نشرت صحيفة "دايلى تليجراف" البريطانية تحليلاً عن فوز فلاديمير بوتين بالرئاسة فى روسيا، قالت فيه، "إن افتقار الرئيس الجديد العائد إلى الكرملين للأصدقاء وللخيال ربما يكلف بلاده الكثير".
وترى الصحيفة أن انتصار بوتين بالنسبة للغرب، ليس بغيضاً تماماً. بل إن هناك بعض الأمور الإيجابية فى هذا الانتصار، حيث إنه يضمن أن تكون روسيا لست سنوات قادمة مستقرة، ويمكن التنبؤ بها إلى حد ما. فسيكون لروسيا رئيساً وزعيماً يتمتع بالشدة والبرودة. وسيدير السياسة الخارجية بشكل يألفه الغرب. وسيكون بوتين قومياً لكنه ليس خطراً أو يتعامل مع تساؤلات السلم والحرب. وعندما نتعامل مع دولة لا تزال تمتلك الآلاف من الرؤوس النووية، فإن وجود بوتين فى الكرملين لا يجعل الغرب يشعر بقلق بالغ.
لكن التليجراف تستدرك قائلة، إنه لا يوجد مهرب من حقيقة أن بوتين أعاق الديمقراطية التعددية فى روسيا، ومنع ظهور بدائل سياسية لحكمة جادة ومنظمة. وحقيقة أن من تم السماح لهم من المعارضة بخوض الانتخابات هم الشيوعيون والأولجيك غير المرغوب فيهما، تبين التزامه بواجهة وليس بسياسات ديمقراطية حقيقية.
وتعتقد الصحيفة أن مشكلة بوتين الرئيسية هى أنه رجل روسى قومى بقليل من الخيال. وربما تكون تلك صفات مناسبة لضابط فى المخابرات الروسية، لكنها غير ذات قيمة فى العلاقات الدولية. حيث يبدو أنه يرى السياسة الخارجية كلعبة صفرية، وأن أياً ما تريده الولايات المتحدة يجب أن ترفضه روسيا إذا أرادت أن تحترم من جانب العالم كقوى حقيقية.
وربما كان يبدو ذلك منطقيا فى زمن الحرب الباردة، لكن فى العالم متعدد الأقطاب الذى نعيش فيه اليوم، مع صعود الصين وثقة آسيا، فإن مفتاح النفوذ العالمى بالنسبة لروسيا، مثلما هو بالنسبة للولايات المتحدة و أوروبا هو النجاح الاقتصادى وليس المواقف الجيوسياسية.
وختمت الصحيفة تحليلها بالقول "إن روسيا تمتلك اليوم اقتصاداً مثيراً للإعجاب، فيما عدا مجال الطاقة. وسيكون التحدى الحقيقى أمام بوتين هو توفير نظام سياسى متعدد وسوق اقتصادى ناجح وعصرى.
دايلى تليجراف: افتقار بوتين للخيال وللأصدقاء سيكلف روسيا الكثير
الثلاثاء، 06 مارس 2012 12:53 م