وائل لطفى

فى الغباء والإهانة!

الأربعاء، 07 مارس 2012 03:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من بين آلاف الكلمات التى أريقت فى معالجة واقعة المتهمين الأمريكان والقاضى عبد المعز، يسيطر على ذهنى معنيان فقط أولهما هو الغباء، وثانيهما هو الإهانة، أقلب القصة من بدايتها على جميع الأوجه وأفكر فقط لو أن الذين أداروا الأمر كانوا أقل غباء، ولو أن الأمر كان أقل إهانة، ربما وقتها كنا سنشعر أن الأمور على ما يرام.

تراجع طموحى وأنا أراجع الأمر وتوقف عند النقطة التى أتمنى فيها لو كان أولو الأمر أقل غباء، ولو أن الأمر تم بدرجة أقل من الإهانة، أفكر مثلا لو أنهم من البداية اتخذوا قرارا إداريا بإغلاق هذه المنظمات ومنعها من العمل دون أن يحولوا الأمر لقضية جنائية وقتها لم تكن هذه المنظمات لتجرؤ على العمل دون أن تحصل على ترخيص حقيقى.

أفكر أيضاً لو أنهم كانوا أقل غباء ماداموا قد أحالوا الأمر للقضاء لو أنهم لم يصدروا قرارا بمنع المتهمين من السفر، حيث كان التصرف الطبيعى أن يسافر المتهمون واحدا وراء الآخر هربا من احتمالات العقاب، وكانت القضية ستحل نفسها بنفسها، يسافر المتهمون وتبقى القضية فى انتظارهم إذا عادوا وبالتأكيد لم يكونوا ليعودوا.

أفكر كيف أنهم سذج تماماً ولم يستفيدوا من تقاليد عصر مبارك فى إفساد القضاء رغم أنهم بالفعل امتداد لنظام مبارك، لم يملكوا حنكة نظام مبارك فى الفساد والإفساد، لم يحيلوا القضية منذ البداية لقاض من (بتوعهم) حتى يضمنوا تراجعا آمنا وقت اللزوم، لا أوافق بالطبع على شىء من هذا، ولكنى أعرف أنه حتى الفساد له أصول، وأعرف أنهم لم يتقنوا أى شىء سوى الحصول على أسوأ نتائج ممكنة والخروج بالحد الأقصى من الخسائر.

أترك معنى الغباء وأنتقل للإهانة، أقلب الأمر مرة أخرى ويملؤنى اليقين أن الأمريكان كانوا حريصين على أن يتم الأمر بالصورة التى تم بها بالضبط، طائرة عسكرية ضخمة تهبط فى مطار القاهرة تنقل المتهمين جميعا دون أن يمسهم خدش، فى أمريكا تستقبلهم أسرهم وكبار المسؤولين، مشهد متكرر فى فيلم هوليودى، عملية تحرير رهائن من الطراز الأول.

افكر لو أن الإهانة كانت أقل، لو أنهم مثلا سافروا بطريقة عادية، لو أنهم رحلوا بشكل عادى، لو سافر خمسة منهم مثلا من مطار الغردقة، وثلاثة من شرم الشيخ، واثنان من القاهرة… إلخ.

كان الأمر ليصبح أقل إهانة، لكن كان المقصود أن يتم الأمر بالحد الأقصى من الإهانة، أتأمل ما حدث منذ قيام الثورة وحتى الآن، وأفكر لو أنهم فقط كانوا أقل غباء!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن

مين دة

مين دة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة