اهتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية بتحليل الأوضاع فى تونس، وقالت، فى تقرير للصحفى مات كينارد، إن الليبراليين الجدد وليس الإسلاميين هم الذين يمثلون التهديد الحقيقى للبلاد.
ويشير الكاتب إلى أن فرنسا، الدولة التى كانت تحتل تونس فى القرن الماضى، تعارض حزب النهضة الإسلامى الذى حصل على أكثرية الأصوات فى الانتخابات التى أجريت فى أكتوبر الماضى، وتثير المخاوف فى الداخل من إمكانية فرض رؤيته الإسلامية. لكن الحزب أكد فى الأسبوع الماضى على أنه لن يجعل الشريعة الإسلامية المصدر الأساسى للتشريع فى الدستور الجديد.
وترى الجارديان أنه من الأفضل أن يتم الحكم على الإسلاميين من أفعالهم، وليس من المؤامرات التى تحاك عن نواياهم. فكما قال سيد فرجانى، مسئول حزب النهضة: "نحن ندرك أننا أمام مسئولية تاريخية يجب إنجازها بشكل صحيح".
ويتابع كينارد قائلاً: إن نهج تسليح الديكتاتور من أجل دفع التونسيين لدعم القيم الغربية مألوف. فعندما كان التونسيون يموتون برصاص القناصة فى شوارع تونس، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون: إن الولايات المتحدة لا تريد أن تقف فى جانب أحد، وأنها قلقة بشأن الاضطرابات وعدم الاستقرار. فى حين أن إدارة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أرسلت مستشارين من الشرطة لمساعدة بن على على مواجهة الانتفاضة. وبعد مرور أكثر من عام على الثورة، تثنى واشنطن وباريس على التقدم فى تونس لكنهم يعبرون عن قلق من أن يفرض النهضة نمطاً من الديكتاتورية الإيرانية على الشعب التونسى، لكن هذه المخاوف ليست فى محلها ومبنية على رغبة الغرب فى الإبقاء على سيطرة مؤكدة؛ لأنهم يعرفون جيداً الخلاف بين تونس الآن وبين إيران عام 1979.
الجارديان: الليبراليون وليس الإسلاميين هم التهديد الحقيقى لتونس
الأحد، 01 أبريل 2012 04:05 م