تعالت أصوات المربين للماشية بمختلف المحافظات بعد نفوق المئات من ماشيتهم بسبب الحمى القلاعية، وعلم "اليوم السابع"، أن الحجر البيطرى أعلن حالة الطوارئ بالمديريات وحظر الماشية من محافظة إلى أخرى لعدم انتشار المرض، بعد أن أكدت النتائج الأولية للعينات التى أخذت من الحيوانات النافقة إيجابية، حيث قامت مديريات الطب البيطرى بتشكيل فرق من الأطباء البيطريين لمواجهة خطر المرض بعد ثبوت نتائج التحاليل بتأثير الحمى القلاعية على الماشية.
أكد اللواء أسامة سليم، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، أن هناك متابعة من قبل المعامل المركزية للحجر البيطرى لمعرفة إذ كانت هناك "عترة" جديدة تسببت فى نفوق بعض الحيوانات، بالإضافة إلى أنه تم إرسال عينات من العتر للحمى القلاعية للمعمل المرجعى للحمى القلاعية فى إنجلترا لتحديد نوع العترة ومدى تأثيرها، لوضع خطه التعامل الوقائى.
وشدد سليم أن الحيوانات التى يظهر عليها المرض لابد من غسل فم الحيوان يوميا ببيكربونات الصوديوم ثلاثة مرات فى اليوم، لافتا إلى أن مرض الحمى القلاعية متواجد منذ 50 سنة فى مصر، وليس له تأثير على الحيوان واتضح أن إهمال الفلاحين و عدم تحصين مواشيهم السبب فى ظهور هذا المرض.
من جانبه قال الدكتور حسين قاعود، رئيس قسم الصحة بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هناك نوعين من الفيروسات التى تسب الحمى القلاعية "العترة" o و"العترة" e وهناك فيروس ثالث لم يكتشف حتى الآن، وأن انتشار الفيروسات التى تسبب الحمى القلاعية سببه الرئيسى عدم الرقابة من المسئولين عندما استوردنا شحنات فى السابق من الصومال، فمازالت الأمراض متوطنة، لافتا إلى أن الحمى القلاعية من أخطر الأمراض المعدية للحيوانات، والتى تنتشر وبسرعة بين الماشية والأغنام.
وقال قاعود إن الحمى القلاعية من الإمراض الوبائية شديدة السريان ومصنفة طبقا لمنظمة الأوبئة الدولية ضمن القائمة الأولى ذات الخطر الشديد على الثروة الحيوانية من بين 16 مرضا آخر، قائلا إن الخدمات البيطرية لم تؤدى دورها الطبيعى فى متابعة المرض، لافتا إلى أن المرض ينتشر بسرعة كبيرة وينتقل عبر الرزاز من حيوان لآخر عن طريق الأشخاص أو العلف أو عن طريق الرياح التى يمكنها أن تنقل العدوى لمسافات كبيرة.
وشدد قاعود على سرعة اتخاذ إجراءات وقائية وفرض مناطق حجرية على المناطق الموبوءة على أن يتم التلقيح دوريا للأبقار بجرعتين بفاصل 3 – 6 أسابيع ومراقبة مستمرة لبرامج التحصين ضد المرض على أن تكون اللقاحات المستخدمة معتمدة من مكتب الأوبئة الدولية، موضحا أن مصر لابد أن يكون لديها استراتيجية معمول بها فى مكافحة الأوبئة والأمراض التى تصيب الماشية والقضاء عليها فى مهدها، وأن يكون هناك خطة لمنح أمصال وقائية قبل حدوث الإصابة حتى نتجنب كوارث تلك الأوبئة الفتاكة التى قد تنتشر وتدمر الثروة الحيوانية.
وقال محمد عبد القادر، نقيب الفلاحين، إنه لم يتم حصر لعدد الماشية التى نفقت بمحافظتى البحيرة والشرقية التى سببتها الحمى القلاعية لتعويض المتضررين بعد أن تعددت الشكاوى بنفوق العديد من المواشى، وقام بعض الأهالى بتحرير محاضر ضد الطب البيطرى بسبب نفوق المواشى، وأن القصور ناتج عن عدم متابعة مديرية الطب البيطرى وإخطار الأهالى بمواعيد التحصين.
وأشار عبد القادر إلى أنه تمت مقابلة المهندس محمد رضا إسماعيل، وزير الزراعة، وأوضح الوزير أن هناك متابعة من الحجر البيطرى أولا بأول لعدد الحالات التى نفقت من الماشية لمعرفة السبب ومدى تأثير الحمى القلاعية أو عترة جديدة، مضيفا أنه تلقى اتصالا من اللواء أسامة سليم، رئيس الهيئة العامة للحجر البيطرى، بحظر انتقال المواشى من محافظة إلى أخرى لعدم تفشى المرض.
من جانبه أضاف حسنى عبد اللطيف، عميد كلية الطب جامعة الإسماعلية سابقا وأستاذ الرقابة الصحية على اللحوم، أن الحمى القلاعية فيروس لا يعالج، ولكن يحصن، لافتا إلى أن مرض الحمى القلاعية يظهر عند الأبقار على شكل سيلان أنفى ويحدث نتيجة استنشاق رزاز المرض ويتكاثر فى الأنف، ثم ينتقل إلى مجرى الدم وقد تصل الإصابة لعضلة القلب، خصوصا عند الحيوانات اليافعة وتفرز من الجسم كميات كبيرة من الفيروسات قبل ظهور المرض عليها، لافتا إلى أن نسبة المرض قد تصل إلى 100% فى القطيع، بينما تتراوح نسبة النفوق إلى 5% عند الحيوانات البالغة.
وأشار أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم، إلى أن ظهور المرض يكون بارتفاع درجة الحرارة لتصل 42 درجة مئوية مع ظهور كآبة على الحيوان وظهور فقاقيع صغيرة فى الفم واللسان وتورم اللثة وامتناع الحيوان عن الأكل مع سيولة اللعاب من الفم بشدة ويصل إلى الأرض على هيئة خيوط فضية، بالإضافة إلى ظهور التقرحات بين الظافرين ويظهر العرج وظهور التقرحات على الحلمات بالضرع، وعدم قدرة الحيوان على الوقوف وقلة إدرار اللبن ويسبب الموت المفاجئ وتصل نسبة النفوق بسبب المرض إلى 50% فى العجول الصغيرة وفى الحيوانات الكبيرة تصل النسبة إلى 1- 2%.
وفى نفس السياق، أكد الدكتور طلعت الخطيب، أستاذ الرقابة البيطرية وصحة الغذاء بجامعة أسيوط، أن الحمى القلاعية متوطنة منذ فترة كبيرة فى مصر، وينتشر ظهورها فى فصل الشتاء بسبب عدم وجود تربية سليمة للمواشى، والسبب الرئيسى هو عدم وجود توعية من قبل وزارة الزراعة للفلاح، ولا توجد عندنا ثروة حيوانية، ولا توجد تقنية ودراسة جيدة لتربية الماشية فى مصر.
الحجر البيطرى يعلن حالة الطوارئ لمواجهة انتشار الحمى القلاعية.. ويحظر نقل الماشية من محافظة إلى أخرى للحد من استمراره.. "الخطيب": المرض متوطن منذ فترة وينتشر فى الشتاء لغياب التوعية من الفلاحين
الثلاثاء، 06 مارس 2012 10:18 ص