ذكرت صحيفة "ديلى نيشن" الكينية أن المحكمة الدستورية فى مالى أكدت اليوم، الثلاثاء رسميا شغور السلطة وأعلنت أن تنصيب ديونكوندا تراورى رئيس الجمعية الوطنية رئيسا للدولة بالوكالة سيتم الخميس، فى حين يخضع شمال البلاد إلى حكم المتمردين الطوارق والإسلاميين المسلحين. وأنه التقى أمس الإثنين، بالقائد العسكرى للبلاد أمادو سانوجو، والذى قاد الانقلاب الذى شهدته مالى فى شهر مارس الماضى، والذى أدى إلى الإطاحة بالحكومة المالية مؤخرا، لتبدأ الدولة الإفريقية مرحلة جديدة.
وأضافت الصحيفة أن تراورى الذى يشغل حاليا منصب رئيس البرلمان فى الدولة الإفريقية سوف يقود البلاد بشكل مؤقت، لحين إجراء انتخابات تقود إلى حكومة منتخبة ديموقراطية للبلاد، موضحة أن اللقاء بينهما قد تم بالقاعدة العسكرية بالعاصمة باموكو، واستمر لمدة ساعة.
وأوضحت "ديلى نيشن" أن سانوجو قد أكد فى أحاديث صحفية أن لقاءه بالرئيس المالى المنتظر كان جيدا ومثمرا، إلا أنه رفض أن يقدم أية تفاصيل عن محادثاتهما، مؤكدا أن كافة المعلومات سوف يتم الإعلان عنها لاحقا، فى حين أن عددا من المسئولين الدوليين الذين حضروا اللقاء مثل وزير خارجية بوركينا فاسو ووزير التضامن الإيفوارى قد رفضوا التعليق.
وأضافت الصحيفة أن تعيين تراورى، كرئيس مؤقت للبلاد، يعنى أن سانوجو لابد أن يتنحى عن السلطة، إلا أنه ليس من المتوقع أن يحدث هذا بشكل فورى.
وأوضحت الصحيفة أن الدور الرئيسى الذى ينبغى أن يلعبه تراورى خلال رئاسته للبلاد، هو الإعداد للانتخابات القادمة ليتم إجراؤها خلال 40 يوما من توليه السلطة.
وأوضحت الصحيفة كذلك أن مهمة الحكومة المؤقتة لم تقتصر على ذلك، خاصة أنها جاءت فى أعقاب تطورات متلاحقة منذ قيام الانقلاب العسكرى، مضيفة أن الموقف المتردى فى الشمال يعد أحد أهم التحديات التى تواجهها، خاصة بعد إعلان حركة الطوارق سيطرتها على أكثر من نصف مساحة البلاد، واستقلالها عن الدولى المالية، مستغلين التطورات السياسية التى شهدتها مالى منذ أواخر مارس الماضى.
وذكرت "ديلى نيشن" أن رئيس الحكومة المؤقتة سوف يقوم بتشكيل حكومة وحدة وطنية، طبقا للاتفاق الذى تم برعاية دول التجمع الاقتصادى لدول شرق إفريقيا "إيكواس"، والذى شدد على ضرورة إشراك كافة القوى فى العملية السياسية خلال المرحلة المقبلة، فى إطار صفقة يمكن من خلالها رفع العقوبات التى فرضتها تلك الدول على القادة العسكريين لمالى.
من ناحية أخرى أكدت الصحيفة الكينية أن الوضع الإنسانى فى منطقة شمالى مالى، يتدهور للغاية خاصة وأن تلك المنطقة قد انفصلت تماما عن العالم الخارجى من سيطرة الإسلاميين المتشددين عليها بالكامل، موضحة أن العديد من منظمات المجتمع المدنى قد أطلقت تحذيرات عديدة فى هذا الصدد.
وأكد عبدو سيدى بيه – عضو بالبرلمان المالى – أن الموقف درامى للغاية فى المنطقة الشمالية بالدولة المالية، حيث لا توجد مستشفيات أو غذاء هناك، مطالبا المجتمع الدولى بضرورة التدخل الفورى لإنقاذ الموقف.
أما على الجانب العسكرى، فقد أعربت حكومات "الإيكواس" عن رغبتها فى التدخل العسكرى للقضاء على المتمردين فى شمال مالى، والتى أعلنت استقلالها عن الدولة فى مالى، تأسيس دولة الأزواد على مساحة تبلغ أكثر من نصف مساحة مالى، وهو ما رفضه المجتمع الدولى بشدة، خاصة فى ظل حالة عدم الاستقرار التى تشهدها المنطقة حاليا.
وأضافت الصحيفة الكينية أن مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة، قد أعلنت مسئوليتها عن خطف عدد من الدبلوماسيين الجزائريين فى مدينة جاو شمالى مالى.
وأكدت حركة الوحدة للجهاد فى غرب إفريقيا أنها قامت بخطف الدبلوماسيين الجزائريين فى أعقاب سيطرة المتمردين على إقليم شمال مالى، عندما اجتاحوا مدن جاو وكيدال وتيمبوكوتو.
وتعد الحركة هى إحدى المجموعات المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة والتى تعمل من أجل نشر الأفكار الجهادية فى منطقة المغرب الإسلامى وغرب إفريقيا والساحل فى إفريقيا.
ديلى نيشن: الانقلاب فى مالى يعلن رئيس البرلمان رئيسًا مؤقتًا للبلاد و يتولى مهامه الخميس.. الإعداد للانتخابات هو أهم مهام الرئيس الجديد.. والوضع المتردى فى الشمال أهم التحديات
الثلاثاء، 10 أبريل 2012 04:24 م
انقلاب مالى