خبير: التعامل الخاطئ مع أخبار "أوراسكوم" سبب تراجع البورصة

الثلاثاء، 10 أبريل 2012 03:03 م
خبير: التعامل الخاطئ مع أخبار "أوراسكوم" سبب تراجع البورصة إيهاب سعيد خبير سوق المال
كتب محمود عسكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال إيهاب سعيد خبير سوق المال إن أخطاء المستثمرين فى التعامل على أسهم أوراسكوم خلال الفترة الأخيرة هى السبب الحقيقى فى تراجع السوق، خصوصا مع ضآلة ثقافتهم الاستثمارية، وعدم تأكدهم من الأخبار المتعلقة بالأسهم التى يستثمرون فيها ودراستها قبل أن يتخذوا أى قرار استثمارى.

ورفض سعيد المطالب بإلغاء العمليات التى تمت فى السوق متأثرة بأخبار أوراسكوم الخاطئة، قائلا "لم أكن أنتوى التعليق أو الكتابة عن ما حدث يوم الأربعاء قبل الماضى بخصوص شركة أوراسكوم تيليكوم وما أشيع حول نية الحكومة الجزائرية شراء 51% من شركة جيزى بقيمة قاربت على الـ 6,5 مليار دولار!!..كونى لم أتشكك فى أى شبهة تلاعب أو تواطؤ من قبل أى طرف من أطراف هذه الواقعة، على اعتبار أن ما حدث أراه من قبيل المصادفة البحتة ليس إلا.. فالقصة بدأت عندما أوقفت إدارة البورصة التعامل على سهم الشركه بناء على طلبها لوجود حدث جوهرى سيتم الإعلان عنه، ويبدو أن أحد المحررين "المجتهدين" بالوكالة الإخبارية الشهيرة أراد أن يقوم باستبقاء الأحداث والبحث عن الخبر دون انتظاره، وعلى هذا قام بالاتصال بأحد المصادر الخاصة به والذى أبلغه بالخبر المعلن فيما بعد، وللأسف الشديد عند إعلان هذا الخبر كانت الجلسة فى السوق المصرى قد شارفت على نهايتها، ولذا لم تتح الفرصة للمستثمرين للتروى والتفكير فى معقولية الخبر، لاسيما بعد أن علموا باقتراب السهم فى بورصة لندن من مستوى الـ 5,40 جنيه والتى لم تكن قد أوقفت التعامل عليه أسوة بما فعلت نظيرتها المصرية!!.. فظنوا على الفور أن هذا هو الخبر المنشود والذى طلبت الشركة إيقاف سهمها لحين إعلانه!!

ولكن دائما ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فما أن انتهت الجلسة فى السوق المصرى إلا وأعلنت الشركة عن الخبر المقصود والتى طلبت بسببه إيقاف التعامل على السهم، وهو على العكس تماما، خبر فى منتهى السلبية، ويتمثل فى تغريم الشركه بحوالى 1,3 مليار دولار من قبل الحكومة الجزائرية فى قضية متعلقة بالضرائب، وبطبيعة الحال تراجع السهم بشكل حاد ببورصة لندن ليقترب مجددا من مستوياته التى كان يتحرك حولها والتى تعادل تقريبا مستوى الأربعة جنيهات..وما هى إلا ساعات قليلة وأعلنت أيضا الحكومة الجزائرية نفيها لما نشر على الموقع الخاص بالوكالة الإخبارية الشهيرة!!

وأعتقد أن اللوم فى هذا الأمر يجب أن يوجه للمحرر نفسه، كونه نشر خبر ليس خاطئا فحسب، إنما غير منطقى أيضا، على اعتبار أن الحكومة الجزائرية أعلنت قبل ذلك أنها لم تكن تنتوى دفع أكثر من 3 مليارات دولار ثمنا للشركة!!..فكيف لها أن تعلن فجأه عن نيتها للشراء بما يقارب الـ 13 مليار دولار!!؟. وكذلك بورصة لندن التى لم توقف التعامل على السهم كما فعلت نظيرتها المصرية فهى بذلك قد تسببت فى إحداث هذا اللغط، لاسيما بعد أن ارتفع السهم إلى مستويات قياسية على أثر الخبر المعلن أو الإشاعة إذا صح التعبير.

