اعتبرت صحيفة "لوس أنجلوس" قرار جماعة الإخوان المسلمين بتقديم خيرت الشاطر، ليخوص انتخابات الرئاسة القادمة فى مصر، بأنها خطوة مستفزة، خاصة بالنسبة لقطاع كبير من الليبراليين فى مصر، كما أنها على الجانب الآخر قد تزيد شكوك جنرالات المجلس العسكرى الحاكم فى مصر حول نية الجماعة التى تحظى الآن بنفوذ متنامى. كما أكدت أن القرار يعكس نفوذ رجل الأعمال الذى عانى السجن إبان عهد مبارك بين مختلف قيادات الجماعة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن قرار الإخوان المسلمين بترشيح الشاطر جاء بعد جدال كبير داخل الجماعة خلال الأسابيع الماضية، خاصة فى ظل حالة الانقسام غير المسبوق الذى شهدته الجماعة حول الإقدام على مثل هذه الخطوة، التى قد تقوض مصداقيتها أمام الشعب المصرى.
وأضافت لوس أنجلوس تايمز أن الجماعة قد قررت تغيير مسارها عندما وجدت الفرصة متاحة للسيطرة الكاملة على السلطة، بعد أن عانت من القمع الشديد من قبل كافة الأنظمة التى حكمت مصر منذ نشأتها قبل 84 عاما، ليحل الشاطر محل الرجل الذى أعطى الأوامر بتعذيبه لسنوات طويلة.
وأضافت الصحيفة أن شباب الإخوان يعد الطرف الأقوى المعارض لقرار الجماعة بخوض الانتخابات الرئاسية القادمة فى مصر، فى ظل مخاوف عديدة يتبناها الليبراليون والأقليات حول قيام الجماعة وحزبها السياسى بتهميشهم تماما، فى حالة سيطرتهم الكاملة على مقاليد الأمور فى مصر.
وأبرزت الصحيفة اللقاء الذى تم مؤخرا بين قادة الجماعة والقادة العسكريين الذين يحكمون البلاد حاليا، إلا أنها أكدت فى الوقت نفسه أنه ليس من المؤكد أن الإخوان قد حصلوا على مباركة المجلس العسكرى للشاطر، ليكون رئيس مصر القادم، خاصة أن هناك حالة من التوتر قد شابت العلاقة بين الطرفين منذ ظهور الإخوان المسلمين فى صورة المناوئ لمناورة المؤسسة العسكرية فى مصر، التى تهدف إلى حماية سلطاتها وصلاحياتها خلال المرحلة المقبلة.
وأوضحت لوس أنجلوس تايمز أن ترشيح الشاطر عن حزب الحرية والعدالة– الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر– يعد رمزاً مهما للتغير الذى قد انتاب المشهد السياسى المصرى منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، موضحة أن الشاطر الذى قد قدم الدعم المادى للجماعة خلال تواجده بالسجن، صار الرجل الأكثر قوة بين قيادات الإخوان رغم أنه قد لا يتمتع بالشخصية الكاريزمية التى قد يتمتع بها الآخرون.
على جانب آخر شددت الصحيفة فى تقريرها على القلق الذى انتاب الليبراليين والأقباط المسيحيين فى مصر، ليس فقط نتيجة لصعود الإسلاميين وسيطرتهم على البرلمان المصرى، ولكن أيضا بعد استئثارهم بمقاعد اللجنة التأسيسية للدستور، وهو ما يعد مؤشرا لنية تيار الإسلام السياسى تغيير هوية الدولة المصرية، والتركيز إلى حد كبير على أحكام الشريعة الإسلامية عند صياغة الدستور المصرى الجديد، وهو ما دفع عدداً من الأعضاء الليبراليين بالبرلمان إلى مقاطعة التأسيسية. إلا أن الصحيفة الأمريكية تساءلت عن موقف مؤسسة الجيش المصرى التى تحكم البلاد حالياً من اختيار الشاطر كمرشح عن الجماعة فى السباق الرئاسى القادم، والمقرر فى مايو القادم.
وفى هذا السياق أكد مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاسترتيجية عمار على حسن أن الأخوان لهم تاريخ طويل من عقد الإتفاقات السرية مع السلطات الحاكمة فى مصر، مؤكدا أن هناك احتمالا كبيرا حول قيام الجماعة بالاتفاق مع القادة العسكريين للبلاد حول اختيار الشاطر.
وأضاف الباحث المعروف أن هناك بالفعل خلافا بين الإخوان والمجلس العسكرى حول الرؤى بعيدة المدى، إلا أن كلا الطرفين فى حاجة إلى الآخر خلال المرحلة الحالية، لذا فإنه من المرجح أن يكون الشاطر قد حصل على مباركة الجنرالات قبل الإعلان عن اسمه من قبل قادة الجماعة.
واختتمت الصحيفة تقريرها أن ترشيح الشاطر إنما يعكس الانقسامات التى تعانيها الجماعة، خاصة حول خلط طموحاتها السياسية بمبادئها الدينية، وهو نفس ما كانت تعانيه من قبل، إلا أنها تبدو حاليا أقل تماسكا فى مواجهة تلك الانقسامات بعد أن استطاعت الوصول إلى السلطة فى أعقاب ثورة يناير. وأضافت أن الكثير من أعضاء الجماعة يشكون القيود التى تضعها القيادات عليهم فى التعبير عن أنفسهم، واتجاهاتهم رغم الوعود التى قطعوها على أنفسهم من قبل بقيادة البلاد نحو مزيد من الديمقراطية.
لوس أنجلوس تايمز: قرار الإخوان بخوض الانتخابات الرئاسية "مستفز" لليبراليى مصر.. واختيار الشاطر يعكس أنه الرجل الأقوى بالجماعة.. محللون يرون أن القرار جاء بعد الاتفاق مع العسكرى
الأحد، 01 أبريل 2012 03:03 م