سيدات مصر يشاركن فى يوم المرأة العالمى

الجمعة، 09 مارس 2012 08:42 ص
سيدات مصر يشاركن فى يوم المرأة العالمى جانب من المسيرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ عام مضى خرجت عشرات من السيدات يرافقهن عدد من الرجال فى مسيرة فى وسط البلد بالقاهرة للتأكيد على مطالب النساء فى اليوم العالمى للمرأة الموافق 8 مارس من كل عام، فهاجمهم المارة بأنهم أفسدوا المرأة والأسرة المصرية بدعوى المساواة مع الرجل وحق المرأة فى العمل وغيره.

وطوال العام الأول من الثورة تواصل الهجوم تارة على قانون الأحوال الشخصية من قبل مجموعات "آباء الرؤية" وتارة أخرى على منظمات المرأة، فضلا عن انخفاض عدد السيدات فى لجنة تعديل الدستور، وأخيرا البرلمان، حصيلة العام الأول بالنسبة للمرأة المصرية لم يأت على مستوى مشاركتها فى صنع ثورة 25 يناير، ومع هذا برزت أسماء سيدات وفتيات شاركن فى أحداث متعلقة بالثورة سواء على المستوى السياسى أو الاجتماعى.. وقع اختيارنا على 4 منهن تمثل كل واحدة فيهن جيلا وطبقة اجتماعية وبيئة ثقافية وديانة مغايرة.

سميرة إبراهيم.. حكاية صعيدية تسترد شرفا أهدرته كشوف العذرية
"أكثر ما وجعنى موقف الثوار من قضيتى" كلمات وصفت بها سميرة إبراهيم المعروفة بصاحبة قضية كشوف العذرية خلاصة تجربتها فى تعامل المجتمع معها، وذلك قبل أيام قليلة من إعلان هيئة المحكمة الحكم فى قضيتها فى 11 مارس القادم، قائلة "لم أكن أتصور أن يهاجمنى بعض الثوار وينتقدنى لأنى خرجت للعلن ودافعت عن حقى"، فالفتاة التى اشتركت فى الثورة كغيرها من ملايين المصريات والمصريين الآخرين لم تكن تعلم أنها ستمر شهور قليلة على الثورة لتصبح حديث وسائل الإعلام المصرية والأجنبية، وتأتى على قائمة مجلة النيوزويك الأمريكية فى النساء الأكثر شجاعة فى العالم لعام 2011.

فالفتاة الصعيدية ذات الخمسة والعشرين عاما خاضت فى البداية تجربتها لوحدها، فكانت أول فتاة تؤكد إجراء أفراد من الجيش المصرى لاعتداء جنسى على المتظاهرات، وروت تفاصيل مؤلمة فى مقطع فيديو أعدته مجموعة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" عن إلقاء القبض عليها مع 13 فتاة أخرى من أمام المتحف المصرى فى 9 مارس وتعرضهن للصعق كهربيا والضرب والإهانات اللفظية من قبل أفراد الشرطة العسكرية، وهو الأمر الذى أكده أحد جنرلات الجيش فى حديثه مع عدد من الصحفيين الأجانب بأن كشوف العذرية إجراء روتينى متبع فى السجون الحربية والمدنية، ومضت شهور على القضية، واستطاعت سميرة أن تقنع فتاة أخرى تعرضت لنفس الحادث تدعى رشا عبد الرحمن للشهادة معها فى القضية وذلك فى جلسة المحكمة الأحد الموافق 28 فبراير 2012 .

وأكدت سميرة أنها مندهشة من تعامل الناس العاديين مع قضيتها ودعمهم لها من أهل وجيران ومعارف، قائلة "الناس دى أحسن من النخب والقوى السياسية اللى لم تدعمنى فى قضيتى، فأنا لوحدى طوال الوقت، وعلى أرض الواقع لا يوجد من يدعمنى".

وتعتبر سميرة أن هذه القضية مجرد محطة فى حياتها سواء كسبتها أو خسرتها، فإنها ستسمر بالنشاط السياسى بالرغم من المفاجآت التى تظهر من حين لآخر على الساحة السياسية، ويبدو أن سميرة لديها تاريخ مع معارضة السلطة، بدأ منذ استدعاء أمن الدولة لها فى عام 2003 على إثر موضوع تعبير كتبته فى امتحان اللغة العربية عن الوحدة العربية والانتفاضة الفلسطينية، حيث بدا أن انتقاد سميرة لدور العرب فى ضياع فلسطين كان سببا كفيلا أن يتم التحقيق معها واعتقال والدها لمدة 6 أشهر.

