صدقا إن نعمة الأمن لا تساويها نعم، ومن ثم حرم الله النار على الحارس فى سبيل الله فقال النبى صلى الله عليه وسلم "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله"، فكلما تذكرت هذا الحديث الشريف وشاهدت رجال الشرطة يقفون على استحياء أمام عمليات السطو المسلح التى تتكرر بين اللحظة والأخرى، أتعجب كثيرا لأمر هؤلاء الضباط الذين أرادوا أن يحملوا الشعب نتيجة ثورته، وكأنهم يصرون على عدم النزول إلى الشوارع ومطاردة البلطجية لانتشار مزيد من الفوضى حتى تصل رسالة إلى الشعب المصرى مفادها (هذا ما جنته ثورتكم)، ويزيد تعجبى من قيادات الداخلية الذين يحصلون على آلاف الجنيهات رواتب شهريا بالرغم من عزوفهم عن العمل، أما كان أجدر بهم أن يتقدموا باستقالتهم طالما غير مقتنعين بالعمل فى هذا الوقت العصيب تحديدا.
لقد انهار الاقتصاد وعزف السياح عن المجىء إلى بلد الأمن والأمان مصر، وأبدت الأسر تخوفها من خروج أطفالها إلى المدارس فى ظل عمليات الاختطاف المتلاحقة، فاتجهت البلاد إلى طريق لا يعلم نهايته إلا الله، فى ظل تردى الوضع الأمنى، حيث اكتفى الضباط بوضع كلمة "مجهول" أمام الجانى فى معظم الحوادث، فانتشرت عمليات السطو المسلح على الطرق والمحاور، وراح أهالى الضحايا يقتصون لأنفسهم من الجانى بعدما فقدوا الأمل فى "الشرطة" حتى ساد قانون "الغاب".
لقد تخاذلت الشرطة حتى انكسرت هيبتها وانعكست الآية فأصبح الضابط يخاف المجرم، وتكرر مشهد أحمد السقا فى فيلم "الجزيرة" عندما أكد أنه فى لعبة "العسكر والحرامى" "العسكر هم اللى بيستخبوا"، لقد زاد تعجبى عندما تعرض جواهرجى إلى عملية سطو مسلح فى "عز الضهر" على الطريق العام وعندما لجأ إلى كمين الشرطة المتواجد بالقرب من مكان الحادث أكدوا له أنه "خارج نطاق خدمتهم" حتى أصبحت الكمائن الأمنية أشبه بعسكرى الشطرنج، "لا يتكلم لا يسمع لا يرى"، يقف على الطريق لقضاء ساعات ورديته ثم ينصرف دون جدوى، وربما اكتفى بتحذيرك قائلا "احترس أمامك سطو مسلح".
محمد إبراهيم يوسف -وزير الداخلية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
يسرى
نعم هذا ما جنته ثورتكم اعلامكم الكاذب
عدد الردود 0
بواسطة:
georeg
ثوره فاشله
البلد ديه ماتنفعش معاها غير حبيب العادلى ومبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
walid
الوزير
عدد الردود 0
بواسطة:
nazih zaki sedrak
الي كل اخوتي الاحباء
اتفق مع رقم 3