ذات صباح استيقظ قوم على دمار بلادهم، وقتل بعض أبنائهم، فاحتاروا فى أمرهم واجتمعوا علهم يتفقون على صيغة تحمى مستقبلهم، حيواتهم وحيوات أبنائهم القادمين نحو الشمس.
جلس القوم حيرى، جوعى، عطشى، لكن الحزن أنساهم حاجات الجسد، ففى القلب جروح ودم يتسلل هاربا من العروق من فرط الأسى.
وإذا بطفل يبدد صمت القوم قائلاً: ذات مرة رأيت عباد الشمس ليلاً، كان حزيناً مطأطأ الرأس، لكنه كان يعرف أن هذه ليست النهاية، وأن الليل لابد منتهٍ.
وجاء الصباح، رفع عباد الشمس رأسه وظل يلاحق خيوط الشمس الذهبية، صار رأسه يبارى عنان السماء، صار شامخاً، وارتفعت هامته، صار عباد الشمس حراً.
أنصت القوم بدهشة لذاك الصغير، نفضوا عن عيونهم غبار الزمن، وصاروا يرددون لنكن كعباد الشمس، ولنبحث عن الشمس أينما وجدت، ولنتبعها، وبذلك نحصل على حريتنا، وانطلقوا كل منهم يبحث عن شمسه، ونسوا أن المشرق واحد، فالتقوا جميعاً عند باب الشمس، واتجهوا سوياً نحو الحرية الأزلية.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو منعم الشطوي
ســـــــــــــورة النــــــــــــــور !!