أرسل (أ.ع) إلى افتح قلبك يقول:
أنا شاب عمرى 32 سنة، متزوج وعندى 3 أطفال، والحمد لله، حياتى معقولة جدا، وتقريبا معنديش مشاكل، لكنى أرسل إليك بخصوص مشكلة تخص أكتر اتنين يهمونى فى الدنيا، والدى ووالدتى، أنا ابنهما الصغير، يعنى هما متجوزين من 40 سنة تقريبا، جوازهم كان تقليديا جدا، عاشوا مع بعض عالحلوة والمرة، وخلفوا 3 أولاد، كلهم رجالة بشنبات دلوقتى، لكن فى المجمل حياة أبى وأمى الزوجية ما كنتش سعيدة، من يوم ما وعيت، وبدأت أفهم وأنا اكتشفت أنهما مش متفاهمين إطلاقا، يمكن العيب مش فى شخصياتهم فى حد ذاتها، لكن العيب فى أنهما مش متوافقين مع بعض كشخصيتين، يعنى باحس أنهم مش راكبين على بعض، دايما كل واحد فيهم بيفكر فى حاجات مختلفة، وبيحب حاجات مختلفة، وبيتصرف بطريقة مختلفة، يعنى عمرهم ما كانوا متفقين فى أى حاجة تقريبا.
مرت السنون، وكبرنا أنا وإخوتى ، واتجوزنا وكل واحد فينا أصبح له بيته وحياته، وفضلوا هما الاتنين مع بعض، طبعا كترت المشاكل جدا، لأنهم أصبحوا فاضيين لبعض، وخصوصا بعد ما والدى خرج على المعاش، أمى دايما بتشتكى أن والدى بيخرج كتير، ويسهر كتير، وعلى طول مشغول ومش موجود، حتى بعد طلوعه على المعاش، لأن والدى له أصحاب كتير، وبيعرف دايما يشغل وقته.
ووالدى دايما بيشتكى من إن أمى روتينية جدا، وغير مرنة، وصعب إرضاؤها، لأنها عملت لحياتها نظاما معينا ومش بتحب تغيره، الحقيقة الاتنين عندهم حق، فعلا هما الاتنين فيهم عيوب صعبة، لكن برضه والله فيهم حاجات حلوة كتير، وأنا شايف أنه لو قرروا يشوفوا مميزات بعض أكتر من كده، الحياة ها تمشى، أنا كنت دايما بأقولهم كده، وكنت فى الغالب بأغلط والدى لأنه على طول فعلا مش موجود.
لكن بعد ما اتجوزت بدأت أفهم حاجات كتير، وأفهم يعنى إيه زوجة، وبدأت عينيا تفتح على إن والدى فعلا يعتبر مش متجوز، لأن أمى بعيدة تماما عن المعنى الحقيقى للزوجة، أمى غير مهتمة بنفسها تماما، قليلا ما تضحك، دائما متربصة لأخطاء أبى، أو زى ما بيقولوا (واقفة له عا لواحدة على طول)، وفوق كل ده أعتقد أن العلاقة الحميمة بينهما اختفت من سنين طويلة، فبالتأكيد العيشة بالشكل ده صعبة جدا.
المشكلة مش فى كل اللى فات ده، المشكلة فى الجاى، اكتشفت من فترة أن والدى على علاقة بسيدة مطلقة وعندها أولاد، هى قريبة منه فى السن لكن شكلها يبان أصغر، والدى كمان يبان أصغر من سنه، كنت أكتشف مكالماتهما بالصدفة أحيانا، وبالبحث فى موبايل والدى أحيانا أخرى، مرة شفتهم مع بعض فى النادى، ومرة تانية عرفت من أخويا أنه شافهم مع بعض فى عربية والدى، وأخيرا كان بيكلمنى مرة على الموبايل وهو فى عربيته، ولما خلصنا المكالمة هو نسى يقفل الموبايل، فاذا بها كانت معاه فى العربية وأنا طبعا سمعت الحوار، الكلام ده اكتشفته من حوالى 6 شهور تقريبا، ومن ساعتها وأنا مش عارف أعمل إيه، يا ترى علاقته بالست دى وصلت لغاية فين؟، يا ترى اتجوزوا فى السر؟، ولا أبويا يكون بيتسلى؟، ومعقول ها يتسلى فى السن ده؟، وهى يا ترى ناوية على إيه هى كمان؟، وإللى يهمنى أكتر من كل ده أمى، يا ترى أعمل معاها إيه؟، الصح أنها تعرف ولا المفروض ما قولهاش؟، طيب أقول لوالدى أنى عرفت ولا ما قولوش؟، ها كون غلطان ومقصر فى حق أمى لو سكت؟، ولا ها كون أنا السبب فى خراب البيت لو اتكلمت؟، تفتكرى حضرتك الصح إيه؟.
ملحوظة أخيرة بس عايز أقولها هى إن والدى نفسيته اتحسنت جدا الفترة إللى فاتت دى، وبقى ألطف مع أمى وأكثر تحملا ليها، يعنى أنا شايف أنه لما هو بقى سعيد أصبح قادرا على العيش بهدوء وسلام أكتر مع والدتى، والمشاكل والخلافات قلت بكتير، ودى فى حد ذاتها حاجة محيرة، يعنى هويا إما يعرف غيرها يا يعيشوا فى نكد على طول؟، أفيدونا أفادكم الله.
وإلى (أ) أقول:
موقفك صعب فعلا، وغريب فى نفس الوقت، عادة الآباء هم إللى بيبعتولى يشتكون من مشاكل ولادهم، لكن دى أول مرة الأولاد فيها هما إللى يبعتوا يشتكوة من (شقاوة) آبائهم، عشان كده أنا فكرت كتير قبل ما أرد عليك، لأن إحنا أساسا بنتكلم عن شخص عنده من العقل والخبرة ما يكفى لاختيار حياته بالشكل اللى يريحه، وطالما هو اختار كده يبقى هو شايف أن ده الوضع الأنسب بالنسبه له.
لكن عودة ليك أنت وللطريقه اللى المفروض تتصرف بيها، يمكن تستغرب من اللى ها قوله، لكن أنا رأيى إنك ما تتكلمش فى الموضوع ده خالص، لا مع والدك، ولا مع والدتك، ها تقول لى ليه؟، ها قولك تعالى نحسبها، لو أنت صارحت والدك بأنك عارف سواء كان اتجوز الست دى ولا لأ ها يعتبر أنك مسكت عليه غلطة، وبالتالى ممكن يتصرف معاك بعند ويقول لك أنا كده وما حدش له حاجة عندى، يا إما ها يحرج من نفسه قدامك، وها يحس أن فى حاجة بينه وبينك اتكسرت، وفى الحالتين علاقتك بيه هتتأثر أكيد، ويبقى ماستفدناش حاجة غير تأزم علاقته بيك أنت كمان.
ولو صارحت والدتك برضه ها يبقى فى احتمال من اتنين، إما إنها ها تحس أنها اتخدعت واتخانت وانضحك عليها، وانها كانت نايمةو على ودانها طول السنين دى، وطبعا رد فعلها ممكن يكون عنيفا ومدمرا لعلاقتها بوالدك، وليها هى شخصيا، أو أنها كانت عارفة أو حاسة من الأول _ وده مش بعيد على فكرة_ لكن ساكته و(مطنشة) بمزاجها، اعتقادا منها إنها فترة وها تعدى مثلا، أو حفظا لكرامتها وماء وجهها، أو لأنها مش عايزة فضايح وحكاوى بعد العمر ده كله، أو لأنها مش قادرة تاخد قرار الانفصال وتتحمل تبعاته _ وده برضه وارد_، فلو هى عارفة وكانت ساكتة عشان انتوا _أنت وإخوتك_ مش عارفين، يبقى لا يمكن هاتسكت بعد ما أنتوا تعرفوا، وكمان تروحوا تقولوا لها، أكيد ساعتها لازم هاتثور وتتحرك دفاعا عن منظرها أمامكم على الأقل، وزى ما أنت شايف أنه فى الحالتين ها يكون خرابا للبيت.
أما لو سكت ، وأنت كمان عملت مش واخد بالك، جايز جدا الموضوع يخلص وينتهى بسلام، ولو ما خلصش وطلع أن والدك متجوز فعلا، يبقى كان عمره ماهيخلص حتى لو أنت كنت اتكلمت، لأنه اللى ياخد قرار وياخد خطوة الجواز دى بيبقى صعب جدا أنه يتراجع ويسيب اللى اتجوزها دى بسهولة.
يمكن يكون ردك ازاى أسكت وأسيب أمى مش عارفة كده؟، ها قولك تفتكر إيه الأحسن لها أنها تعرف والبيت يتهد وكل واحد فيهم يروح فى ناحية بعد كل العمر ده، ولا ما تعرفش وتفضل عايشه بنفس النظام اللى هى عملته لنفسها وعودت نفسها عليه زى ما بتقول؟، خلى بالك أنه لو والدك ووالدتك انفصلوا هما الاتنين ها يتعبوا، لكن والدتك ها تتعب اكتر بكتير، لأن والدك ها يكون معاه حد تانى يؤنس وحدته أو يملأ حياته، لكن والدتك ها تعيش وحيدة ما عندهاش غير مرارة التجربة ، والإحساس بأنها مالقتش حد يقدرها فى آخر عمرها، أيهما (أرحم)؟، وأنا باقولك أرحم لأنه ممكن يكون أنها تعرف أفضل بالعقل، لكن أعتقد أنه ها يكون أقسى بكتير، ويمكن هى نفسها كانت ها تفضل أنها تفضل مش عارفة إلى ما شاء الله.
نقطة مهمة عايزة أقولهالك، لما ربنا قال فى كتابه العزيز (ولا تجسسوا)، كان بيقول كده لمصلحتنا، لأنه عارف أن إحنا لما نتجسس على بعض أكيد هانكتشف حاجات تتعبنا وتضايقنا، فيا ريت بعد كده تبطل تتبع لوالدك، يعنى مفيش داعى تراقبه أو تفتش فى موبايله أو تسمع حواراته مع الغير بدون علمه، لأنه أنت بكده مش بس بتؤذيه، لأ كمان بتؤذى نفسك، وبتؤذى علاقة الأبوة والبنوة بينكم، وفى النهاية ادعيلهم، عادة الواحد بيدعى لوالديه بالصحة والعافية ، أو بالرحمة والمغفرة، لكن انت محتاج تدعيلهم هما الاتنين بأن ربنا يهدى كل واحد فيهم للصواب والخير، ويصلح من أحوالهم.
جايز كلامى ما يعجبكش، أو يكون عكس ما توقعت، لكن فى الآخر ده اجتهادى وأنت حر فى أنك تاخد بيه أو لأ.
للتواصل مع د.هبة وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com
د. هبة يس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
el khashab
ان كبر ابوك...........
عدد الردود 0
بواسطة:
فاروق
ههههههه
والله فعلا شر البليه ما يضحك
عدد الردود 0
بواسطة:
khashab
..................
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد إبراهيم
إلى الدكتورة / هبه ياسين شخصيا
عدد الردود 0
بواسطة:
sarra
أنا مع الدكتوره
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
الى صاحب المشكلة
عدد الردود 0
بواسطة:
ناهد طه
ان كبر ابنك خاويه