د. عثمان فكرى يكتب: التكويش لا التهويش

الأحد، 01 أبريل 2012 07:31 ص
د. عثمان فكرى يكتب: التكويش لا التهويش محمد بديع مرشد الاخوان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس عندى شك فى أنه صراع الديناصورات، ليس لمصلحة الوطن نصيب فيه من قريب أو بعيد، حيث انقلب السحر على الساحر، وفقد الراعى الرسمى كل نفوذه وهيمنته، بعد أن صعد بالجماعة إلى قمة الترتيب، وقدم لها كل التسهيلات والإمكانيات كى تتقدم الصفوف وتحافظ على القمة، بدءا بالإعلان الدستورى، وإجراء الانتخابات البرلمانية أولا، والسماح للبرلمان بتشكيلته الحالية باختيار الجمعية التأسيسية للدستور .. لم تكن تريد الجماعة أكثر من هذا، برلمانا بفرعيه الشعب والشورى خاضعا وكأنه نسخة مكبرة من مكتب الإرشاد أو مجلس شورى الجماعة، وجمعية تأسيسية للدستور يترأسها كبيرهم، وأكثر من نصف أعضائها من الأتباع والمريدين.. والآن الدور على الحكومة، أصبح الجنزورى " كخة"، لم يعد هو نفس الشخص المبارك من قبل الكتاتنى والبلتاجى، أصبحت حكومته عاجزة عرجاء لا تقوى على مواجهة مشاكل الوطن، وحدها الجماعة هى من تستطيع تحمل هذا العبء.. وجب سحب الثقة من الحكومة الآن، تعدى الأمر حالة الجواز إلى الوجوب، شحنت الجماعة والحزب جميع الأسلحة من أجل إسقاط الحكومة حتى وصل الأمر إلى اتهامها بقيادة الثورة المضادة ..( أمازلتم تتذكرون هذا التعبير الجميل، أخيرا وضع الإخوان أيدهم على الطرف الثالث).. والبقاء من أجل تزوير الانتخابات الرئاسية القادمة.. مالكم والرئاسية، ألم تتعهدوا بالبقاء بعيدا عن القصر.. ألم تكتفوا بالمجلسين شعبا وشورى.. نعم لم يعد هذا كافيا، البلد فى حاجة إلى من ينقذها.. فهى تغرق، والشراع الوحيد الآن فى مقر الإرشاد فى يد خيرت الشاطر أو محمد مرسى.. فاق العسكرى على هذا التجرؤ، وكأنه صحى من نوم عميق.. عقد اجتماعات سرية وعلنية مع قيادات الجماعة.. نتفق يا جماعة، سبنالكم البرلمان والتأسيسية.. باصين ليه على الحكومة والرئاسة.. مش ده الاتفاق اللى كان بنا.. لم تقبل الجماعة إملاءات العسكرى فى هذه المرحلة.. ولى زمن الخضوع، الآن نحن نملك السلطة التشريعية، وسوف نصيغ الدستور كيفما شئنا، ويمكننا أن نضع فيه من النصوص ما يجعل الجيش كتابا مفتوحا لنا، بميزانياته العسكرية والاقتصادية، ونبيح التفتيش والرقابة والمحاسبة والمساءلة وحتى المحاكمة.. فلا داعى لقبول تهديدات العسكرى الآن.

أين مصر من هذا الصراع؟ من هو الطرف الحريص عليها.. نسى الجميع أن فى البدء كانت الثورة، وشبابها، وشهداءها، ومصابيها، نسى الإخوان والعسكر أن الثورة هى صاحبة الفضل الأول لما يبتاهى به الطرفان الآن الثورة التى لم يشارك الإخوان فيها ولا العسكر.. أصحاب القلوب الثورية يبشرون بمد ثالث من الثورة تستعيد فيه قوته ورونقها وتصحح من خلاله مسارها المعوج عمدا، يتوقعون انتفاضة شعبية هائلة هذه المرة، ولكنها لن تكون سلمية، لأنها ستكون فى مواجهة الطرفين معا العسكر والإخوان.. الاحتمال يبدو بعيد الحدوث هذه المرة، بعد أن تفتت جهود الشباب والحركات الثورية، وانقسموا على أنفسهم، وفشلوا فى تحقيق اتصال حقيقى مع الشارع.. عليهم العودة من جديد إلى الشارع .. إلى الشعب الذى حمى هذه الثورة وحفظها.. عليهم أن يستفيدوا من صراع الديناصورات ليعلموا الناس أن الصراع ليس من أجل مصلحة البلد، ولا تحقيق أهداف الثورة، بل إنه صراع مصلحة فى المقام الأول والأخير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة