكنوز، فأن يحظى بذلك ويترك شعبه نهبا للفاقة والجوع... ذلك نوع من الغدر.

فى عام 2011 قامت الثورة وأسلمنا مركبنا لمن ظنناهم أحرص الناس علينا طمعا فى شط الأمان، فتركوا دفة المركب لعواصف التغيير المزعومة ولصراعات السلطة والكرسى ولادعاءات الكفن الخالى ولنزاعات الأحق بالقيادة حتى بات الغرق فى دماء شهدائنا وشيكا... وذلك نوع من الغدر.

أن تظن نفسك قد انتصرت على الأمريكان الذين رسموا وزيفوا خرائط مصر "على حسب قول مسئولينا" وتحسب أنك ملكت الدنيا ومافيها وأن تشعر أنك تتنسم عبير العزة والرفعة، لتصحو فتجد الطائرة قد حملت أحلامك بعيدا وطارت... فذلك نوع من الغدر.

حين يدعى نوابنا الزهد والورع ويعدونك بمستقبل يشابه زمانات "عمر بن الخطاب" وتحسب أن رئيس دولتك القادم سيعدل، فيأمن، فينام تحت الشجرة وتحمل إليه مظلمتك، فيقتص لك ممن ظلمك ثم تصحو من حلمك لتجد أحد نوابك "يكذب ويتجمل" ثم يدعى الاعتداء عليه، وحين يعد رئيس "البوسترات" صاحب الوجه الصبوح بخلافة الراشدين ثم يكذب بشأن أصوله وانتماءاته الأمريكية... فذلك نوع من الغدر.

حين تعلن الجماعة أنها "لا تسعى لمنصب رسمى" وأنها لم تكن "تنتوى الترشح" لرئاسة الجمهورية ثم تحتفظ لنفسها بكل المآثر والمغانم وتكذب وتغاير كل ماقالته...ذلك نوع من الغدر.
ياأيها السادة: إنكم تخادعون مصر وأهلها، تمارسون ذلك النوع من "الغدر السياسى" الذى لم نكن لنعلمه لولا رأيناكم تتفننون فى صنوفه وأشكاله دون خجل أو مواربة.
إنكم تمتهنون ذكاءنا، تمتهنون كرامتنا حين تكذبون ونصدقكم، ليس لعيب فينا أو نقيصة ولكن العيب كل العيب فيمن يستخف بأحلام الصغار، فيخونها ويتلاعب بنا ظنا منه أنا لن نفهم.
إن للبيت رب يحميه ونعلم أنه ليس بتاركه ومصر بيتنا ولن نسمح لكم بامتهانها أكثر من ذلك فتالله لقد أوذينا من قبل أن تأتونا ومن بعد ماجئتونا ... فارحلوا بظلمكم ولكم منا السلام.
آه يابلاد لم يفهموها ولا ينفكوا يعبثون بها، لطفا سامحينا!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة