أكد عدد من الأدباء والمثقفين أن خوض اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، لانتخابات الرئاسة المقبلة، هو انتكاسة لثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، وصمت على إهدار دماء شهداء ومصابى هذه الثورة التى أبهرت العالم أجمع، مشددين على أن "سليمان" عميل أمريكى وإسرائيلى، وأحد مخربى السياسية المصرية فى عهد المخلوع، وخاصة العشرين عامًا الأخيرة، وأنه ملفه يحفل بالعديد من الخطايا التى شوهت صورة مصر فى العالم.
وقال الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، لـ"اليوم السابع" أمس كنَّا نشارك بالفرجة على إعادة قتل شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، وهم يقتلون للمرة الثانية، لأن خوض اللواء عمر سليمان، لانتخابات الرئاسة، هو قتل آخر للشهداء، وأن المدهش فى أمر السيد عمر سليمان، هو أن عضو المجلس العسكرى المسمى "حمدى بدين" رافقه إلى اللجنة، مؤكدًا "ونحن نعلم جميعًا أن بدين هو بطل أحداث مجلس الوزراء وشارع محمد محمود، وماسبيرو، وأن يداه ملوثتان بدماءٍ كثيرة، خاصة دماء مينا دانيال الذى لا أنساه.
وأضاف "رمضان"، ذهب حمدى بدين بجرأة، ولا أريد أن أقول "وقاحة" حتى لا يحاسبنى أحد، ليعلن أن المجلس العسكرى يؤيد ويدعم مرشح نائب المخلوع "مبارك"، ورجل المخابرات ورجل جواتيمالا ورجل إسرائيل السيد عمر سليمان، وتابع: لم نغضب من ترشيح الفريق أحمد شفيق، رغم أن يديه هو أيضًا ملوثتان بموقعة الجمل، لكنه أهون عندنا من القاتل السرى المرشح الجديد.
ورأى "رمضان" أن المجلس العسكرى يسعى بدأب لتحريض المصريين المسالمين على مر التاريخ، على ارتكاب الاغتيالات، وكأنه يريد لذلك أن يحدث حتى يصنع الإطار النظرى لاستمرار استبداده بالسلطة، واستبداده بها قائمًا منذ الحادى عشر من فبراير 2011.
وقال الشاعر الكبير، ما أحب أن اختم به، هو خوفى كواحدٍ من بين الليبراليين والماركسيين واليساريين، بأن تتجه لتحميل الإسلاميين الأمر كله، وهذا ما يريده المجلس العسكرى، ولا يجب أن ننسى أنهما شركاء معاً، الإسلاميين والعسكرى فيما يحدث فى مصر، ويجب أن نسأل أنفسنا السؤال الجارح الذى لا نحب أن نواجهه، وهو: لماذا يسقط دائمًا كل من تقف إلى جواره قوى اليسار والليبراليين؟، هل لأننا حتى الآن لا نجيد إلا الكلام فى الفضائيات ونعود إلى منازلنا بنشوة الانتصار؟، نحن لم نعمل ولم نقم بما يجب علينا أن نفعله، وأمامنا قوتان طاغيتان ونحن نتكلم فقط ونفرح بكلامنا.
وقال الروائى الكبير فؤاد قنديل، أرفض رفضًا شديدًا ترشيح هذا الرجل لأى منصب، لأنه ليس فقط من زبانية "مبارك"، ولكنه عميل أمريكى وإسرائيلى وأحد مخربى السياسية المصرية فى عهد المخلوع، خاصة العشرين عامًا الأخيرة، هو رجل يحفل ملفه بالخطايا التى شوهت صورة مصر فى العالم العربى والغربى، وكانت له ممارسات سيئة للغاية دون مراعاة لكرامة المصريين، ولا لحقوقهم السياسية والإنسانية.
وأضاف، لذلك أرى أنه يجب عدم إدلاء أى شخص بصوته لهذا المرشح، أثمن القرار الذى ينوى مجلس الشعب اتخاذه بالنسبة لمنع رجالات مبارك من الترشح لأى منصب سياسى، سواءً أكان "سليمان" أو الفريق أحمد شفيق، أو غيرهما.
وأوضح "قنديل" أن المشكلة فى الجانب الآخر خاصة المتأسلمين، وهذه لا يمكن حلها إلا بأن يكون الشعب كله، أصحاب كلمة شجاعة، وأن يتمتعوا بوعى جديد، بعد أن أدركوا أهداف الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية، وكلها تعد بصورة أو أخرى شكلاً من أشكال الحزب الوطنى المنحل، أفكار لا تعترف بالديمقراطية ولا بالآخر، وهذان الأمران بالذات هما اللذان يهددان مستقبل مصر، فلا بد من أن يكون هناك لدى أى مرشح أو مسئول وعى عميق بمعنى الديمقراطية وتطبيقها، وقبول الآخر والاختلاف معه.
وقال الشاعر محمود قرنى، ما من شك أن عودة عمر سليمان، وأمثاله، إلى حلبة السباق الرئاسى يعنى فشلاً مؤكدًا للثورة، وأن التحالف الإقليمى والمحلى والدولى يتعاون لإعادة مصر ما قبل الخامس والعشرين من يناير المجيدة، ومن المؤكد أن عمر سليمان ضالع بجزء كبير فى هذا المخطط، فهو الحليف القوى للسياسيات الإسرائيلية والأمريكية فى مصر، وهم يعضدون وجود خادم أمين تم اختباره بدلاً من الخدام الجدد، القادمين من حركة الإخوان المسلمين، الذين لم يخضعوا بعد لأية اختبارات.
وأضاف "قرنى" أتصور أن الجناية الكبرى ضد الثورة، ارتكبها المجلس العسكرى، مدعومًا بانتهازية تاريخية من الإخوان المسلمين، وبغباءٍ نادر من قوى الثورة، والضحية فى نهاية الأمر هو الشعب وثورته، وظنى أن الوقت مازال فى أيدينا لكى تنتبه القوى السياسية إلى الخطر المحدق بمستقبل هذا الوطن، ففرصة التوحد وإنكار الذات مازالت قائمة قبل أن يفوت الأوان.