فى ليلة غبراء.. أقصد غرًاء.. اعتلى قادتنا جيادهم مُشهرين سيوفهم معلنين حرب العزة والكرامة، طالبين العون من رب العباد، وأقسموا بالله جهد أيمانهم ألا يعودوا من غزوتهم ولن ينزلوا من على ظهور جيادهم إلا بعد أن يحصدوا رقاب الأعداء الخونة، الذين جاءوا إلى مصر لكى ينشروا سمومهم ويفسدوا أحوال البلاد والعباد يساعدهم فى ذلك بعض المُندسين من الغوغاء والعامة.
وقف البطل المغوار الموصوف بالكمال والمُلقب بالجنزورى يحلف بأغلظ الأيمان بأن مصر لن تركع لأحدٍ، وأنه قد مضى عهد الانبطاح، وأن الأعداء لن يستطيعوا أن يفرضوا علينا شروطهم لأن إرادة الله وحده هى التى جاءت به، ليقود تلك المعركة المقدسة، ولولاه سبحانه ما اعتلى جواده فلقد جاء هو ومن حوله لخوض تلك المعركة بتوجيه من الله ورعايته.
وظلت الأميرة جميلة الجميلات الملقبة بأبو النجا وهى فى هودجها تصرخ بأعلى صوتها لتُلهب حماس الجُند والأمراء وعامة الناس وخاصتهم بضرورة الصمود والقتال إلى آخر نفس ولا يبالون بها حتى لو مزقوا الهودج إرباً... إرباً.
زادت ثقتنا فى أنفسنا وصدقنا ما قيل لنا وإن ظل فى النفس بعض الريبةٍ، لأننا لم نعتد من هؤلاء ما يحدث، فهم كانوا دائماً مُنصتين ومُطيعين لما يعتبرونهم اليوم أعداء، بل كانوا يحجون كل عام إلى البيت الأبيض المبارك، طالبين العون على الغوغاء من عامة الشعب الذين احتاروا فى أمرهم ولتجديد البيعة.
زادت الشكوك والريبة فى النفوس كلما تذكرنا الملك العجوز الظالم، الذى يرقد الآن فى قصره العالمى الجديد بعدما أوهمونا أنه يحاكم على ظلمه وقتله لشعبه، وأن ما نشاهده كل مرة عندما يأتى إلى قاضى القضاة فى زهو وصلف وتحد مع ولى العهد المزعوم جمال والأمير علاء وكبير البصاصين العادلى بأنه عارُ علينا أن نُسئ إليهم حتى ينالوا عقابهم الذى ينتظرهم.
شُحذت الهمم واشتد وطيس المعركة إلى أن وقع فى الأسر تسعة عشر جندياً من الأعداء وقدموا للمحاكمة وتبادل الطرفان الاتهامات وأحياناً الشتائم والسباب مع التهديد والوعيد من كلاهما، بقطع المعونة والآخر بتوقيع أقصى عقوبة على الأسرى.
واستمر ذلك المشهد إلى أن جاء قاضى القضاة الذى كنا على ثقة من أنه سيحكم على الجند المأسورين ويشفى صدورنا، وهى بداية مطمئنة لأنه سوف يحكم على الملك العجوز الظالم المتهم.
وفجأة وبدون مقدمات انسحب قاضى القضاة وأُطلق سراح الأسرى وعادوا إلى بلادهم بأكاليل الغار ورايات النصر بعدما صمت كل من صرخ فى الميدان بضرورة الحرب والقتال.
بالله عليك يا سامع أنينى... هل نطمئن على الحكم الذى سيصدر على الملك العجوز الظالم المتهم بقتل شعبه من أنه حكم عادل بعدما حدث ما حدث من قاضى القضاة مع قضية التسعة عشرة أسيراً، وكيف نطمئن أنه لم يضغط عليه أحدا ولم يصدر إليه تعليمات وتوجيهات بمنطوق الحكم... لقد فقدنا الثقة والله المُستعان والموفق.
فايزة أبو النجا
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أمير البرشاوى
بتأذن فى مالطا
عدد الردود 0
بواسطة:
sami
احكم للحاكم
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصري للأسف
وطي رأسك إنت مصري ........... للأسف حقيقه
عدد الردود 0
بواسطة:
عرفة
التموين الاجنبى
عدد الردود 0
بواسطة:
الوطن
انا اسف يامصر
عدد الردود 0
بواسطة:
الزهار
سياسة التمويل