بعد مرور عام على ثورة 25 يناير مع بروز مشاركة الفتيات والسيدات فى الأحداث السياسية، أكدت سميرة أن مطلب سيدات مصر الأول بعد الثورة هو المساواة التامة مع الرجل بالرغم من أن المشهد السياسى مع صعود السلفيين والإخوان يتجه إلى التضييق على وجود المرأة فى العمل العام.

ماما خديجة.. النضال بدأ من سلم نقابة الصحفيين إلى ميدان التحرير
سيدة من الطبقة المتوسطة، يبدو وجهها المألوف لك كأحد السيدات اللاتى يقتصر نشاطهن أحيانا على العمل الخيرى، ولكن خلف هذه الملامح الهادئة توجد الثائرة التى لا تمثل أعوامها التاسعة والستين عائقا أمامها، بل مجرد رقم أمام إصرارها على استكمال الثورة وتحقيق مطالبها.

فالناشطة السياسية خديجة الحناوى، أو ماما خديجة "أم الميدان" وهو اللقب المعروفة به بين ثوار التحرير، قالت بعد عام على مشاركتها فى ثورة 25 يناير "لم تتحقق بعد مطالب الثورة الذى سقط أبناؤنا مصابين وشهداء من أجلها"، فالسيدة التى برز اسمها بين المترددين على مليونيات واعتصامات التحرير، جاء من تواجدها الدائم فى الميدان، وقالت بأن حياتها سارت بين شقتها فى المقطم وبين التحرير، "حتى لما بروح البيت بيكون معايا أولادى من التحرير، بيتى مفتوح ليهم على طول".

كما روت لى أنها احتفظت بأحد ظباط 8 إبريل فى بيتها خوفا عليه من ملاحقة الجيش له بعد إعلان عدد من ضباط الجيش انضمامهم لثوار التحرير فى إبريل 2011، ولكن المخابرات العسكرية داهمت منزلها بعد ذلك فى غيابها، لذلك قررت أن تذهب إليهم بنفسها لتبرئة نفسها من اتهام أنها تمول الثوار وأنها عميلة، فاستمعوا إليها ثم تركوها ترحل.

ربما تتذكر الصورة الشهيرة فى فض اعتصام مجلس الوزراء لشابين يسندون سيدة تبكى،كانت هى ماما خديجة وذلك بعد تعرضها لاعتداء أحد جنود الجيش عليها ولطمها على وجهها، ثم بعد ذلك احتجزوها مع عدد آخر من المتواجدين فى الاعتصام، وهو الأمر الذى جرحها وأدهشها أن يفعله مواطن مصرى يرتدى بدلة رسمية مع سيدة كبيرة فى السن.

ماما خديجة لم تبدأ نشاطها السياسى مع ثورة 25 يناير، فالسيدة التى تنتمى لجيل عاصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قالت إنها شاركت مع حركة كفاية فى مظاهراتها ضد النظام السابق على سلم نقابة الصحفيين وأمام دار القضاء العالى، كما كانت تجمع أموالا من أجل مساندة الفلسطينين فى غزة وإيصالها فى قوافل عبر مدينة رفح.

وعن عائلتها، قالت ماما خديجة أن ابنتها تعيش فى لندن وهى تتابع أحداث الثورة من هناك، أما ابنها فعاد من هناك بعد الثورة وهو يساندها فى مشاركتها فى الاحتجاجات الثورية.

منى مينا.. طبيبة ترفض سياسات الدولة فى قطاع الصحة ..وتصل إلى مجلس نقابة الأطباء.
تتعدد الألقاب عندما تتحدث عنها، فهى لم تكتف بسنوات الدراسة الطويلة فى كلية الطب التى أنهتها بالتخصص فى طب الأطفال، فالطبيبة منى مينا انشغلت بالعمل العام منذ الجامعة، وحتى تأسيسها مع زملاء المهنة حركة أطباء بلا حقوق منذ 4 سنوات التى مثلت تيار المعارضة لسياسات الدولة فى تعاملها مع الأطباء، وانتهاء بحصولها مؤخرا على عضوية مجلس نقابة الأطباء فى القاهرة ممثلة عن حركة أطباء بلا حقوق فى مقابل مرشحى جماعة الإخوان المسلمين.

لم تنشغل الدكتورة منى مينا بهموم أبناء مهنتها والعمل على تحسين أحوالهم فقط، بل شغلها الهم العام للمواطن المصرى مما يلاقيه من استبداد وفساد سياسيا واقتصاديا وصحيا، فكانت ثورة الخامس والعشرين من يناير الشرارة التى ساهم فى إطلاقها الكثيرون من المصريين والمصريات، ومنهم الدكتورة منى، التى حملت معها فيما بعد شنطة للاسعافات الأولية لتضمد جراح المصابين فى موقعة الجمل، والتى كانت النواة التى تحولت فيما بعد إلى المستشفى الميدانى لتضميد جراح وإصابات الثوار.

بعد نجاح الثوار فى خلع الرئيس السابق محمد حسنى مبارك،لم تنته المعارك التى خاضتها منى مينا ضد النظام الحاكم، فشاركت فى الدعوة إلى إضراب الأطباء فى شهر مايو الماضى والتى أكد المشاركون فيه، أنهم لا يطالبون بتحسين أحوال الطبيب فقط، ولكن تقديم خدمة طبية آدمية للمواطن بشكل أساسى.

وأخيرا فمنى الطبيبة والنقابية، لديها لقب آخر لا يقل أهمية عما سبق، فهى والدة الناشطة السياسية سلمى سعيد التى أصيبت فى بداية شهر فبراير فى أحداث باب اللوق بأكثر من 70 خرطوشا تفرق فى كل جسدها وانتشرت صورتها بشكل واسع النطاق على شبكات التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام، وجاءت سلمى فى قائمة النيوزويك للنساء الأكثر تأثيرا فى العالم مع أخريات من سيدات وفتيات الربيع العربى.

منى سيف.. عندما تتحول معارضة السلطة إلى جين وراثى
هناك مقولة شهيرة بأن العمر مجرد رقم، هى عبارة انطبقت من قبل على السيدة خديجة الحناوى أم الميدان، كما كانت أيضا منى سيف خير مثال على صحتها، بالرغم من سنوات عمرها الـ25، فإن الناشطة السياسية منشغلة طوال الوقت، تتوزع مهامها كباحثة فى كلية العلوم بجامعة القاهرة ونشاطها الحقوقى الذى تركز بعد الثورة فى مجموعة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين التى شاركت مع أصدقائها من ثوار التحرير والنشطاء السياسيين فى تأسيسها، بعد فض اعتصام التحرير فى 9 مارس، وإلقاء القبض على العديد من المدنيين وإحالتهم إلى القضاء العسكرى.

كان إيقاف إحالة المدنيين أمام القضاء العسكرى القضية التى تبنتها منى سيف خلال الشهور الماضية والتى نجحت مؤخرا بالإفراج عن الناشط السياسى عمرو البحيرى الذى كان الشرارة الأولى لانطلاق عمل المجموعة حيث حكم عليه القضاء العسكرى بـ5 سنوات بعد إلقاء القبض عليه فى 25 فبراير 2011 .

ويبدو أن اهتمام منى سيف بالعمل العام والنشاط السياسى امتداد طبيعى لعائلتها التى انشغل أفرادها جميعا بالعمل الحقوقى ومعارضة نظام مبارك سابقا، وحكم العسكر حاليا، فوالدها الناشط الحقوقى أحمد سيف الإسلام مؤسس مركز هشام مبارك للقانون، ووالدتها الأستاذة الجامعية ليلى سويف عضو مؤسس فى حركة 8 مارس، وأخوها الناشط السياسى المعروف علاء عبدالفتاح وخالتها الكاتبة الروائية أهداف سويف.

وكانت قوات الجيش قد ألقت القبض على منى سيف مع آخرين فى فض اعتصام مجلس الوزراء فى شهر ديسمبر الماضى، وسرعان ما أفرجت عنها.














































مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة