محمد حمدى

ارفعوا أيديكم عن المخابرات

الأربعاء، 11 أبريل 2012 09:57 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار ترشح اللواء عمر سليمان نائب الرئيس، رئيس المخابرات العامة السابق، لمنصب رئيس الجمهورية، حالة استقطاب واسعة بين النخبة السياسية، وجمهور الناخبين، وانقسم الناس بين من يرى فى ترشح الجنرال إعادة إنتاج للنظام السابق، ومن يرى فيه طوق نجاة لاستعادة الدولة المصرية الغائبة.

حالة الهجوم التى سبقت ترشيح سليمان، والتى تركزت على المرشح الإخوانى الأصلى خيرت الشاطر، سرعان ما توجهت صوب سليمان، ولست فى موضع دفاع عنه، وإنما ألفت نظر الجميع خلال ما تبقى حتى إجراء الانتخابات الرئاسية إلى ضرورة الفصل بين شخص عمر سليمان، وجهاز المخابرات العامة الذى ترأسه طيلة 18 عاما.

المخابرات العامة مؤسسة وطنية، وهى ملك للشعب المصرى، وليس لرئيس أو مؤسسة أو لحزب سياسى أو غيره، ومنذ بدأت العمل بعد ثورة يوليو 1952 وهى ذراع مصر الخارجية والداخلية لحماية البلد من التجسس الخارجى، وتوسعت عمليات المخابرات لتشمل مكافحة الإرهاب، والحيلولة دون انتقال تنظيمات إرهابية دولية مثل القاعدة لمصر، إضافة لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية للبلدان.

ومنذ قضية انحراف جهاز المخابرات العامة عام 1968، تم تصويب عمل الجهاز بحيث لا تشمل أعماله ملاحقة الأنشطة السياسية داخل البلاد، لذلك لم نسمع منذ نهاية عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى الآن أن المخابرات تورطت فى العمل ضد المعارضين السياسيين، أو القبض عليهم، أو تعذيبهم، ولم نسمع عن اغتيال ناشط سياسى على أيدى المخابرات العامة.

ومن يلقى نظرة على دول الجوار سيجد على سبيل المثال، لا الحصر، أن أحد أبرز الانتقادات الموجهة للنظام السورى، تورط كافة أجهزة المخابرات السورية، بما فى ذلك العسكرية، فى ملاحقة المعارضين والقبض عليهم وتعذيبهم، وهناك عشرات الحالات الاختفاء القسرى والموت لمواطنين سوريين فى سجون المخابرات السورية.

وفى الأردن تطالب المظاهرات المستمرة منذ أكثر من عام من أجل الإصلاح السياسى والدستورى برفع وصاية المخابرات الأردنية عن العمل السياسى، وهو أمر اشتكى منه اللبنانيون قبل انتفاضة الرابع عشر من أذار، ولا تزال المخابرات العراقية منذ زمن صدام حسين وحتى الآن ضالعة فى التدخل فى الشأن العام وحتى فى أمور القضاء.

فى مصر لم تتورط المخابرات العامة فى مثل هذه الأمور، وظل الجهاز وطنيا، يعمل على مكافحة التجسس، ولدينا عشرات القضايا التى ضبطتها المخابرات وأعلن عنها فى الصحف، لإسرائيليين أو مصريين تورطوا فى قضايا تخابر لصالح إسرائيل.

من حق أى مواطن لديه تحفظات أو انتقادات لعمر سليمان، أن يطرحها، طالما نزل الرجل إلى ملعب السياسة، لكن يجب أن نتحلى جميعا بروح المسئولية، ونخرج المخابرات العامة، من المكايدة السياسية، وتصفية الحسابات الانتخابية.

خسرنا فى معركتنا نحو التحول الديمقراطى العديد من مؤسسات الدولة، وطاشت سهامنا فى كل الاتجاهات، أصبنا الجيش ببعضها، وأصبنا القضاء ببعضها الآخر، وأن الآوان أن نترك المخابرات العامة خارج مستنقع السياسة، تؤدى دورها، الذى يقوم به رجالها بكل جدية، وإنكار للذات.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

OSAMA2012

رائع جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

غريب امرك - 30 سنه فساد وقهر وسرقه واجهزة الدوله كلها ماشيه زى الساعه -مبن نحاسب

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري مسلم قبطي

حقيقي أنت رجل وطني عاقل

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

وما قولك في الصندوق الاسود

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

إنت قلت كلمـة حـق . قابل بقـى الهجـوم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

ان شاء الله سليمان رئيسا لمصر

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام

من الفلول لليبرالين والحنجوريين

عدد الردود 0

بواسطة:

عبداللطيف الخشاب

رجل محترم

أحييك على مقالك أنت رجل محترم

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

كل أجهزة الدولة كانت تحت امرة آل مبارك

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

إن شاء الله عمر سليمان رئيس مصر القادم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة