توعدت السودان نظيرتها الجنوبية بحرب ضروس ورد عسكرى قاس ردا على استهداف قوات دولة جنوب السودان مدينة "هجليج" النفطية بولاية جنوب كردفان، حيث تحركت قواتها المكونة من عناصر الجيش الشعبى والمرتزقة من داخل دولة جنوب السودان بسوء نية واعتدت على المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين البلدين.
وقال الدكتور وليد السيد رئيس مكتب حزب "المؤتمر الوطنى" السودانى فى القاهرة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن الخرطوم سترد الصاع صاعين لهذه الدويلة وأنها لن تسكت على انتهاكات الجنوب ضد الأراضى السودانية، مؤكدا أنه خلال الساعات القليلة المقبلة سيحسم شمال السودان معركته مع الجنوب وسيلقنه درسا عسكريا لم ينساه.
وأكد السيد أن المعارك الحربية مع نظام الحركة الشعبية فى جنوب السودان مستمرة ولم تنته، مضيفا بأن الشعب السودانى مهيأ لخوض هذه المعارك لرد العدوان الجنوبى ودحره، وأن هناك وقفة واحدة من كل القوى السياسية والأحزاب داخل السودان وليس فقط حزب المؤتمر الوطنى بقيادة الرئيس حسن البشير لمواجهة جوبا.
وأضاف المسئول السودانى الرفيع فى القاهرة أن جنوب السودان تعمل بحقد ضد الخرطوم وفقا لأجندات خارجية نابعة من إسرائيل والولايات المتحدة لتدمير السودان، مؤكدا بأن هذا الهجوم الأخير يدل على رغبة الجنوب فى استمرار العدوان وعدم الجنوح للسلام، كما يؤكد دعم الجنوب لحركات التمرد فى ولاية النيل الأزرق وجنوب كردفان التى تقودها حركة العدل والمساواة.
وفى السياق نفسه، قال السفير أحمد حجاج رئيس الجمعية الأفريقية والخبير فى الشئون الأفريقية لـ"اليوم السابع" إن الأوضاع بين الدولتين متوترة للغاية بالرغم من جهود الوساطة من عدة أطراف دولية وأفريقية لتهدئة الأمور بينهم، كان آخرها محادثات من جانب رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو إمبيكى أواخر الأسبوع الماضى مع الرئيس السودانى عمر البشير وزعيم جنوب السودان سلفا كير لنزع فتيل التوتر.
وأكد حجاج أن هذا التصعيد الخطير الأخير يتعلق فى المقام الأول بحقول النفط، حيث يتهم الجنوب دائما حكومة الشمال بالاستيلاء على أبار النفط الجنوبية، وفى المقابل تتهم الخرطوم حكومة الجنوب دعم متمردى الحركات الانفصالية فى ولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وأضاف حجاج أن من مصلحة البلدين الاتفاق حول تفاهمات تمنع تكرار مثل هذه الأعمال بدلا من التحارب وإنهاء جميع الخلافات بينهم، مؤكدا على دور مصر فى هذه المرحلة الحرجة فى دعوة الطرفين بضبط النفس خاصة أن الدولتين كانت تجمعهما علاقات اجتماعية واقتصادية وغيرها قبل الانفصال.
فيما أكد هانى رسلان رئيس برنامج دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن محاولات دولة جنوب السودان المتكررة لمناطق تابعة للشمال دليل على نية هذه الدولة على تخريب وتعطيل منشآت النفط الخاصة بالخرطوم وذلك لزيادة الأزمة الاقتصادية وزعزعة استقرارها من أجل إسقاط حكومة الإنقاذ الوطنى برئاسة البشير لأنها ترى بأن مصالحها الأساسية لم تتحقق فى ظل وجود هذا النظام.
وأضاف رسلان أن هناك جماعات متطرفة موجودة داخل الحركة الشعبية لا تسعى إلى استقرار لأنها موجهة وفقا لأجندات إسرائيلية، مؤكدا أن تلك الجماعات صاحبة الصوت الأعلى فى الحركة الشعبية تضر بمصالح دولة الجنوب نفسها، حيث إنها قررت منذ عدة أشهر غلق أبار النفط وعدم تصديره مما سبب كوارث اقتصادية على المواطن الجنوبى العادى.
وعن الرد المحتمل من جانب الشمال، قال رسلان، إن الخرطوم تلقت عدة إشارات من نظيرتها جوبا تؤكد عدم سعى الأخيرة لتهدئة الأوضاع والإصرار على زعزعة الاستقرار فى المناطق الحدودية، وبالتالى ليس هناك خيار لدى الشماليين إلا باستخدام القوى ومعاملة دولة الجنوب بالمثل، وتعريف العالم بانتهاكات الجنوبية لكى يكون لها كل الحق فى الدفاع عن تراب أراضيها، مقابل الدعاية المضادة التى يسوق لها الجنوبيون باستخدام اللوبى الصهيونى واللوبى المسيحى فى العالم.
وعن دور مصر، قال الخبير الإستراتيجى فى الشئون الأفريقية إن الدور المصرى فى هذه المرحلة سيكون ضعيفا لانشغال القاهرة باستقرار أوضاعها الداخلية، مؤكدا فى الوقت نفسه أن تصاعد الأمور بين الجانبين يهدد الأمن القومى المصرى بالخطر.
من جهتها أعلنت الخرطوم أنها أوقفت كل المحادثات مع جنوب السودان المتعلقة بإنهاء الخلاف حول مدفوعات النفط، وقالت الإذاعة السودانية أمس أن الخرطوم ستسحب على الفور فريقها للتفاوض من المحادثات التى يرعاها الاتحاد الإفريقى فى أديس أبابا وستأمر أيضا بالتعبئة العامة فى الجيش. ولم تذكر المزيد من التفاصيل.
ومن جانبها حاولت "اليوم السابع" الاتصال بمسئولين بسفارة جنوب السودان بالقاهرة للتعليق على الأمر إلا أن صلاح المليح المتحدث باسم السفارة رفض التعليق قائلا: إنه يرفض التحدث فى هذا الموضوع وليس لديه معلومات.
السودان: سنرد الصاع صاعين للجنوب وخلال ساعات سنحسم معركتنا معهم.. ومسئول رفيع لـ"اليوم السابع": الجنوبيون يتعاملون مع الخرطوم بحقد.. وخبراء: جوبا لا تريد سلاما وتسعى لتخريب استقرار واقتصاد الشمال
الأربعاء، 11 أبريل 2012 02:18 م