المتهمون بقتل الطفل: قال لنا "أنا راجل ومش هافرط فى حقى" فذبحناه

"أعجبنا بشجاعة القتيل فلقناه الشهادتين..حاولنا نقنعه يسيب التوك توك ويروح بسلام، لكنه كان عنيدًا وجوا عينيه إصرار غريب قال أنا راجل ومش هافرط فى حقى فذبحناه وسبناه جثة هامدة مع توك توكه وهربنا.."كانت هذه الكلمات للمتهم الأول بقتل طفل فى الحوامدية للاستيلاء على توك توك بمساعدة 3 آخرين.

تفاصيل وكواليس الجريمة كاملة سردها المتهمون لـ"اليوم السابع" بعد القبض عليهم، حيث أكد "عبد الله.م.س، عاطل" (19 سنة) الذى أكد أنه اشترك مع 3 من أصدقائه فى سرقة مركبات التوك توك عن طريق استدراج السائقين بحجة توصيلهم إلى أماكن نائية ثم يشهرون السلاح فى وجه سائق التوك توك ويستولون عليه.

وأضاف المتهم أنهم شاهدوا الطفل يقود التوك توك بمفرده بمنطقة منى الأمير فى الحوامدية، فداعبت عقلهم فكرة الاستيلاء على التوك توك مستغلين حداثة سن الطفل، حيث طلبوا منه توصيلهم إلى حفل زفاف بالبدرشين وطلبوا منه أن يسير فى مكان نائى بالحوامدية وجلس 3 منهم فى المقعد الخلفى للتوك توك بينما جلس الرابع بجوار الطفل، لافتا إلى أنهم دخلوا معه فى وصلة مزاح حيث طلبوا منه تشغيل أغان بالتوك توك حتى يطمئن لهم، وما إن ابتعد الطفل عن أعين الناس حتى طلبوا منه التوقف فجأة ونزلوا من التوك توك وأجبروه على النزول تحت تهديد السلاح.

وأوضح المتهم أنهم طلبوا من الطفل أن يترك التوك توك لهم ويغادر المكان، لكنه تمسك بحقه لآخر لحظة، واستبسل أمامهم، وارتمى داخل التوك توك، مؤكدا أنه لن يفرط فى حقه ولو على جثته، فحاولنا تهديده بالقتل تارة وبإقناعه بهدوء تارة أخرى، لكن عينى الطفل كان داخلهما إصرار غريب، حتى قرر أصدقائى "أحمد.ع.ع، عاطل" (20 سنة) وشقيقه "محمود.،عاطل" (19 سنة) و"ابو الرجال.ر.س،عاطل" (24 سنة) التعدى عليه بآلات حادة كانت بحوزتهم، حاولت أن أمنعهم لكن الطفل استفزهم فطعنوه فى رقبته بسكين أدت إلى ذبحه ثم طعنوه فى الصدر والبطن حتى سقط غارقًا فى دمائه، لكن موقفه وشجاعته حركت قلبى فلقنته الشهادتين.

وأشار المتهم إلى أنهم أصيبوا بحالة من الارتباك بعدما شاهدوا الطفل كالذبيحة أمام أعينهم، ودارت بينهم مشادات كلامية وتعالت أصواتهم حيث رمى كل منهم على الآخر المسئولية، واتفقوا فى نهاية الأمر على الهرب قبل القبض عليهم، فتركوا التوك توك والقتيل معًا وفروا هاربين، لافتا إلى أنهم ظلوا قرابة أسبوعين هاربين يخاصم النوم أعينهم، كلما تذكروا براءة القتيل وتمسكه بحقه ظل عتاب النفس يلاحقهم، حيث إنه لم يخطر على بالهم أن يرتكبوا جريمة قتل من أجل السرقة، فقد نفذوا العديد من الوقائع المماثلة دون اللجوء إلى الدم، مشيرا إلى أن عذاب الضمير ظل يلاحقهم حتى تم القبض عليهم من خلال حملة أمنية استهدفت مكان وجودهم بمنطقة منى الأمير فى الحوامدية.

وكان اللواء أحمد سالم الناغى، مدير أمن الجيزة، تلقى إخطارًا من المقدم أحمد دسوقى، رئيس مباحث الحوامدية، بالعثور على جثة طفل مقتولا فى مكان نائى بمنطقة منى الأمير، فانتقل إلى مكان الواقعة الرائدان أحمد عكاشة وأحمد فرحات وتبين أن الجثة لطفل يدعى"محمد.خ.ح" سائق توك توك، ودلت تحريات الرائد محمود يحيى ومحمد عثر ووائل رفعت أن 4 أشخاص استقلوا التوك توك برفقة الضحية، فتم القبض عليهم واعترفوا بقتله لسرقة التوك توك.