والحقيقة أن ما دفعنى لفتح هذا الموضوع مجددا بعد أن تمت مناقشته من قبل العديد من الزملاء على مدار الأيام الماضية، هو أنى قد استخلصت منه أمرين غاية فى الأهمية، أحدهما، سلبى، والآخر إيجابى، فالشق السلبى فى هذا الأمر يتمثل فى تبعات هذا الحدث والانتقادات التى وجهها البعض سواء مستثمرين أو محللين لجهات عدة ومنها إدارة البورصة المصرية!!..وكذلك المطالبات الغريبة وغير المنطقية من قبل البعض، للدرجة التى سمعت معها عن أحد الخبراء وهو يطالب بضرورة إلغاء كافة العمليات التى تمت إبان إعلان هذا الخبر على الموقع الشهير!!!.. وأعلم عزيزى القارئ انك ستدهش.. على اعتبار أنه ليس هناك ثمة عمليات تمت على السهم كونه كان موقوفا من إدارة البورصة، ولكن صدق أو لا تصدق، ما يقصده "الخبير" هو إلغاء كافة عمليات السوق على اعتبار أنها تمت بناء على هذا الخبر، أهذا معقول؟ ألهذه الدرجة وصلت ثقافتنا الاستثمارية وتفهمنا لمنظومة أسواق المال؟.. يا سيدى الفاضل، إذا أردت الحقيقة، فاللوم ليس على محرر الموقع الشهير فقط!!.. وإنما اللوم الحقيقى فى رأيى الشخصى يجب توجيهه لكل مستثمر لم يفكر فى هذا الخبر ولو للحظات، ليتبين عدم معقوليته، ومن ثم عدم اتخاذ أى قرارات استثماريه بناء عليه، ومن فعل غير هذا فلا يلومن إلا نفسه!!

أما عن الجانب الإيجابى.. فأراه متعلقا بالسوق نفسه، فهل شاهدتم القوة الشرائية الهائلة التى ظهرت فى السوق مع الساعة الأخيرة بتلك الجلسة؟ هل شاهدتم التسابق والتدافع من قبل المتعاملين على الشراء فى كافة الأسهم دون حتى التفكير فى أسعارها؟ أعتقد أن هذا الأمر إن دل على شىء فإنما يدل ويؤكد على وجهة نظرنا الإيجابية فى السوق على الأجل المتوسط وأن الفترة الحالية من التحرك العرضى المائل للهبوط، ما هى إلا بسبب التوقف المؤقت للقوة الشرائية انتظارا لأى خبر إيجابى سواء كان يتعلق بالسوق نفسه أو بالحالة السياسية بوجه عام لاسيما وأن القوة الشرائية الهائلة التى جاءت مصحوبة بارتفاع واضح فى قيم وأحجام التداولات على مدار الشهور الماضية من الصعب أن تتلاشى بهذه السرعة..وإنما نتصور أنها لازالت موجودة ولكنها متغيبة مؤقتا.

كلمه أخيرة.. أخشى أن نتسبب بانتقادتنا الدائمة "بسبب وبدون سبب" فى فقدان كفاءات نحن الآن فى أمس الحاجة إليها، لاسيما فى ظل الظروف والأوضاع الحالية، والتى فقدنا فيها الكثير والكثير، الأمر الذى قد نحتاج معه لسنوات طويلة قادمة لتعويض ولو جزء بسيط مما فقدناه، سواء من كوادر بشرية أو من موارد ماليه أو حتى من قيم أخلاقية!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة