طه سيف الله

روحية واليوم العالمى للمرأة

الجمعة، 09 مارس 2012 10:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مذعوراً استيقظ شارعنا مبكراً من نومه العميق لنجد أنفسنا - ونحن النخبة - فى موقف لا نُحسَد عليه متحلقين حول روحية، زوجة حارس العمارة الكبرى فى حى الملك الصالح، وهى تشبع بعلها ضرباً وعضاً مؤكدةً أنها السيدة المثالية التى يجب عليه أن يقوم واقفاً وهو يكلمها فى اليوم العالمى للمرأة.

وفهمنا من بقايا الكلمات المتناثرة من سيد البواب، وسط أزمته وأزمة الوطن، أنه كان يشاهد وزوجته الليلة الماضية أحد برامج الفضائيات. وأن المزاج كان عالياً والليلة مبشرة بالكثير قبل أن تدعو المذيعةُ رجالَ المحروسة كافة إلى المسارعة بتحديد مرشحيهم من النساء الفضليات فى مصر ما بعد الثورة ثم إرسال أسمائهن للمقر الإدارى للفضائية بمنطقة العباسية، تمهيداً لبدء تصويت نزيه على الموقع الإلكترونى للقناة لاختيار أجدع امرأة مصرية بمناسبة اليوم العالمى للمرأة توطئة لسفرها لحضور التكريم على يد السيدة الأولى ميشال أوباما واستلامها الجائزة المالية الكبيرة وقدرها مليون دولار، وذلك فى احتفالية عالمية تحضرها ملكات بريطانيا العظمى وليبيا التى كانت عظمى وهولندا الجامدة مع غيرهن من كريمات النساء فى العالم.

ولأن الحرب خدعة ويضحك كثيراً من يضحك أخيراً فقد حاول الزوج المغوار، فى مناورة خائبة مثله، أن يكسب الرأى العام للمنطقة والعالم قائلاً، وهو يتحشرج، بأن الأحق باللقب هو البنت بيسة الشغالة التى تطفح الكوتة يومياً فى خدمة أهالى الحى بينما تقضى زوجته يومها وليلتها فى استعراض مهاراتها فى التنكيد عليه وعلى الحى وعلى المنطقة وعلى العالم العربى بأسره من المحيط للخليج. وألمح هامساً فى لحظة صدق إلى أن بيسة، منذ مات عنها زوجها المكوجى، وهى تستحق رجالاً آخرين يتمنونها وتتمناهم. وأضاف متحدياً بأن الثورة أنسته الخوف وأن الميدان علمه ألا يعطى صوته إلا لمن يجلب له الخبز والحرية والعسل والمعسل والشمس والقمر. ثم ختم هامساً بان صوته فى يونيو لن يكون إلا لبيسة لأن الحب غلاب والأمر كله بيد الله.

ولم ينقض وقت طويل قبل أن يطلق الحارس الهمام رصاصته الأخيرة مقرراً أنه التزاما بحرية التعبير التى حققها المصريون بثورتهم المجيدة فإنه فكر وقدر ثم فكر وقدر قبل أن يسلم أمره إلى الله ويقرر أن يرسل اسم بيسة لمجلس القناة فى العباسية كمرشحة أولى على أن تكون روحية نائبتها المعتمدة من المجلس الموقر.

وللأسف لم يستطع الفارس القديم أن يستكمل التعبير عن خطته المستقبلية، حيث قذفته روحية فى أم رأسه بزجاجة الفيروز نصف المشروبة باعتبارها التطور الطبيعى للحاجة الساقعة ليسقط سائحاً فى دمه من فصيلة بالمعدلة، ولتتعقد الأمور قبل الانتخابات وينقسم الشارع بين مؤيد ومعارض وسلبى وسلفى وليصبح نصيبى أن أحمله فى الرمق الأخير وأبيت معه فى المستشفى، بينما تبيت روحية ليلتها السوداء فى حجز القسم بتهمة الاعتداء مجدداً على حق المصريين فى الحرية، وتبيت بيسة ليلتها البيضاء فى قلوبنا جميعاً كذكرى جميلة لامرأة مصرية رشحها الهوى للمنصب الكبير. ونلتقى فى يونيو إن شاء الله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة