تخلى جيش مالى عن قواعد واقعة حول بلدة جاو الشمالية للمتمردين فى الوقت الذى واجه فيه زعماء الانقلاب مهلة لموعد بدء تسليم السلطة وإلا واجهوا عقوبات.
وتلك هى أحدث هزيمة للجيش بعد أن حقق متمردون شماليون يسعون لاستغلال الفوضى فى مالى بعد انقلاب 22 مارس تقدما خاطفا على مدى 48 ساعة.
وقال بيان للكابتن أمادو سانوجو قائد الانقلاب فى بيان أذاعه تلفزيون مالى: "نظرا لقرب القاعدتين من مناطق سكنية قررنا الانسحاب".
وقال مصادر مدنية وحكومية إن عشرات من مركبات الجيش تدفقت إلى خارج معسكرات الجيش الرئيسية حول جاو متجهة جنوبا صوب العاصمة باماكو الواقعة على بعد نحو ألف كيلومتر.
وإذا استمر المتمردون وسيطروا على جاو بشكل كامل واستهدفوا تمبكتو وهى المركز الكبير الأخير فى الشمال فإن هدفهم بالسيطرة على أرض صحراوية تزيد مساحتها عن مساحة فرنسا سيكون قريب المنال.
وأدت الهزيمة على يد المتمردين المدججين بالسلاح إلى تزايد الضغط على قادة المجلس العسكرى الجدد فى مالى والذى توجد أمامهم مهلة حتى منتصف ليل الأحد ليبدأوا فى إعادة السلطة أو تعريض بلادهم لعزلة اقتصادية من قبل جيران هددوا بإغلاق حدودها.
وأطاح عسكريون من رتب متوسطة بالرئيس امادو تومانى تورى احتجاجا على عدم توفير أسلحة كافية للتصدى لتحالف من المتمردين البدو والإسلاميين المزودين بأسلحة ثقيلة تسربت من ليبيا من الحرب التى وقعت هناك العام الماضى.
ولكن هذا التمرد الذى أدين دوليا كانت له نتائج عكسية حيث اغرق البلاد فى حالة فوضى وشجع المتمردين على الاستيلاء على بلدات رئيسية فى حملتهم لإنشاء وطن فى المنطقة الواقعة أقصى شمال مالى والتى تعد بالفعل ملاذا لتنظيمات محلية تابعة للقاعدة.
وعلى الرغم من حصول قادة الانقلاب على دعم فى البداية من ماليين كثيرين ضجروا من حكم تورى فقد أدت احدث الهزائم العسكرية والرفض الخارجى المطلق إلى إضعاف موقفهم.
