أعتقد أنه سؤال مهم ويحتاج إلى إجابة لكن قبل أن نجيب عن هذا السؤال نريد هنا أن نسلط الضوء ماذا يعنى الدستور؟
فى الحقيقة يوجد العديد من التعريفات، لكن أغلبها تعطى نفس المعنى والدستور ببساطة هو (عقد اجتماعى بين أفراد شعب يشكل دولة، ويرسم الخطوط العريضة، ويحدد المبادئ التى تحكم علاقة الأفراد بعضهم ببعض، وعلاقتهم بالدولة ككيان اعتبارى سياسى والحكومة كجهة تنفيذية، بما يشمل أيضاً شكل الدولة والحكومة، وعلاقة مكوناتها ببعضها البعض).
يتضح من التعريف السابق أن الدستور هو عقد اتفاق بين أفراد المجتمع لتنظيم أسس الحياة بينهم مع العلم أنه لا يوجد مجتمع على شكل واحد، بل إن أغلب المجتمعات فيها تعدد ثقافات وديانات بل فى بعض الأحيان يوجد تعدد فى اللغات داخل المجتمع الواحد.
وهنا تأتى أهمية الدستور الذى يضمن لكل أفراد المجتمع على الرغم من اختلافاتهم أن يكونوا متساوين فى الحقوق والواجبات.
إذن عندما نقارن العرض السابق بما يحدث الآن فى مسألة تشكيل لجنة وضع الدستور نجد أن قوى الإسلام السياسى تعمل بكل جهد على السيطرة على لجنة وضع الدستور والدليل أن 50% من اللجنة من أعضاء مجلسى الشعب والشورى الذين أغلبهم من قوى الإسلام السياسى.
إنه من الواضح أن قوى الإسلام السياسى لا تعرف أو تتجاهل معنى كلمة دستور أساسا، حيث إن الدستور لا يوضع أبدا من خلال أغلبية برلمانية لأنه لا يوضع من أجل فرض اتجاه معين على المجتمع، بل العكس تماماً يضع من أجل (التوافق) لابد أن يشمل الدستور كل أفراد المجتمع.
لذلك لا يوجد شىء اسمه دستور إسلامى لأنه سوف يكون طائفيا وبذلك يلغى فكرة الدستور الأساسية وهى التوافق.
للأسف أن قوى الإسلام السياسى تستغل لحظة تاريخية جدا فى تاريخ مصر أسوأ استغلال لفرض أيدلوجية معينة على المجتمع.
على الرغم من أن المادة الثانية فى الدستور الجميع متفق على بقائها حتى الأقباط لكن قوى الإسلام السياسى تعمل بطريقة فيها استغلال رهيب ينبئ بعواقب وخيمة على المجتمع.
وهنا أريد أن أوجه رسالة إلى حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفى أن أى دستور سوف يوضع بشكل طائفى أو يوضع ليخدم اتجاه معين فإنه سوف يسقط لا محالة والعقائد الدينية لا تحتاج إلى دستور من صنع الإنسان لكى تنتصر، بل العقائد تقوى وتنتشر فى المجتمعات من خلال السلوك العملى.
للأسف الشديد قوى الإسلام السياسى تعمل على مزيد من الطائفية وليست الطائفية بين المسلمين والأقباط فقط، بل أيضا بين المسلمين والمسلمين لأنهم يفترضون أنهم كل المجتمع. أعتقد أن هذه السياسة لو استمرت سوف تذهب بمصر إلى الجحيم فى نهاية المطاف وتجارب الخراب حولنا من كل جانب فى الشرق الأوسط.
اتقوا الله فى مصر.
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مايكل يوسف
صح جدا جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح محمد
عليكم انفسكم لايضركم
من ضل اذااهتديتم
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامه محمد
الاسلاموفوبيا
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد حلمى
اتقى الله
عدد الردود 0
بواسطة:
sameh
ربنا يهديك
ربنا يهديك قول امين
عدد الردود 0
بواسطة:
م / محمد طاحون
حق أريد به باطل (دعوة لتصحيح مفاهيم الكاتب)
عدد الردود 0
بواسطة:
دمعة على خد الوطن
البطاقة فيها مسلم...
عدد الردود 0
بواسطة:
بأفكر ف اللي بأقوله
@3 الاسلاموفوبيا