"كلمة".. يصدر ترجمة لكتاب "على خطى الصين يسير العالم"

الجمعة، 09 مارس 2012 12:45 ص
"كلمة".. يصدر ترجمة لكتاب "على خطى الصين يسير العالم" غلاف الكتاب<br>
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة، الترجمة العربية لكتاب بعنوان "على خطى الصين يسير العالم"، للمؤلف كارل جيرث وترجمة طارق عليان.

ويعرض هذا الكتاب الشائق والمثير التغيرات التى تحدد اتجاهات الأسواق الصينية فى يومنا هذا والتى قد تحدث تحوّلاً فى العالم فى النهاية، فعواقب هذا التحوّل فى الصين قد تُحدث تغيرًا فى العالم من نواح مهمة وإنْ كانت غير محددة فى الغالب، لكن المؤكد أن مستقبل الصين ومستقبل العالم سيتشكل بفعل اندفاع الصين نحو الاستهلاكية، فأينما تسير الصين يسير العالم، كما تبين فصول الكتاب.

ويقدم الكتاب صورة نابضة بالحياة للصين المعاصرة، ويوفر لنا جيرث كنزًا من المعلومات فى صورة سهلة الاستيعاب ومثيرة للاهتمام. إنه مقدمة قيّمة لأهم أوجه الثقافة الاستهلاكية الصينية، ولا بد أنه سيكون مفيدًا للقُرَّاء، من التنفيذيين الذين يريدون دخول سوق الصينيين إلى باحثى علم الاجتماع الحريصين على فهم التغيير الذى تُلحقه الثقافة الاستهلاكية بالصين. فالصين لا تكتفى بمجرد تصنيع معظم منتجات العالم، بل إن مواطنيها المليار يستهلكون بشكل متزايد هذه المنتجات بشهية على الطراز الغربي، شهية فى كل شيء من المياه المعبأة وحتى سيارات "بى إم دبليو"، ويضم الكتاب بين دفتيه دروسًا لجميع المعنيين بإدارة الأثر المتزايد للاستهلاك البشرى على كوكبنا الهش.

ثمة طرق عديدة لقراءة هذا الكتاب الذى يحتوى أكثر من رسالة محورية. فمن ناحية، يمكننا أن نعجب بإنجازات البلد الهائلة فى انتشال مئات الملايين من براثن الفقر فى زمن قياسى أو نقف مشدوهين على قمة ناطحة سحاب جديدة فى شنغهاي، وننظر بالأسفل إلى الآلاف من البنايات الشاهقة التى بنيت فى غضون العقد ونصف العقد الماضيين. لكننا من ناحية أخرى نرى العقبات والتحديات العالمية الحقيقية التى أسفر عنها لحاق الصين بركب الأنماط الحياتية لمئات الملايين من نظرائهم المستهلكين فى البلدان الأكثر تقدمًا من الناحية الاقتصادية.

العنوان الكامل لكتاب جيرث هو "على خطى الصين يسير العالم: كيف يُحدث المستهلكون الصينيون تحوّلًا فى كل شىء"، وإذا كانت عبارة "كل شيء" تبدو وكأنها ضربًا من ضروب المبالغة، فلنعطى جيرث الفرصة لشرح ذلك، إذْ يرى أنه فى الوقت الذى تحفّز فيه النزعة الاستهلاكية غربية النمط حدوث تغيرات كبيرة فى الصين، نجد أن هذا الاتجاه ذاته له أيضًا تأثير هائل قادر على إحداث تغيرات ثقافية واقتصادية وبيئية جذرية داخل البلد وخارجه على السواء.

يعقد جيرث، المتخصص فى تاريخ الصين الحديث فى جامعة أكسفورد، مقارنة بين زياراته الحديثة إلى الصين وزياراته المبكرة فى ثمانينيات القرن المنصرم، فيعطينا لمحات من الماضى والحاضر تدلِّل على ما تحقق من نمو سريع، ويوضح أن تايوان هى التى عجَّلت بانتشار النزعة الاستهلاكية فى الصين، وبالتالى غيَّرت مسار الصين وكل ما عداها أيضًا.

ترتب على الإصلاح الاقتصادى صعود نخبة صينية جديدة، وبالتالى شكل جديد من اللامساواة التى تتسبب فى عدم ارتياح بين ملايين الصينيين وحكومتهم فى بلد طالما اعتُبر من بين البلاد الأكثر مساواة فى العالم.

انتُشل عشرات الملايين من الصينيين من براثن الفقر وبات فى وسعهم الحصول على منتجات ما كانت تخطر لهم ببال من قبل. ولكن لم يكن هذا هو الحال مع عشرات الملايين من الصينيين الآخرين. ويشير جيرث إلى المهمة الجسيمة التى تقبل عليها البلد فيما تحاول المناورة بشكل متناغم خلال هذا التحول السريع، متطرقًا أيضًا إلى مخاطر الأسواق غير المنظمة، لا سيما إذا وضعنا فى اعتبارنا الشهية العالمية للاتجار فى البشر، والحيوانات المهددة بالانقراض، والخشب، ثم يتناول العواقب المترتبة على تزايد النفايات والتلوث، والتحديات الناجمة عن الديناميات الاجتماعية سريعة التغير.

وفى النهاية يطلب جيرث من القُرَّاء أن يأخذوا فى اعتبارهم أن تفادى المشكلات الكبيرة يحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد التغييرات، إذْ أن الوعى العالمى المنعكس فى سلوك المستهلك ربما يحتاج إلى تغيير، فالعالم يشهد النمو المتزايد لنفوذ الصين، ويدور الجدل الحالى حول العملة والحرب وفرص العمل. ومع تزايد الضجة يبدو الوقت ملائمًا لدراسة ما يشهد تغيرًا فى بلدٍ كبير كالصين.

يحمل مؤلف الكتاب، كارل جيرث، درجة دكتوراه الفلسفة من جامعة هارفارد ويعمل أستاذًا للدراسات الصينية فى جامعة أكسفورد، كما حصل على العديد من الجوائز البحثية منها جوائز من مؤسسة فولبرايت الأمريكية والأكاديمية البريطانية ووزارة التعليم اليابانية. ويشغل كارل حاليًا منصب الرئيس المشارك لفريق الصين بمشروع (Ceres21) الذى ينفذ برعاية مجلس البحوث النرويجى ويُدرِّس عمليات التكيف الإبداعى فى صناعتى السيارات والطاقة مع تغير المناخ والبيئة فى ثلاث قارات، وهو متحدث ذائع الصيت فى محافل الشركات الدولية والمنظمات المدنية والمؤسسات التعليمية.

أما مترجم الكتاب، طارق عليان، فهو كاتب ومترجم صحفى فى مجلة "العربي" ومجلة "العربى العلمي" و"الثقافة العالمية" الكويتية. ترجم وراجع عددًا من الكتب لدى مشروع "كلمة" فى أبوظبي. من بين الأعمال المترجمة المنشورة: "الاضطراب المناخي"، و"عندما يضل العلم الطريق"، و"بستان غير منظور: التاريخ الطبيعى للبذور". كما عمل محررًا صحفيًا لدى العديد من الصحف العربية والدولية والمواقع الإليكترونية، منها: "صحيفة الاقتصادية" السعودية، و"صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، ومجلة "المجلة" اللندنية، وموقع "العربية نت".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة