تأمل المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، تحديدا الأسماء المتواجدة منذ شهور، معظمهم تجاوز السبعين من العمر، عمرو موسى وسليم العوا وحتى د. البرادعى، الذى انسحب من السباق، أما د. عبدالمنعم أبوالفتوح فقد تجاوز الستين، أصغرهم حمدين الصباحى - 58 سنة - وربما يكون هناك مرشحون محتملون أصغر فى العمر، لكن لم يبرزوا على الساحة بعد.
تاريخ الجمهورية فى مصر، يؤكد أن عمر الرؤساء كان أصغر من ذلك بكثير، حين الصعود إلى السلطة، أول رئيس للجمهورية كان عمره 52 عاما وهو اللواء محمد نجيب، تلاه الرئيس جمال عبدالناصر وكان عمره 36 سنة حين صار رئيسا للجمهورية، وانتقل عبدالناصر إلى ذمه الله وهو فى الثانية والخمسين من العمر، وفى الأعوام السابقة حين كان جمال مبارك يقدم لنا على أنه «الشاب»، كنت أقول إن عبدالناصر هز مصر والعالم وكتب تاريخه كله وهو أصغر سنا من «الشاب» الذى يتم التبشير به والترويج له.
أما الرئيس السادات فقد صار رئيسا للجمهورية وهو فى الثالثة والخمسين من العمر، كان يكبر عبدالناصر فى العمر بعام واحد، ومن المفارقات أن مبارك تولى الرئاسة وهو فى نفس السن، الثالثة والخمسين من العمر، ورحل السادات عنا وعمره 64 عاما، أما مبارك فعمر طويلا، وربما تكون تلك مأساته الكبرى.. اليوم نجد أمامنا السادة المرشحين وفيهم من تجاوز الخامسة والسبعين وأصغرهم يزحف نحو الستين رغم أننا نعيش ثورة والنظام الجمهورى فى مصر ولد فى أحضان ثورة، هى ثورة 1952.
حينما كان موقع رئيس الجمهورية شاغرا سنة 1954، تصور عبدالناصر - كما روى الأستاذ هيكل - أنه لا بد للرئيس أن يكون رجلا كبيرا.. محنكا وخبيرا، لذا أرسل إلى فيلسوف الليبرالية المصرية ومترجم أرسطو إلى العربية لطفى السيد ليكون رئيسا، فرد الرجل الحكيم بأن الشباب الذين خاضوا تجربتهم فى 1952 عليهم أن يظهروا للنور ويقدموا أنفسهم وتجربتهم للرأى العام وللعالم أيضًا، وهكذا تقدم عبدالناصر، ربما كان لدى لطفى السيد أسباب ودوافع أخرى للاعتذار، لكن هذا ما قاله وما وضح لنا فى الخطوات العملية على الأرض.
اليوم نجد الكبار يتدافعون ويقاتلون من أجل ذلك المنصب، وهو شعور نبيل، أن يرى الإنسان فى نفسه رغم تقدم السن والعمر قدرة على العطاء وتقديم ما لديه من خبرة وتجربة، لكن ماذا عن الشباب؟ أقصد من هم حول الأربعين من العمر أو على حافة الخمسين، ليس فقط لأننا نعيش لحظة ثورية، ولكن هذا هو العمر السائد بين الحكام الآن، خارج منطقتنا، تأمل رئيس وزراء بريطانيا أو الرئيس الأمريكى وغيرهما.
أدرك أن العقدين الماضيين فى مصر وضعا السيادة للكهولة وللكهول فى مصر، وبات سن الشباب ينحصر عند من هم فى الستين، أما من دون الستين فكانوا يعدون «عيال».. ومازالت بقايا هذه المرحلة تطغى علينا وعلى سلوكنا وأخشى القول على اختياراتنا كذلك.
سوف يفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية السبت القادم، 10 مارس وسوف نعبر مصطلح «المرشح الرئاسى المحتمل» لنكون بإزاء المرشح الرئاسى فقط، وأتمنى أن يبرز لدينا أكثر من مرشح، خارج الأسماء المطروحة علينا، ومن هم فى سن الشباب، وغنى عن القول أن أكثر من ثلثى سكان مصر هم فى تلك السن، فضلا عن أننا نطمح لتجديد مصر وإعادة بناء الدولة وهذا يقوم به - أفضل - أبناء الأجيال الجديدة، وليس الجيل الذى كون معظم خبراته وتجاربه فى ظل الحكم الاستبدادى والتسلطى.. إلا إذا كنا نرى أن السنوات الخمس القادمة سوف تكون كلها مرحلة انتقالية.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود خالد
أيها الشباب تقدموا..فهذا أملنا وأملكم
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام قطب
ربنا يعميك
عدد الردود 0
بواسطة:
أيــــــــــــــــــــوب
الى التعليق رفم 2 والاخلاق الاســلاميه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمدحافظ الازهرى
اللهم ثبت لنا عقولنا