وزير الاتصالات فى الدوحة: لابد من توحيد القدرات العربية فى كيان واحد

أكدت مصر ضرورة توحيد طاقات وقدرات الدول العربية واتحادها فى كيان واحد ككتلة قوية تتحرك فى المجتمع الدولى كوحدة متماسكة لكى تصبح قوة فاعلة على الصعيد الدولى، وضرورة أن يتجاوز شعار "العمل العربى المشترك" مرحلة الدعائية إلى مرحلة التفعيل على أرض الواقع.

جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها اليوم الدكتورمحمد سالم وزير الاتصالات نيابة عن المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقمة "توصيل العالم العربى".

وأوضح سالم خلال الجلسة الافتتاحية بالقمة التى تستضيفها قطر، أنه بالرغم من الظروف الصعبة التى مرت بها مصر ولا تزال، والتى أثَّرت على اقتصادها، إلا أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى ظل متماسكاً وقوياً بفضل المخزون الإستراتيجى من النمو الذى حققه.

وأشار الدكتور سالم إلى أن الواقع التكنولوجى والمعلوماتى الدولى يرتكز على عناصر رئيسية لأزمة للنهوض بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهى التطوير والتأمين المستمر للبنية التحتية التكنولوجية، وتطويع أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعزيز فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتنمية الإبداع والابتكار فى المجتمع.

وأشار سالم إلى أن تطوير البنية التكنولوجية الأساسية والنفاذ الأسرع إلى شبكة الإنترنت يعد من أهم التحديات الدائمة التى يفرضها علينا عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولذلك فقد قامت مصر فى نوفمبر الماضى، بإطلاق الخطةِ القوميةِ لنشر خدمات الإنترنت فائق السرعة"eMisr" والتى تتضمن رؤيةً شاملةً لمستقبل البرودباند فى مصر.

ولفت إلى أن مصر دعت إلى ضرورة وجود رؤيةٌ مجتمعيةٌ مشتركة فى هذا الإطار، تنطلق من مبدأ لا يقوم فقط على تطوير القطاعاتِ الخدميةِ للمواطنين، كالتعليمِ والصحةِ والزراعةِ والبيئة فقط، ولكن أيضاً لابد من العمل على تغييرٍ العقليةِ الإداريةِ للدولة ومؤسساتِها التى تقدم تلك الخدماتِ بشكلٍ ينقل العالمَ العربى لمرحلةِ "المواطنة الرقمية" و"المجتمع التكنولوجى".

ودعا سالم إلى ضرورة تطوير خُطواتِنا فى هذا المجال تطويراً نوعياً ينقل العالم العربى إلى مرحلةِ استثمارِ قدرات الشباب والطاقات، فالبحث العلمى والإبداع التكنولوجى يجب أن يكونا حجر الزاوية فى أى صرحٍ للتقدم نبنيه معاً.

وشدد الدكتور سالم على حتمية تطوير المحتوى العربى على شبكة الإنترنت، طالباً من كل الأطراف تكامل كافة الجهود من خلال مشروعٍ عربى حضارى مشترك يمزج بين أصالتَنا العربية وحياتنا المعاصرة، وذلك من خلال تبنى مبادرةِ لتطوير المحتوى الرقمى العربى على شبكة الإنترنت تهدف إلى الحفاظ على تراثنا العربى وضمان تداوله وتوارثه بين الأجيال وإتاحته لجميع شعوب العالم، وموجها الدعوة فى هذا الصدد لاجتماع بالقاهرة فى مايو القادم لبحث سبل تنفيذ مبادرة هذه المبادرة.

نظم القمة مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات بالتعاون مع الاتحاد الدولى للاتصالات، وحضرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير دولة قطر، والدكتور نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية، والدكتور حمدون توريه سكرتير عام الاتحاد الدولى للاتصالات، وعدد من ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية.