صدر حديثا عن مركز الدين والسياسة للدراسات ومؤسسة الانتشار العربى كتاب "السلفيون فى مصر ما بعد الثورة" قام بتأليفه مجموعة من الباحثين المهتمين بالحالة الإسلامية هم مصطفى زهران وعمر عازى وماهر فرغلى وأحمد زغلول ومحمود طرشوبى وصلاح الدين حسن وعلى عبد العال.
ويرصد الكتاب تطور الحالة السلفية فى مصر خلال الخمس السنوات الأخيرة فى ضوء الثورة ومتغيراتها من جوانب مختلفة، تهدف إلى استقراء الحقيقة وتجاوز الأيديولوجيات للخروج بالصورة الأقرب إلى الواقع بحيادية، حيث يتناول الكتاب الفترة التى شكلت منعطفا هاما فى تاريخ السلفية المصرية نتيجة ظهور الفضائيات الدينية والحضور المكثف لمشايخ التيار السلفى فيها، بعدما ظلت السلفية لعقود أسيرة لخطاب دعوى ضيق المحيط ولا يتعدى تأثيره محيط المساجد التابعة لجمعية أنصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية والتى غالبا ما يكون روادها من السلفيين أنفسهم.
وأشار الكتاب فى صفحاته إلى أن سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك أثار مواقف السلفيين المتباينة من الثورة المصرية، الكثير من الجدل الذى يستحق معه المزيد من التأمل والدراسة لاسيما مع التحول المفاجئ والسريع لأطيافها الأساسية بعدما كان الرفض والانعزال هو سيد الموقف لأسباب كثيرة، فلم يكن للسلفيين يد قوية فى إنجاح الثورة أو المساهمة الفاعلة فيها بل كان التثبيط هو الحالة الأبرز بين كافة تياراتهم.
أضاف الكتاب أن عقب سقوط النظام لم يواصل السلفيون بكافة فصائلهم خمولهم فرأينا نشاطا ملحوظا ومحاولة فاعلة للاستفادة من كل كبيرة وصغيرة فى ظل انهيار جهاز أمن الدولة، والذى طالما عانوا من ممارساته القمعية لعقود فسعى السلفيون إلى تجاوز هذا الموضوع سريعا والتعاطى مع المتغيرات وهو الأمر الذى جعل الحالة السلفية فى مصر تحت الأضواء والنيران أكثر من أى وقت مضى.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود حمدي أبو ضيف / الزاوية الحمراء - فاقوس - شرقية - مقيم بالسعودية
حسبنا الله ونعم الوكيل