فى مثل هذا اليوم من كل عام، تدق أجراس الحزن والألم، ويبدأ العد التنازلى لنبضات قلبى تموت الكلمة، وينتحر الحرف وتدمع السطور، ويعلن قلمى عصيانه التام عن الكتابة فى مثل هذا اليوم أقف على قبرها أحدثها، كما كنت أحدثها من قبل ماذا فعلت بى الدنيا بعد أن تركتنى وحيداً، أصارع الموت والحياة معا، تعجبت كيف مر على وفاتها أربع سنوات فقط، وكأنهما أربعة قرون من الحزن والفراق والحسرة على أغلى الناس.
واسترجعت شريط حياتى، وتذكرت تلك الليلة الحزينة المرعبة التى انطفأت فيها الأنوار، وأظلمت فيها البيوت فى ليلة اسودَّ ليلها، وغابت نجومها فى ليلة حرك رعبها قلبى، وهز بردها جسمى، ظلام حالك وجو مرعب، نزلت من السيارة بعد عودتى من السعودية، رأيت أقاربى الجميع موجود الشارع حزين البيت، حزين ماذا حدث لم أصدق نفسى لا أستطيع أن أنطقها قابلتنى أختى، والحزن يرتسم على وجهها لقد ماتت أمك، ماتت أمك، لم أتمالك نفسى، ذهبت إلى غرفتها ناديتها "ماما"، فلم تجيب ثم ناديتها مرة أخرى "ماما"، فلم تجب صوتها مازال رنينه يدوى فى أذنى قبلاتها الحارة، مازالت مختومة بين خدى، ناديتها، ولكن لم تجب صمت رهيب، ثم عاودت النداء ماما، فلا تجيب رأيتها على سريرها، والابتسامة على وجهها، لم أصدق أنها ماتت هاجر الطائر الذى كان يغرد بصوت السماء، فقدت المعانى سيدها، وفارقت السعادة أسبابها يد لا تعرف إلا العطاء، وقلب لا يعرف إلا الحب والصفح والغفران، ووجه لا يعرف إلا الابتسامة، نعم ليست مجرد أمى، فلو كنت أملك من عمرى شيئا لأعطيت أمى ما يجعلنى لا أفارقها دقيقة واحدة، فهى ابتسامة الزمن، وروح روحى، وروح قلبى، واكتشفت كم كانت السنوات طويلة أطول مما كنت أتوقع، ففى لحظة ضاع كل شى، نعم ماتت سر الوجود فى حياتى أمى لم تعد الدنيا جميلة، كما كانت، رحلتى وتركتى لى الشقاء، سامحينى يا أمى على كل لحظة لم أكن بجانبك فيها، سامحينى على كل لحظة لم أفهمك فيها على كل كلمة شكر وتقدير، لم أستغل الوقت لأقولها لكى.
فأنتِ يا أمى التسامح بلا حدود والعطاء بلا مقابل، كنت أتمنى أن تشاركينى نجاحاتى المتتالية، فالحمد الله يا أمى رضاكى عنى هو سبب ما أنا فيه الآن، ليت الزمن أعطانى فرصة أطول من ذلك، لتشاركينى اختيارى فى شريكة عمرى، أعلم جيدا يا أمى بأنك كنت ستحييها، لأنك تنتظريها منذ وقت طويل، وعندما جاء الوقت لعب القدر لعبته، وتركتنى يا أمى كما كنت أتمنى أن تكون بجوارى لتشاركينى فى زفافى وفرحى، وترى أحفادك، فالدنيا بعدك عذاب ومرار وحزن وحرمان، أصبحت بلا معنى بلا قيمة بلا هدف، تركتنى أعانى من قسوة الحياة وعذاب الأيام، ولكنك حاضرة معى بروحك الطيبة الجميلة.
إلى من وهبتنى عطفها وحنانها وحياتها بأكملها إلى جنة الخلد إلى الفردوس الأعلى إلى جنات النعيم، لقد أدت رسالتها فى الدنيا بكل صدق وأمانة وحب صبرت كثيراً، وتحملت الأكثر، ولكن يبقى عذاب الفراق والحسرة والحزن على أغلى الناس فى حياتى، سأظل أبكى حتى نلتقى يا أمى.
اللهم ارضها وارض عنها، وجازها خيراَ فقد تعبت من أجلنا كثيرا، وعانت فى تربتنا فاعف عنها، ولا تحرمنا أجر الصبر على مصيبتنا فى فقدها بسبب دموعنا، فهى الحبيبة والغالية، ومن أمرتنا ببرها
اللهم انس وحشتها، واسكن وحدتها، ووسع مدخلها، وأكرم نزلها، اللهم اجمعنا بها فى مستقر رحمتك، ومتعنا، وهى بلذة النظر إلى وجهك الكريم، اللهم اجعل الرسول صلى الله عليه وسلم رفيقها فى الجنة، وأوسع فى قبرها مد بصرها، وافرش قبرها بفراش الجنة.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
الام اغلى ما فى الوجود
عدد الردود 0
بواسطة:
roma roma
أغلى من حياتى..!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
dr_ nariman abdel rahman
اللهم امين
عدد الردود 0
بواسطة:
alaa ali osman
اللهم ارحم مواتانا جميعا واجمعنا بهم في زمرة الحبيب المصطفى
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام الورداني
كلماتك مخترقه
عدد الردود 0
بواسطة:
حنان آل مهنى
اللهم ادخلها الجنة بدون حساب ولا سابقة عذاب
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد زكي
يا اغلى قيمة فى الوجود
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفي حسونه
الي جنه الخلد
تغمضها الله بواسع رحمته. واسكنها فسيح جناته