ما أن أعلن الإخوان عن موقفهم السياسى بترشيح الشاطر لرئاسة الجمهورية، حتى رأينا حالة من الهلع السياسى أفقدت الحليم من الرافضين عقلهم ومنطقهم، وخرجوا يصرخون فى الفضائيات والمواقع الإلكترونية، فى حالة يرثى لها، وتدعو إلى الشفقة، ولم يكن هذا الهجوم على الجماعة مستغرباً أو غير متوقع، ولكن ترشيح شخصية مثل الشاطر كان له دور مؤثر وفاعل فى زيادة الانفعال والتشنج، فما الدليل على ذلك؟
ادعى البعض بأن قرار الإخوان عدم وفاء بالوعد والعهد، الذى قطعوه على أنفسهم، فلماذا لم يفعلوا ذلك، ولم يصابوا بالسعار المرضى ذاته عندما نكث كثير من المرشحين عن وعودهم بعدم الترشيح ثم تقدموا وترشحوا. إذاً الموضوع ليس وعوداً وعهوداً!! وزعموا أن هذا سينقص من رصيد الإخوان ويفقدهم شعبيتهم!! فما الذى يغضبهم إذاً ما دامت هذه الخطوة تصب فى مصلحتهم وضد مصلحة الإخوان كما يدعون؟ ولو كانوا يصدقون ما يقولون لأقاموا الأفراح والليالى الملاح بدلاً من الحداد والصراخ والعويل وكيل التهم والشتائم، ولتوقفوا عن حملتهم المسعورة، ولانتشوا بالنصر العظيم.
ولكن الحقيقة من وجهة نظر الكاتب أن هؤلاء يعلمون جيداً أن خريطة المترشحين للرئاسة كانت محسومة للفلول المدعومين من المجلس العسكرى ومن الليبراليين والناصريين المستقوين بالمجلس العسكرى والداعين للانقلاب على الشرعية، وليس فى المرشحين من يملك تلك السمات الشخصية لهذا المرشح القادم.
فجاء المهندس خيرت الشاطر الذى يحمل مشروعاً لنهضة مصر دعا إليه، وعمل عليه منذ عام 2005، وكان سبباً فى محاكمته محاكمة عسكرية غيبته فى السجون سنوات خمس، وأنه رجل سياسة، فطوال العام الماضى وهو يجتمع بسفراء الدول المختلفة لترويج الاستثمار داخل مصر من أجل اقتصاد مصر وازدهارها، مما جعل البعض يطلق عليه (أردوغان مصر)، كما أنه يحظى باحترام وتقدير دولى، ومما يدل على ذلك اهتمام الصحافة العالمية بخبر ترشيحه، كما أن له تاريخ نضالى مشرف يعلمه الجميع، وكيف وقف أمام النظام السابق بكل قوة وجسارة، مما أفقده فى سبيل ذلك أمواله وسنوات قضاها خلف القضبان.
كل ذلك وغيره من كاريزمته الشخصية جعلت كل المنافسين يشعرون بقربه من المقعد، وبدلاً من أن يقدموا من يضاهيه فى الكفاءة والقدرة، تمنوا لو لم يترشح ليبقى المجال مفتوحاً لرئيس يأتى من الفلول، مدعوماً من المجلس العسكرى الذى يريد أن ينقض على مكتسبات الثورة، أو تابعاً لحزب ما لا يملك سوى جريدة وشقة.
لماذا يتجاهل الليبراليون وباقى المعارضة حق الشعب فى الاختيار قبل أن يكون حق الإخوان فى الترشيح؟
لماذا لم يفزع السادة الأفاضل كما يفعلون الآن عندما ترشح الفلول وأقاموا الحملات الانتخابية الضخمة؟
وإذا كان البعض يقول إن الإخوان خسروا مصداقيتهم وسوف يخسر الشاطر خسارة كبيرة، فلماذا تقولون إن الإخوان سيستأثرون بالسلطة، وأين سلطة الإخوان وهم لا يملكون وزيراً واحداً فى حين يوجد وزراء من أحزاب ليس لها أى رصيد فى الشارع، كما يوجد وزراء من الفلول والنظام السابق، وليس للإخوان محافظاً ولا خفيراً فى أى سلطة تنفيذية.
أيها السادة النائحون لماذا لا تنظرون إلى مصلحة مصر، وتدعون كل ذى كفاءة لترشيح نفسه، سواء كان من الإخوان أو الشيوعيين أو حتى البهائيين، إن مصر تحتاج منا إلى تقديم أفضل العناصر والشخصيات، وأن نتجرد من النظرة الحزبية الضيقة، لا أن نمنع ترشيح شخصية ذات كفاءة وقدرة على حكم مصر، وكل جريرته وذنبه أنه يحمل فكراً معيناً.
ولا داعى لتخويف الشعب كما نفعل مع أطفالنا (بأمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة) على طريقة (الشاطر جالكوا خبوا عيالكو) فالشعب المصرى أذكى وأفطن من ذلك، والصناديق الانتخابية دليل على ذلك، ومن لم يتعلم من الماضى القريب، فالمستقبل الأقرب كفيل بذلك.
عبدالعزيز مجاور يكتب: الشاطر جالكوا خبوا عيالكو
الثلاثاء، 10 أبريل 2012 02:56 م
خيرت الشاطر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعراوي
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف ابو عميرة
الشاطر جالكوا اطمئنوا على مستقبل عيالكوا
الشاطر جالكوا اطمئنوا على مستقبل عيالكو وبلادكو
عدد الردود 0
بواسطة:
yousry
مختارات من كلام الإمام حسن البنا إلى الإخوان المسلمين
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد العمده
ربنا يولى علينا من يعدل
الله ينور عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبده
ربنا يكرم الشاطر
الشاطر بعون الله
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
كاتب محترم ومقال ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الـشـــــــــاطر ... حتاته اللي هيمشى الشعب المصرى تا تا .. تاتا
عدد الردود 0
بواسطة:
حمام
مجاور .. ومجاور
عدد الردود 0
بواسطة:
طلعت الشرقاوي
ينصر دينك يامجاور
هكذا تكون المهنية والاداء الراقي شكراااااا يامجاور
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى عبدالرازق
مين يفهم ؟؟؟؟؟