انتهاء شهر العسل بين الإخوان والإعلام بـ"خناقة"

الثلاثاء، 10 أبريل 2012 01:45 م
 انتهاء شهر العسل بين الإخوان والإعلام بـ"خناقة" منى الشاذلى
كتب - ريمون فرنسيس - العباس السكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ياسر عبد العزيز: الإعلاميون الذين اتهمهم المرشد بأنهم سحرة فرعون هم أنفسهم من دفعوا ثمنا باهظا للدفاع عن حرية الجماعة أيام مبارك
◄◄ مفيد فوزى: اتهامات الإخوان تشرف أى إعلامى لأن مواقفهم يندى لها الجبين
◄◄سامى الشريف: الجماعة تنتهج أسلوب الحزب الوطنى فى التكويش على كل شىء ورفض الانتقاد


«الإعلاميون هم سحرة فرعون، ويتعمدون نشر كل ما هو سلبى ضد الجماعة» هذه الاتهامات التى وجهها مرشد جماعة الإخوان للإعلام، تعيد إلى الأذهان أداء الحزب الوطنى الديمقراطى تجاه الإعلام قبيل ثورة 25 يناير عندما كانت قياداته ترفض توجيه أى نقد إلى أدائها وتكتفى بتوجيه الاتهامات إلى منتقديهم.

وعلى الرغم من محاولة التأكيد على وجود سوء فهم لتصريحات المرشد فإن هذا يدلل بشكل كبير على انتهاء شهر العسل بين جماعة الإخوان والإعلام بعد عام من الثورة.

الغريب أنه أثناء إجراء هذا التحقيق، رفض عدد من الإعلاميين الذين تشملهم اتهامات المرشد ضمنيا التعليق عليها بسبب رفضهم الدخول فى أى معركة كلامية مع الإخوان.

رحب الإعلامى الكبير مفيد فوزى بالاتهامات التى وجهتها جماعة الإخوان المسلمين للإعلام على خلفية أنها تحمل روحا عدائية للجماعة، قائلا «اتهاماتهم على العين والراس». واتهم الإعلامى الكبير جماعة الإخوان المسلمين «بالتكويش» على كل المواقع الإخبارية الإلكترونية، وبالهيمنة على مصر، وأضاف مفيد فوزى أن الارتباك السياسى الذى تشهده الساحة حاليا سببه الجماعة المتهمة بالكذب فى السر والعلن، مدللا على كلامه بتراجع الإخوان عن تصريحاتهم دائما.

كما اتهم فوزى الجماعة بالمجادلة باسم شريعة الله، وهى ليست من شرع الله فى شىء، واختتم كلامه بقوله «مواقف بعض الإسلاميين يندى لها الجبين».

ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، يقول فى البداية إن الإعلام الخاص الذى اتهمه المرشد كان يخاطر سابقا بظهور عناصر وقيادات الإخوان المسلمين قبل ثورة يناير، وقت أن كان ظهور أى من عناصر الإخوان مخاطرة حقيقية ينتج عنها الصدام مع النظام والأجهزة الأمنية، كما أن بعض الإعلاميين الذين وصفهم بسحرة فرعون، يدفعون الثمن الباهظ مقابل دفاعهم عن حرية الجماعة وأعضائها، وواجهوا مصيرا وهجوما من الأجهزة الأمنية، ولعلنا نذكر المرات التى تم فيها إيقاف محمود سعد بسبب إصراره على استضافة عناصر من الإخوان، وأيضا المتاعب التى لاقتها منى الشاذلى عندما استضافت المرشد، وغيرها، ولكن يبدو أن الإخوان بعدما وصلوا إلى مشارف السلطة تغير موقفهم تجاه الإعلام الذى وقف بجانبهم على مدى الفترة السابقة.

ويضيف عبدالعزيز، أن طرح جماعة الإخوان بخصوص الإعلام عن وسوسة الشياطين والحديث الذى يبدأ بهذا التوصيف ربما ينتهى بتدخل الملائكة لإصلاح ما أفسدته الشياطين، والخطورة هنا أن الملائكة التى سيمثلها الإخوان سترتبط بالقمع أو التقييد، وبالتالى كل من يعارضهم إنما يعارض الشريعة واستحقاقات الإيمان. وهو وضع الإعلام فى الدولة الدينية، وهذا ما يجب أن نلتفت إليه.

واستنكر الإعلامى الكبير طارق حبيب، اتهامات الإعلام المصرى بحمله اتجاها عدائيا من جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن هناك رموزا من رجال وسيدات الإعلام يقفون بصورة كبيرة مع صفوف الإخوان ضد الأطياف والأحزاب السياسية الأخرى عكس ما يقوله محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين.

وحول مساهمة الإعلام فى تزايد سطوة الإخوان على الساحة السياسية، أكد الإعلامى أن ظهور الشيوخ ورجال التيارات الإسلامية فى جميع البرامج التليفزيونية المختلفة ساهم بشكل مباشر فى تعريف الناس بأفكارهم وآرائهم من جهة، وتسليط الضوء عليهم من جهة أخرى.
وأضاف طارق حبيب، أن الإعلام المصرى اهتم بالعناصر الخارجة من السجن التى تنتمى لجماعة الإخوان المسلمين، وهناك حوارات مطولة أجراها الكثير من القنوات مع أحد المتهمين فى قتل الرئيس الراحل أنور السادات.

وعن العلاقة بين الإخوان والإعلام فى الفترة المقبلة، يتوقع حبيب أن الخلاف لن يقتصر على الإعلام فقط، بل ربما يتطور الأمر لتصبح هناك مصادمات عنيفة بين التيارات الإسلامية فيما بينها، لا سيما بعد ترشيح حزب الحرية والعدالة خيرت الشاطر رئيسا للجمهورية، وبعد الأزمات التى يمر بها حازم صلاح أبوإسماعيل.

ومن جانبه، قال الدكتور سامى الشريف، أستاذ الإعلام، إنه يتعين على الجماعات والمنظمات السياسية أن يتسع صدرها للنقد وكل من يحاول تقييم أدائها، والإخوان حاليا يشكلون الأغلبية فى مجلسى الشعب والشورى، وهذه الأغلبية يتعين عليها احترام الإعلام الذى يعكس رأى الناس، وأتصور أن الإخوان عليهم فى الفترة المقبلة إدراك خطئهم فى الاشتباك.
ويضيف الشريف «ليس من المنطق بعد اهتمام الإخوان بالاستحواذ على كل مؤسسات الدولة، أن يتجهوا للهجوم على الإعلام، ويتخذوا دور الحزب الوطنى الذى كان يرغب فى الاستحواذ على السلطة ويرفض انتقاده بأى صورة».

كما يختلف الشريف مع من يصف ما حدث بانتهاء شهر عسل بين الإخوان والإعلام بعد الثورة، حيث يرى أن ظهور الإخوان على مدى العام الماضى، جاء من منطلق الواقع الجديد الذى جاء على المشهد السياسى الذى لا يمكن لوسائل الإعلام أن تنكره، وفى تقديرى أن ذكاء الإخوان سوف يدفعهم لإدراك الخطأ الذى وقعوا فيه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة