أكد وزير الخارجية الهندى إس.إم كريشنا استمرار دعم بلاده للموقف العربى فيما يخص القضية الفلسطينية، مشددا على أن بلاده تؤيد التوصل إلى حل سلمى يؤدى إلى إقامة دولة فلسطينية موحدة مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة تعيش فى إطار حدود آمنة معترف بها عاصمتها القدس الشرقية، وتعيش جنبا إلى جنب فى سلام مع إسرائيل طبقا لما تم إقراره فى خارطة طريق الرباعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأعرب وزير الخارجية الهندى فى ختام زيارته لمصر عن تأييد بلاده لخطة مبادرة السلام العربية، منوها بأن مساندة بلاده لهذه القضية يعد من أحد مبادئها الأساسية، كما أن تضامنها مع الشعب الفلسطينى يرجع إلى ما قبل استقلال الهند.
وردا على سؤال حول تأثير النمو المتزايد فى العلاقات الهندية الإسرائيلية على العلاقات الهندية العربية، أجاب كريشنا قائلا "إن علاقات بلاده مع أية دولة لا تأتى على حساب علاقاتها مع الدول الأخرى"، مشيرا إلى أن علاقات الهند مع دول غرب آسيا تمنح فرصة للتفاعل بطرق مختلفة مع هذه المنطقة المهمة على حد قوله.
ونوه بالزيارة التى قام بها الشهر الماضى إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة ومباحثاته مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى رام الله، وتأكيده على دعم الهند الثابت لفلسطين وشعبها.
وأشار إلى استمرار الهند فى تقديم المساعدات لدعم التنمية فى فلسطين، حيث رفعت إسهاماتها السنوية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى الشرق الأدنى التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إلى مليون دولار كما أسهمت بمبلغ مليون دولار أمريكى بشكل خاص للوكالة استجابة للنداء العاجل الذى أطلقته.
وأفاد بأن الهند تسهم كذلك بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكى سنويا كدعم غير مقيد لميزانية السلطة الفلسطينية..كما تقوم بتدريب الفلسطينيين فى إطار برنامج التعاون الفنى والاقتصادى الهندى، بالإضافة إلى المنح الدراسية التى تقدمها للطلبة الفلسطينيين..مشيرا إلى قيام بلاده ببناء مقر للسفارة الفلسطينية فى دلهى كمنحة للفلسطينيين.
وحول موقف الهند من تطورات الأوضاع الحالية فى سوريا والطريقة المثلى للخروج من الأزمة الراهنة، شدد وزير الخارجية الهندى إس.إم كريشنا على التزام بلاده بالعمل مع المجتمع الدولى لإنهاء الأزمة السورية..مشيرا إلى وجود مخاوف كبيرة لدى الهند جراء تنامى معدلات العنف وإراقة الدماء فى سوريا.
وأكد كريشنا على إدانة نيودلهى الشديدة لكافة أشكال العنف بغض النظر عن مرتكبيها، إضافة إلى إدانتها لكافة أشكال انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال "إنه وأخذا فى الاعتبار كون المشكلة السورية مشكلة سياسية بالأساس، فقد دعت الهند منذ البداية إلى عملية سياسية سلمية وشاملة يقوم بها السوريون أنفسهم للتعامل مع مطالب كافة قطاعات المجتمع السورى".. مشيرا إلى أن الهند أبلغت هذه الرسالة للقيادة السورية، سواء على المستوى الثنائى أو مع شركائها فى الرابطة التى تجمع بين الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا (إيبسا).
وأشار إلى أن الهند تدعم وستواصل دعم جهود الجامعة العربية من أجل الوصول إلى حل سلمى للأزمة من خلال عملية سياسية شاملة تقودها سوريا، وعن مساعى الهند للحصول على الطاقة والمواد الخام من الدول الإفريقية والمنافسة الشرسة فى ذلك مع دول مثل الصين وفرنسا وغيرها، قال كريشنا إن علاقات بلاده مع أفريقيا لا تقوم على الاستفادة من مواردها، بل على الشراكة والاحترام المتبادل.
وأفاد بأن الشراكة الهندية الأفريقية هى شراكة فريدة من نوعها ولها جذور تاريخية ترجع إلى الكفاح المشترك فى مواجهة الاستعمار والعنصرية.. ولتعزيز هذه الشراكة عقدت الهند عام 2008 أول قمة لمنتدى الهند أفريقيا، كما عقدت القمة الثانية لمنتدى الهند إفريقيا فى أديس أبابا عام 2011.
وأشار إلى أنه وخلال القمة الثانية لمنتدى الهند إفريقيا التى عقدت فى أديس أبابا العام الماضى، أعلن رئيس الوزراء الهندى عن تخصيص 5 مليارات دولار أمريكى خلال السنوات الثلاثة المقبلة كخطوط ائتمان لمساعدة إفريقيا على تحقيق أهدافها التنموية، كما قدمت الهند كذلك 700 مليون دولار أخرى لإقامة مؤسسات جديدة وتنظيم برامج التدريب بالتشاور مع الاتحاد الأفريقى ومؤسساته وتقديم المنح الدراسية لحوالى 22 ألف طالب خلال السنوات الثلاثة المقبلة ليست الهند فى منافسة مع أية دولة أخرى.
