أسمع كثيرا كـلام عن كيف سوف نضع الدستور وهل سننجح فى وضعه، بجانب المزايدات والاعترضات والكلام المرسل وكـلام عن أن الشعب هو المصدر الأول ولكن الواقع الحالى لا يوحى بذلك، فدستور مصر الآن كالتفاحة كل الأحزاب تريد أن تأكل قطعة حتى ولو كانت صغيـرة، أما كلامهم عن الشعب فهو مجـرد كلام.
هذا هـو حال الأحـزاب دائمـا يسعـون إلى أن يكونوا نقطة البداية والنهاية برغم أن من جعلهم الآن مصدر القوة، هم الشعب، ولكنهم وللأسف لا يمثـلون الشعب بل يمثلون أنفسهم، أيضـا الأشخاص الذين ينتهزون الأوضاع لصالحهم لا أعلم لماذا يصـرون على أن يكونوا دائما فى دائرة الضـوء، ومن المفترض أن هذا دستور يمثل إرادة الشعب وليس دستور أشخاص أو أحـزاب أو هيئة حاكمة.
وإذا نظـرنا نظرة بسيطة نجد أن الدستور ليس قرآنا، بل هو مجموعة مـواد يتم وضعها بواسطة البشر، وإذا أردنا أن نضع دستورا يمثل شعب فطبيعى أن نختار أشخاص يضعـون مـواده التى تمثل الشعب، وإذا أردنا أن نغير أى مـادة من المـواد نستطيع أن نفعل ذلك إذا كان فى مصلحة الشعب.
ولكن على الجهة الأخـرى هناك من يريد أن يضع دستورا يعبر عن حزبه أو يحدث ائتلاف بين الأحزاب حتى يختاروا مواد توافق لصحالهم، وأعتقد أنه حان الوقت لكـى ننهى هذه المهزلة.. وكل السلطات فى يد السلطة الحاكمة ويفترض على السلطة الحاكمة أن تفهم ما يريده الشعب، وأن من يشارك فى وضع الدستور يكـون شخصا معروفا عنه النزاهة وأن لا يمثل أى تيـار سياسى، هكذا يكون دستور الشعب، وفـى النهاية الدستور يتغير بإرداة الشعـوب.
