د. عبد المنعم عمارة

مصر بين الفوضى المدمرة والفوضى الخلاقة

الأحد، 01 أبريل 2012 04:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
؟؟ طيب، إيه رأيك، لو حاولنا أنا وحضرتك أن نجيب عن سؤال واحد: ما المشهد فى مصر الآن، السياسى، الاجتماعى، الاقتصادى؟ لو سيادتك موافق، بشرط أن نكون موضوعيين ونقول الحقيقة وننقل صورة تسجيلية كالأفلام التسجيلية التى تنقل الواقع.
طيب لو حاولنا أن نخلع النظارة السوداء، وقررنا النظر بصورة وردية، وقلنا الربيع جه من تانى، مش الأشجار الناشفة تحولت لخضراء، والزهور نراها تتفتح الآن، والنحل بدأ يزن ويطير سعيدًا ليهجم على الزهور ليلعق رحيقها ليأتى لنا بالعسل، طيب إيه رأيك لو دليتك على حاجة جميلة انتشرت فى العالم الآن اسمها «التأمل» Meditatian يمكن تساعدنا فى أن تكون إجابتنا مبهجة. تسألنى هيا إيه؟ يا سيدنا هى أنك تجلس على كرسى مريح وياريت يكون «هزاز» وتغمض عينيك وتقول لنفسك: يا سلام دى الحياة حلوة يا ولاد ومصر لسه حلوة، والناس لسانها بينقط عسل.
ممكن جدّا حضرتك تقول: تأمل إيه.. و... إيه نحن طوال اليوم على كرسى مريح زى اللى بتقول عليه نشاهد برامج الفضائيات التى تنكد علينا وجعلتنا نكره أنفسنا ونكره كل شىء حولنا بل نشعر باكتئاب تحول إلى اكتئاب مزمن.
طيب يا سيدى بلاش حكاية التأمل هذه وتعال معى نحلم كما حلم شباب الثورة، لم يطلبوا كثيرًا، مطالبهم كانت «عيش وحرية وعدالة اجتماعية»، أكيد ستقول لى وأين هؤلاء الشباب وأين ذهبت أحلامهم؟ ألم يسرقوا ثورتهم، ألم يقضوا على أحلامهم؟
عزيزى القارئ؛
نعود إلى السؤال مرة أخرى، ما المشهد فى مصر الآن، السياسى، الاجتماعى والاقتصادى؟
ملخص ما سمعته من كثيرين هو:
لا الجيش حافظ على صورته؛
ولا الأمن استتب؛
ولا الاقتصاد تعافى؛
طيب هل هناك من يمكن أن يقول ده كلام غير صحيح؟ فالأمن فل الفل ولا يوجد اغتصاب ولا سرقة سيارات ولا تثبيت ولا مظاهرات.
أو أحد قال لك حالة الاقتصاد فى العالى والاستثمارات نازلة زى الرز، والاحتياطى المركزى زاد ولم يقل ودى أكاذيب الحكومة تريد أن تخيف بها الشعب.
باختصار بعد استقرائى لرأى كل من أسأله يقول لى:
البلد تسيطر عليها الفوضى، فوضى فى الشوارع، فى المصانع، فى الوزارات، فى الشركات.
دى أنا أسميها فوضى اجتماعية.
ولكن الفوضى الأخطر هى الفوضى الفكرية التى نراها حولنا الآن، وهى تعنى غياب العقل، لا أحد يتكلم بعقل ولا أحد يستمع بعقل ولا أحد يفهم بعقل، طيب من أين يأتى إعمال العقل ولدينا فكر دينى متطرف يخيف الناس، وفكر ليبرالى نظرى لا يفهمه كثيرون. فالعضلات أولاً والعقل ثانيًا؟
حضرات القراء..
أنا موافق، وأرجو أن توافقوا معى على قبول هذه الفوضى، ولكن أى نوع من الفوضى نقبلها. أنا أريدها فوضى خلاقة، وهى غير الفوضى التى طالبت بها رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية، الفوضى الخلاقة تعنى الانتقال من الفوضى إلى النظام، إلى الوصول إلى نظرية أو خطة أو منهج أو وسيلة للوصول إلى الأفضل. والاقتراب من حلم يراد نقله إلى الواقع.
المعنى أننا لو استطعنا أن نخرج من حال الفوضى السائدة الآن، إلى الاستقرار وإلى الوصول إلى تحقيق أهداف الثورة: العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، تكون الفوضى قد ذهبت إلى الجحيم. قد يكون لدينا استعداد لتحمل هذه المرحلة، ولكن إلى متى؟ هذا هو السؤال.
قد تقول لى طيب من هو الذى سينقلنا من فوضى عامة إلى فوضى خلاقة؟ الرد: أكيد الأغلبية «الإخوان المسلمون» والسلفيون الذين حصلوا على أغلبية موافقة الشعب عليهم.
ومادام الأمر كذلك فعلينا أن نسألهم الأسئلة التالية:
هل الإخوان المسلمون يشعرون بالمسؤولية التاريخية فى هذه اللحظة الفارقة فى تاريخ مصر؟
وهل يمتلكون أدوات قراءة الواقع وتحليل المواقف وحساب المخاطر والأزمات السياسية؟
وهل لديهم طرق جديدة فى التفكير فى شكل السلطة خاصة أنهم يفكرون فى الهيمنة والسيطرة عكس دول العالم التى تحاول الهروب من حكاية السيطرة على كل المؤسسات السياسية والتنفيذية.
هل الأجيال القديمة من قياداتهم لديها القدرة على كتابة مستقبل الحياة السياسية فى مصر فى القرن الـ 21، خاصة أن روح وفكر الجماعة قاما على واقع القرن العشرين؟
هل هذه الأغلبية تريد أن تكوش على السلطة لتعوض الثمانين عامًا التى ضاعت من عمر الجماعة وهى بعيدة عن السلطة ومضطهدة ورجالها معتقلون فى المعتقلات؟
عزيزى القارئ..
قد أقبل على مضض هذه الهيمنة والسيطرة فى أشياء، ولكنى لا أقبلها فى الدستور المصرى الجديد.. يمكن التساهل فى كل شىء فى النظم السياسية، إلا الدستور، الذى هو استراتيجية طويلة المدى وليس تكتيكًا قصير المدى.
واسمح لى أن أعود مرة أخرى إلى وصف المشهد وأسأل:
هل هناك شىء غلط فى البلد؟
وهل الغلط فى الحكومة أم القوى السياسية أم الشعب؟
إذن الصورة النهائية كما يراها المحللون هى:
- أصولية ضاغطة فى البرلمان لمصالح خاصة لا عامة.
- جماهير متمردة بلا إعمال للعقل.
- قيادات تنفيذية غير متوائمة مع البرلمان. وفى نفس الوقت غير قادرة على تغيير مصر.
نهايته، إيه رأيك ما تيجى نعمل شوية تأملات وتنظر للأشجار، ونبصبص للأزهار، ونأخذ لحسة عسل نحل من إنتاج الربيع.. والله فكرة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري أصلي

انت لسة عايش يادكتور عمارة

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد المصرى

ليه كدا يادكتور عماره

عدد الردود 0

بواسطة:

سماح صلاح الدين

انا متفقة معاك

عدد الردود 0

بواسطة:

labinghisa

وايه تاني يافليسوف عصرك واوانك

عدد الردود 0

بواسطة:

(ابداع) احمد محمود المالح

جماعية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة