بدأت فى الساعات الماضية، مشاورات واسعة باتجاه تشكيل فريق رئاسى نخوض به - ومعا - الانتخابات الرئاسية!
انتهاء زمن الفرعون الأوحد، لن يأتى - فقط - عبر تقليص صلاحيات الرئيس فى الدستور، أو تقزيم دور مؤسسة الرئاسة، بل يمكن أن يأتى أيضا بتوزيع مهام الرئيس على فريق رئاسى، يتولى فيه عدد من الخبراء عددا من الملفات التى تقع فى حدود صلاحيات الرئيس ودوره.
إذا كان الإعلان الدستورى «الحالى» ألزم الرئيس المنتخب، خلال 60 يوما، بالإعلان عن اختيار نائبه، أو نوابه، فلمَ لا يعلن كل مرشح قبل نجاحه، عن نوابه، ومساعديه، ومستشاريه، ليقدم لناخبيه فريقه الرئاسى، كاشفا عن طبيعة اختياراته، وتوجهاته، وأولوياته؟!
اتجاه الوثيقة الدستورية «الحالية» لإلزام الرئيس المنتخب، بالإعلان عن نائبه، أو نوابه، خلال 60 يوما، هو مغايرة - كاملة - لدستور 1971، الذى اعتمد على فكرة حرية اختيار الرئيس لنائب، أو عدم اختياره أصلا، كما حدث لمدة 30 عاما، فى عصر الرئيس السابق مبارك.
المغايرة التى أحدثها الإعلان الدستورى، لا تمتد فقط للشكل والإجراءات بالإلزام بالاختيار خلال الـ60 يوما، بل ينبغى أن تمتد لطبيعة الدور المنوط بالنائب، بما يبرر إلزام الرئيس باختياره.
أى أنه لو كان دور النائب، كما كان فى عهود سابقة، يقتصر على استقبال وتوديع الضيوف فى المطارات، ووضع أكاليل الزهور وحجر الأساس، ما كان هناك مبرر لإلزام الرئيس باختياره خلال 60 يوما، باعتبار أن هذه المهام يمكن أن يضطلع بها كبير الياوران، أو رئيس ديوان رئيس الجمهورية، بغير حاجة لوضع نص فى الوثيقة الدستورية يلزم الرئيس بما لا جدوى أو دور له.
ما أقصده هنا أن الدستور الجديد، إذا ما استهدف تقليل صلاحيات الرئيس المطلقة، الواردة فى دستور 1971، فهذا لن يكون فقط بتوسيع صلاحيات السلطة التشريعية، بل أيضا بإعادة ترتيب أوراق وصلاحيات السلطة التنفيذية، وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة، كى تتحول من مؤسسة «فردية» - كما كان فى عهد ناصر والسادات - أو مؤسسة «عائلية»- كحالة مبارك- إلى مؤسسة جماعية عبر ما يمكن تمسيته بالفريق الرئاسى.
وما أقصده بالفريق الرئاسى، ليس بالطبع فريقا من الموظفين، أو الإداريين، بل فريق من السياسيين، وأهل الخبرة، والعلم، يتوزع بين نواب ومساعدين ومستشارين، لكل منهم اختصاصه، أو بالأدق الملف الذى يتحمل مسؤولية متابعته، والتعاطى اليومى مع جميع تفاصيله.
مصر باتت بلدا معقدا، فى مشاكله، وهمومه، وتحدياته بالصورة التى لا يمكن معها أن يُناط بشخص مهما بلغت قدرته أن يلملم كل خيوطها فى يده وحده.
الناس فى مصر قلقة بشأن طبيعة قيادة المرحلة القادمة، ولم تعد - بعد الثورة - تحتمل الغموض، أو انتظار المفاجآت! الناس تريد أن تكون شريكة فى إدارة شؤون بلادها، متفاعلة معها، وهذا لن يتحقق فقط باختيار رئيس بصحبته «بطيخة مغلقة» بل تريد أن تعرف من معك! لتعرف من أنت!
من حق الناس أن تعرف - قبل الانتخابات - ملامح الفريق الرئاسى لكل مرشح، لتعرف من هو، ومن معه، بل من حق الناس أن تعرف وتفهم سبب اختيار كل عضو فى هذا الفريق!
بالقطع، اختيار الرئيس لفريقه من المدنيين، له معنى مغاير لاختيار فريقه من العسكريين، واختيار فريقه من التكنوقراط مغاير فى معناه لاختيار فريقه من السياسيين، كذلك اختيار فريقه من الثورة وبعض منه من الشباب، مغاير لاختيار فريق من أعداء الثورة، أو من أجيال تنتمى لثورة 1919.
الفريق الرئاسى المنشود، ليس فقط، بديلا موضوعيا للسيدة الأولى، وللنجل المحتمل، وليس - فقط - عنصر جذب انتخابيا للرئيس المحتمل، بل هو محاولة لتحويل مؤسسة الرئاسة لبيت خبرة من الساسة وأصحاب الخبرة والرؤية المستقبلية فى ملفات وقضايا تشغل الوطن والمواطنين!
«وللحديث بقية».
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حمدي
نحن ورائك وامامك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حمدي
نحن ورائك وامامك
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
إرحمنا
عدد الردود 0
بواسطة:
اسماعيل ممدوح
الله معاك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عثمان
فكرة جميلة لكن عليك أن تنسبها لصاحبها
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد رجب
ادي العيش لخبازه
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
أرشحك مقدم برامج توك شو
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى
طائفيه
عدد الردود 0
بواسطة:
سيكا المصرى
فكرة ممتازة
فكرة ممتازة فى مواجهة الاخوان ..
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
خليك فى المحاماه لو نفعت فيها
مش عارف بتجيبولنا ليه الاشكال دى