صحافة آخر زمن!!

اندهش الملايين ولكننى لم أندهش.
الملايين لم يصدقوا ما سمعوه بآذانهم من رئيس القسم الرياضى فى صحيفة الأهرام، وهو فى الوقت نفسه مقرر رابطة النقاد الرياضيين فى إذاعة الشباب والرياضة.. واعتقد الملايين أن المتحدث هو أحد جماهير النادى المصرى من المتعصبين للفريق أو من رابطة المشجعين.. سأله المذيع عن رأيه فى أحداث مذبحة جمهور الأهلى فى بورسعيد، والتى راح ضحيتها أكثر من 150 بريئا نحتسبهم عند الله شهداء بعد مباراة المصرى والأهلى فى الدورى العام لكرة القدم فى الأول من فبراير الماضى.

أقول إن الملايين اندهشوا، لكننى لم أندهش لأننى أعرف ميوله وثقافته وكراهيته الهائلة للأهلى فى كل جوانب الحياة.. وهو الأول فى العالم فى الهجوم على الشهداء من ألتراس الأهلى بعد ساعات قليلة من المذبحة المروعة فى مقال، أكد أن حياة وأرواح البشر لا تمثل أمرا مهما فى الصحافة المصرية.

أعود لما قاله المدعو مقرر رابطة النقاد الرياضيين المصرية، ورئيس القسم الرياضى فى الأهرام، أنه من غير المنطقى تطبيق عقوبات على النادى المصرى سواء هبوطه إلى دورى الدرجة الثانية، أو توقيع أى عقوبات أخرى، حتى ولو كانت مالية، مشيرا إلى براءة مجلس إدارة النادى من المذبحة.

وأثبت الصحفى الذى اختاره زملاؤه مقررا لرابطتهم، أنه لا يعرف شيئا عن تاريخ الرياضة وأحداثها، ولا يعلم شيئا عن لوائح الرياضة.. وقال إن نادى ليفربول الإنجليزى لم يهبط إلى الدرجة الثانية فى إنجلترا، عندما تسبب جمهوره فى مذبحة ملعب هيسيل فى بلجيكا فى نهائى دورى أبطال أوروبا لكرة القدم، ضد يوفنتوس الإيطالى عام 1985 ومات 39 مشجعا فقط.. واكتفى الاتحاد الأوروبى بإبعاده عن المسابقة لخمس سنوات فقط.

أولا: لم يلحظ الصحفى أن ليفربول ارتكب مخالفته فى بطولة أوروبا، وليس بطولة إنجلترا، وهو نال أقسى عقوبة فى تاريخ بطولات أوروبا.. ثانيا: لا يعرف الصحفى أن ليفربول أوقف ست سنوات، وليست خمساً فقط.. ولا يعرف أيضا أنه منع من المشاركة التى ارتكب فيها الشغب لست سنوات، وهو الأمر الذى يساوى منع المصرى من اللعب فى الدورى العام ست سنوات أو مضاعفاتها وفقا لعدد الشهداء.

وعندما أحرجه المذيع بالحديث عن لوائح الفيفا، أكد الصحفى مزيدا من عدم الإلمام بالرياضة، وإصرارا على الدفاع عن الباطل قائلا: أين كانت لوائح الفيفا فى الماضى؟
صحافة آخر زمن!!