جلست بين أطفالى أغنى: أنا الشعب أنا الشعب لا أعرف المستحيلا، ولا أرتضى بالخلود بديلا، بلادى مفتوحة كالسماء تضم الصديق وتمحو الدخيلا، تشابكت أيادينا وأنا أحتفل معهم بنهاية عصر الفساد والاستبداد بعد خلع الرئيس غير المبارك، كنت أقفز كالأطفال وأهتف معهم "ارفع راسك فوق أنت مصرى"، كان ابن خالى فى فرنسا يشاركنا الاحتفال وهو فى طريق العودة إلى الوطن من مطار فرنسا حاملا تليفونه المحمول فى يد، ويشير بالأخرى التى تحمل علم مصر إلى رواد المطار من كل الجنسيات وهم يهنئونه بعودته وعودة شعبه للحياة، يهنئونه بعودة كرامة المصريين وإرادتهم المسلوبة، أخيرا انقشع الظلام وولى زمن الاستبداد والخنوع، مضى زمن الركوع والانبطاح، ولى زمن التبعية المهينة، افرح ببلادك واتهنى، الدنيا فى مصر بقت جنة!! ويا فرحة كانت مالية عنينا واستكترتها "فايزة" علينا، وربما تكون فايزة ضحية مثلنا، فقد أكدت أنها عرفت بجريمة تسليم المتهمين الأمريكان من الصحف، هذه الجريمة البشعة التى ارتكبت فى حق الشعب المصرى بتمثيلية بدأت بمؤتمر للقضاة فى محاولة منهم لاستحضار زمن الشموخ وانتهت بمأساة تسليم الجناة لنتجرع من جديد معانى الخنوع ولنستيقن بأننا ما زلنا نعيش فى زمن الشروخ، وأسمع الآن صرخة أمل دنقل فى وجه حكامنا: لا تصالحْ ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ/ والرجال التى ملأتها الشروخْ/ هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم/ وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ، معذرة لهؤلاء الشباب الذين أسأنا بهم الظن عندما كانوا يعترضون على حكومة الجنزورى ورأوا فيها امتدادا لنظام لا يرقى لمتطلبات ما بعد الثورة وشككوا فى صلاحيات هذه الحكومة وقدرتها على مواجهة الفساد والاستبداد، حقا من وصل إلى أرذل العمر منبطحا يستحيل عليه الوقوف مستويا. ومعذرة لدنقل ولأطفالى وللشباب ولكل من عاش حلما جميلا لن يتحقق فى وجود هؤلاء المسوخ، لهم جميعا أعتذر كما اعتذر أحمد مطر للقدس السليبة، فأنا ضعيف ليس لى أثرُ/عارٌ على السمع والبصر/ وأنا بسيفِ الحرفِ أنتحرُ/ وأنا اللهيبُ وقادتى المطرُ/ فمتى سأستعرُ!؟ لو أن أرباب الحمى حجرُ/ لحملت فأسا دونها القدرُ/ هوجاءُ لا تبقى ولا تذرُ/ لكنما أصنامنا بشرُ/ الغدر منهم خائف حذرُ/ والمكر يشكو الضعفَ إن مكروا/ فالحرب أغنية يُجنُ بلحنها الوترُ/ والسلم مختصرُ/ ساق على ساق، وأقداح يعرش فوقها الخدرُ
هزي إليك بجذع مؤتمر يساقط حولك الهذرُ. عاش اللهيب ويسقط المطرُ!
المشير طنطاوى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
رفعت امين
المجلس العسكرى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصلح شحاتة
النخوة العسكرية
عدد الردود 0
بواسطة:
د:فاروق محمود عبدالقادر
اطعام 81 مليون فم ليس بالنظريات والتمني
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمان
مقال رائع حتى لو اختلفت الرؤى
التعليق هو العنوان
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق المرشدى/مصر
لا معنى للحياة أذا كانت بهذه المراره !!!
عدد الردود 0
بواسطة:
م محمود
أنت لسه واخد بالك
عدد الردود 0
بواسطة:
hosny_abdelaziz
يا من تقرأ تلك الكلمات
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم محمد
كفاية حرام