وردا على سؤال حول سعى بلاده للحصول على عضوية كاملة فى مجلس الأمن، قال وزير الخارجية الهندى إس .إم كريشنا إن الهند تؤمن بأن مجلس الأمن الحالى يمثل نظاما عالميا باليا يرجع إلى الحرب العالمية الثانية، ويحتاج إلى إصلاح بشكل عاجل، وأضاف أن الهند ترى أن إصلاح مجلس الأمن وتوسيع نطاق العضوية به يعد أمرا ضروريا لكى يعكس الواقع المعاصر، وهذا من شأنه تعزيز مصداقية المجلس وفاعليته فى التعامل مع القضايا العالمية، مشددا على ضرورة إصلاح المجلس بشكل جاد وعاجل، وحول موقف الهند من تداعيات الملف النووى الإيرانى وتوقيع العقوبات على طهران، قال كريشنا إن بلاده ترتبط مع إيران بعلاقات حضارية وتاريخية وتدعم تماما حقها فى استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.. مضيفا أنه من حق إيران استخدام الطاقة النووية فى الأغراض السلمية، وفى الوقت نفسه الوفاء بالتزاماتها وفقا للقانون.. مشددا على ضرورة حل القضايا المعلقة من خلال الحوار والجهود الدبلوماسية.
وعلى الصعيد الثنائى وحول رؤيته لتحقيق نهضة فى مصر بعد ثورة 25 يناير، وكيف يمكن للهند أن تسهم فى دعم تحقيق ذلك فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، قال وزير الخارجية الهندى إن بلاده بوصفها أكبر بلد ديمقراطى فى العالم يسعدها رؤية التحول الديمقراطى فى مصر، معربا عن ثقته فى أن الشعب المصرى سوف يقوم باختيار الدستور الذى يتلاءم مع مصالح البلاد.
وتوقع أن تجرى الانتخابات الرئاسية القادمة بيسر، قائلا إن بلاده تتطلع إلى مصر جديدة قوية بعد اجتيازها هذه العملية الديمقراطية.. وستبقى الهند دائما على استعداد لتقديم يد المساعدة لمصر إذا ما أرادت لتحقيق هذا الهدف.
وأشار إلى أن العلاقات الوثيقة بين شعبى وقادة البلدين ترجع إلى فترة ما قبل الاستقلال.. ورغم الكثير من التغيرات التى شهدها البلدان فإن العلاقات بينهما قد ازدادت قوة بمرور السنين.
وأعرب كريشنا عن اعتقاده بأن الثورة المصرية تعد فرصة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها.. قائلا "إنه ومن خلال الزيارات المتبادلة بين البلدين منذ بداية الثورة فقد أكدت الهند بكل وضوح على هذا الأمر، وقد جاء عقد اجتماع اللجنة المشتركة الآن ليؤكد على التزامنا بالحفاظ على التعاون الوثيق".
وأفاد كريشنا بأنه تنبثق من اللجنة المشتركة حاليا أربع لجان فرعية فى مجالات التعاون التجارى والاقتصادى، العلوم والتكنولوجيا، الثقافة، وتكنولوجيا المعلومات.. وقد شارك ممثلو الوزارات المعنية فى اجتماعات اللجان الفرعية لتقديم توصيات تحدد مجالات التعاون خلال الأعوام القليلة المقبلة.. وخلال اجتماع اللجنة المشتركة والاجتماعات الثنائية الأخرى التى تم عقدها مع المسئولين المصريين تمت مناقشة كافة أوجه العلاقات بين البلدين.
وحول كيفية زيادة أعداد السائحين الهنود الوافدين إلى مصر لتعود إلى ما كانت عليه، قال كريشنا إن أعداد السائحين الهنود الوافدين إلى مصر ازدادت بشكل كبير.. فهناك حوالى 100 ألف سائح هندى يفدون إلى مصر سنويا.. وتولى الهند أهمية خاصة لتشجيع السياحة، حيث إن هذا يؤدى إلى التواصل بين الشعوب.
واقترح الوزير الهندى فى هذا الصدد إطلاق حملات لترويج السياحة المصرية فى الهند.. منوها بأنه مع تحرير الاقتصاد بدأت أعداد السائحين الهنود فى الخارج ترتفع..قائلا "إنه من دواعى الارتياح رؤية مصر ضمن المقاصد السياحية التى يتجه إليها السائحون الهنود".
وعن تقييم الهند لثورات الربيع العربى وأثرها على العالم اليوم، وخاصة بعد صعود الإسلاميين سياسيا فى الكثير من هذه الدول، أعرب كريشنا عن ثقته بأن شعوب العالم العربى سوف تتخذ القرارات الصائبة من أجل تحقيق مستقبل أفضل لهم.. مؤكدا أن الربيع العربى يمثل رغبة الشعوب فى العالم العربى فى التغيير وهى فترة مهمة فى التاريخ المعاصر.
وقال إن الهند موطن للكثير من الديانات وتضم ثانى أكبر شعب مسلم فى العالم فى البلدان الديمقراطية، حيث يصوت الناس للأحزاب السياسية التى يختارونها من خلال انتخابات حرة نزيهة ينبغى احترامها، وستواصل العمل مع الأحزاب السياسية الجديدة من أجل تعزيز التعاون الهندى العربى.
كريشنا: الهند مستمرة فى دعم الموقف العربى من القضية الفلسطينية
الإثنين، 05 مارس 2012 05:15 م
وزير الخارجية الهندى إس.إم كريشنا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة