ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أمس الأحد، أن الأزهر الشريف فى مصر يستعد لممارسة نفوذ واسع على الدور السياسى للدين.
وقالت الصحيفة فى تقرير لمراسلها جريف ويت إنه بعد مرور ما يزيد على العام من الثورة والإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك فإن كل شىء فى مصر تشعر إنه مباح.
وأضافت أن الجدل حول روح الأزهر يحمل سمة خاصة فى مصر وأنحاء العالم الإسلامى، وأوضحت الصحيفة إنه فى الوقت الذى كان فيه الشرق الأوسط يغلى بشأن الدور المناسب للدين فى الحياة العامة، فإن الأزهر يستعد لاستخدام نفوذه الواسع على كيفية تطبيق الإسلام السياسى فى أنحاء المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مصلين فى الجامع الأزهر قولهم، إن الأزهر الذى كانت الحكومات المصرية الاستبدادية على مدى عقود تختار شيخه يستعيد الآن مكانه الصحيح باعتباره الصوت الأعلى فى العالم للإسلام السنى، وأنه بدأ ينفض التراب المتراكم عليه.
وقالت إن هناك الآن قوى من كافة أطياف القوى السياسية والدينية فى مصر من بينها جماعة تتبع النهج السعودى فى الإسلام تناور من أجل التأثير على الأزهر.
وأضافت الصحيفة، أن الأزهر منذ تأسيسه فى القرن العاشر الميلادى يحمل لمسة لا تضارع من الفكر الإسلامى ويقود المؤمنين فى فهمهم للعقيدة ويقوم بتعليم الملايين عبر جامعته الفريدة ونظامه التعليمى.
إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن الأزهر فى العقود الأخيرة تعرض لاستغلال بارتباطه بسلسلة من الزعماء المصريين الذين استغلوا الاسم الطيب للمؤسسة لإعطاء سياساتهم نوعا من المباركة الدينية، وأوضحت أنه منذ عام 1961 فإن رئيس الدولة هو الذى يعين شيخ الأزهر مباشرة وأن الكثير من المصريين ينظرون إلى الأزهر على أنه أصبح أداة تخضع لسيطرة الدولة.
وقالت إن هناك إجماعا واسعا عقب ثورة 25 يناير بين السياسيين فى مصر على أن الأزهر يحتاج إلى مزيد من الاستقلالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن شيخ الأزهر الحالى أحمد الطيب عالم كبير درس بجامعة السوربون الفرنسية، ويؤمن بالحوار بين الأديان، وله فتاوى تقدمية، ولكنه كان عضوا فى المكتب السياسى فى الحزب الوطنى المنحل الذى كان يرأسه مبارك وهو الذى عينه فى منصبه.
وأوضحت أن الجماعتين الدينيتين الرئيسيتين فى مصر (الإخوان المسلمين والسلفيين) اللتين يستحوذ الحزبان الممثلان لهما على أغلبية المقاعد فى مجلس الشعب المصرى يعملان بالفعل على إصدار تشريع يجرد شيخ الأزهر من تولى المنصب طيلة حياته، وهذا قد يمنحهما كلمة فى اختيار خلف للطيب.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى موافقة المجلس العسكرى الحاكم فى مصر على قانون بتفويض لجنة من العلماء يناط بها اختيار شيخ الأزهر، ولكنه فوض الطيب باختيار أعضاء هذه اللجنة.
إلا أن السياسيين من حزب النور والإخوان اللذين لا يعترضان على قرارات المجلس العسكرى فى قضايا عديدة، وفقا لقول الصحيفة، يقولون إنهم سيقفون ضد هذا لأنهم يعتبرون الطيب من فلول نظام مبارك.
ونقلت الصحيفة عن محمد نور المتحدث باسم حزب النور السلفى قوله "تحرير مؤسسات الدولة مثل الأزهر أكثر أهمية لنا من انتخابات الرئاسة أو وضع الدستور".
واشنطن بوست: الأزهر يستعد لممارسة نفوذ واسع على الدور السياسى للدين
الأحد، 04 مارس 2012 03:01 م
الأزهر الشريف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة