انتقد عدد كبير من المستثمرين ورجال الأعمال قيام جماعة الإخوان المسلمين بترشيح عضو الجماعة خيرت الشاطر لخوض رئاسة الجمهورية ممثلا للجماعة، ووصفوه بأنه حنث بوعود الجماعة السابقة، بعدم ترشح أحد، واعتبروا هذا التصرف يعكس رغبتهم فى السيطرة على السلطة.
وقال محسن عادل – خبير سوق المال- إن القرار رغم أنه حق لكل مصرى إلا أنه كان يجب على الجماعة أن تحترم الوعود التى قطعتها على نفسها سابقا بعد ترشيح أحد، حتى تحافظ على ثقة الناس فيها ومصداقيتها أمام الرأى العام.
وأضاف عادل أن البورصة كانت أول المتأثرين بالخبر، حيث تعرضت لتراجع جماعى خلال تعاملات الأحد، بسبب حالة الخوف التى سيطرة على المستثمرين من إمكان عودة الاضطرابات السياسية بشكل أشد عنفا، خصوصا وأن العديد من القوى السياسية لا ترغب فى وجود رئيس جمهورية من الإخوان بعدما سيطروا على مجلسى الشعب والشورى وأصبحوا يستأثرون بالقرار التشريعى فى البلاد.
وبدأت مؤشرات البورصة تعاملاتها اليوم الأحد، أولى جلسات الأسبوع على تراجع جماعى، مدفوعة بعمليات بيع من قبل المستثمرين المصريين والعرب، بعدما أصابهم القلق عقب إعلان جماعة الإخوان المسلمين ترشيح خيرت الشاطر لرئاسة ليخوض انتخابات رئاسة الجمهورية ممثلا للجماعة.
وهو الموقف الذى يخالف توجهات الإخوان السابقة التى أعلنوها وهى عدم الدفع بمرشح للإخوان فى انتخابات الرئاسة، وهو ما من شأنه أن يزيد من حالة التوتر السياسى فى البلاد الفترة المقبلة.
أما المستثمرون الأجانب فاستغلوا هذه المبيعات وقاموا بعمليات شراء على الأسهم المتراجعة لتكوين مراكز مالية جديدة.
وتراجع مؤشر البورصة الرئيسى "إيجى إكس 30" بنسبة 1.5%، كما تراجع مؤشر "إيجى إكس 20" بنسبة 2.5%، وخسر مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة "إيجى إكس 70" بنسبة 1.3%، وتراجع مؤشر "إيجى إكس 100" الأوسع نطاقا بنسبة 0.90%.
وقال الدكتور محرم هلال نائب رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، إن إعلان جماعة الإخوان المسلمين ترشيح المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للجماعة لمنصب الرئاسة شىء مؤسف، بسبب تراجع الجماعة عن قرارها السياسى السابق بعدم نيتها ترشيح عضو من الجماعة لهذا المنصب، وأشار إلى أننا انتقلنا من سيطرة الحزب الوطنى الديمقراطى إلى سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على مقاليد الحياة السياسية فى مصر.
وأضاف هلال فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هذا القرار يعكس مدى مصداقية الجماعة بالنظر إلى الأفعال التى تصدر من الجماعة بعكس أقوالها، لافتا إلى أن الجماعة تحولت من جماعة سياسية مشاركة فقط فى الحياة السياسية إلى جماعة تحاول السيطرة على الحياة السياسية، خاصة بعد إعلان الجماعة عدم نيتها السيطرة على أكثر من 30% من مقاعد البرلمان وسيطرتها على أكثر من 40% من المجلس، بالإضافة إلى استحواذها على الحصة الأكبر فى تشكيل الجماعة التأسيسية لتشكيل الدستور.
وأكد هلال، أن جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها فصيل سياسى واحد لا يمكنها تحمل مسئولية الوطن وحده بأوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن عليه أن يشارك الأحزاب السياسية الأخرى فى المسئولية حتى نمر المرحلة الحالية بسلام.
من جانبه، قال الدكتور عادل رحومة، عضو المكتب التنفيذى للاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، إن إعلان جماعة الإخوان المسلمين ترشيح خيرت الشاطر لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، يعكس رغبة الجماعة فى الاستحواذ على السلطة فى مصر، على الرغم من تأكيد الجماعة أكثر من مرة عدم نيتها ترشيح أحد أعضائها لمنصب الرئاسة.
وأضاف رحومة، أن هذا يعنى اطمئنان من جانب الجماعة بأن الظروف الحالية مهيأة لهم لترشيح أحد قياداتها لشغل هذا المنصب، بعد استحواذ الجماعة على نصيب الأسد فى تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور المقبل، بالإضافة إلى سعيهم لتشكيل وزارة جديدة، ويرى رحومة أن هذا القرار من شأنه التقليل من أسهمهم لدى الشعب المصرى بعد إعلانهم التراجع عن قرار عدم الدفع بمشرح من الجماعة لشغل هذا المنصب.
وأكد رحومة، أن ترشيح الجماعة لرجل الأعمال خيرت الشاطر ليس محل انتقاد فى حد ذاته لأنه لا يعيبه كرجل أعمال، ولكن مبدأ تراجع الجماعة فى قراراتها السياسية هو الأمر الذى يبقى محل انتقاد.
أما محمد حسين جنيدى نقيب المستثمرين الصناعيين، فقال إن ترشيح "الإخوان" لخيرت الشاطر لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية، سوف يؤثر على شعبيتهم وشعبية مرشحهم لدى الشارع المصرى، لافتا إلى أن ما يصدر من الإخوان من وعود لا يلتزمون به، كما أنهم دائما يوجدون أكثر من مبرر لتغير قراراتهم.
وأشار جنيدى فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إلى أن موقع مصر السياسى غير مستقر لوجود مشاكل فى جنوب مصر فى بالنوبة وتقسيم السودان ودارفور وأثيوبيا، كما يوجد مشاكل فى الحدود الغربية حول تقسيم ليبيا ومشاكل مع إيران، لافتا إلى أن مصر تحتاج خلال الفترة الحالية خبير سياسى دولى وهذا لا يتوافر لدى القيادى البارز خيرت الشاطر.
وأضاف نقيب المستثمرين الصناعيين أن غالبية الشعب من الطبقة الكادحة يثقون فى الإخوان لما يعلنوه من وعود، لافتا إلى أن هذه الثقة قلت لأكثر من 50% لدى الشعب المصرى لتضارب قراراتهم.
ومن جانبه، أوضح محمد حنفى مدير غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، أنه من الخطأ أن تكون المناصب فى يد طرف واحد قائلا: كيف يحاسب رئيس مرشح من البرلمان، وأن البرلمان هو المسئول عن حساب الرئيس إذا أخطأ.
قال أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية إنه من حق أى فرد فى مصر أن يترشح لرئاسة الجمهورية طالما مستوفى كافة الشروط اللازمة لترشحه قائلا الشرط الوحيد هو أن يكون فى النهاية مصرى الجنسية.
وأضاف الوكيل فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أنه مهما كان توجه المتقدم للرئاسة سواء كانت إسلامية أو قبطية أو إخوانية أو سلفية ففى النهاية الشعب المصرى هو الذى سيختار من يوليه فالحكم فى النهاية للشعب المصرى واختياراته الحرة لأننا فى نظام ديمقراطى حر.
جاء ذلك تعليقا على ترشيح الإخوان المسلمين لخيرت الشاطر نائب المرشد العام لرئاسة الجمهورية مساء أمس عن حزب الحرية والعدالة "الذراع السياسية للإخوان".
مستثمرون ورجال أعمال: ترشيح "الشاطر" يعكس رغبة الإخوان فى الاستحواذ على السلطة.. ويؤثر سلبا على البورصة.. ويقضى على شعبيتهم.. ويزيد الصراع السياسى فى البلاد
الأحد، 01 أبريل 2012 01:58 م
خيرت الشاطر