د. عبد المنعم عمارة

عصام شرف أضاع فرصة عمره.. وكذلك الجنزورى

الأحد، 04 مارس 2012 03:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما قد أكون قد تابعت د. الجنزورى، رئيس الوزراء، فى عهده الجديد، لا أقصد الجنزورى 95 ولكن الجنزورى 2012، هناك أسباب كثيرة لذلك، أهمها أننى أعرف الرجل منذ أن كان محافظا لمحافظتين لم يستمر فيهما أكثر من أشهر معدودة، وصولا إلى رئاسة الحكومة المصرية.. بالطبع أعرف آداءه وتفكيره، والأهم أننى أعرف شخصية الرجل لأننى عملت معه.
متابعة آدائه كان وراءها سؤال: ماذا سيفعل الرجل والزمان غير الزمان، والناس غير الناس، والجو السياسى العام فى مصر ليس الجو الذى عمل فيه، وأصدقاؤه الصحفيون الكبار قد رحلوا وتركوا مواقعهم ولن يكونوا وراءه يؤيدونه كما كانوا يفعلون فى حكومته فى التسعينيات، حتى مقر رئاسة الحكومة الذى يعطى الأبهة، ويعطى القوة والسلطان لم يدخله، أو دخله بعض الوقت، كما قالت الصحافة على دماء شهداء مجلس الوزراء؟
لم يشغلنى أداؤه اليومى، أو أداؤه العام، أو كيف اختار رجال حكومته، فهو لم يكن سيخرج عن تشكيل لجان، وعقد لقاءات مستمرة وطويلة، وهو نفس أسلوبه فى رئاسته الأولى.

ولكن بصراحة كنت متحمساً لأرى أداءه فى مجلس الشعب، فهناك ستكون المواجهة والاختبار الحقيقى، فقد قال- وكان محقًا- إن الوجوه التى أمامه ليست هى نفس الوجوه القديمة.
رصد الدكتور الجنزورى فى مجلس الشعب، من وجهة نظرى، ووجهة نظر كثيرين من الذين يعرفون شخصيته، كان هو الأمر المثير، فهل سيدخل الرجل المجلس بنفس الشخصية، شخصية التسعينيات؟، هل نفس الثقة فى النفس، التى يراها البعض تصل إلى مرحلة الغرور، مازالت موجودة فيه، أم أن الرجل سيرى أنه الآن فى الموقف الأضعف، خصوصاً بعد الاعتراضات التى أثيرت حوله من كثيرين، خاصة الشباب، شباب الثورة، هل ذلك سيؤثر فيه أم لا؟
هل بيانه كان سيكون ككل البيانات السابقة له أمام البرلمان؟ أم أنه سيراعى أن الموقف على الأرض قد تغير، والظروف السياسية الداخلية قد تغيرت تماما، كما أن القوى السياسية الآن فكرها مختلف وسياستها مختلفة، إخوان مسلمين، سلفيين، ليبراليين، الآراء مختلفة والاتجاهات السياسية متعددة، فهم ليسوا نواب الحزب الوطنى الذين كانت تحركهم شخصية واحدة، سواء الراحل الشاذلى أو عز، فالنواب زمان كانوا فى خدمة الحكومة، ولكنهم الآن يريدون تغيير الحكومة.

ويبدو لى أن الرجل هو هو لم يتغير، فيرى البعض أنه أتى لموقعه فضلا منه على مصر، كما قال منتقدوه، أو أنه مبعوث العناية الإلهية لمصر كما قد يظن هو على ضوء تفكيره القديم الذى يرى البعض أنه لم يتغير، وفيما يلى بعض مقتطفات لآراء إعلاميين ونواب يمثلون التيارات المختلفة عن دكتور الجنزورى وبيانه وآدائه التنفيذى.

حضرات القراء
النائب سيد نجيدة، رئيس لجنة الصناعة: بيان الجنزورى يقدم تبريرات واعتذارات عشوائية ومطاطة، ويرى النائب أحمد دياب أنه ليس بيانا، إنما يحتاج إلى بيان آخر، ونائب آخر يقول إنها حكومة جاءت من عمق التاريخ، ومازالت ترتبط بالنظام السابق، فهى حكومة قديمة بمنهجها وأسلوبها وكثيرين من أشخاصها، ورأى آخر قال إن حكومته هذه أقرب إلى حكومته التى أدى يمينها أمام حسنى مبارك فى التسعينيات، فهى حكومة موظفين تقليديين. النائب إبراهيم منصور قال: كأن الجنزورى يتحدث أمام حسنى مبارك كما كان فى السابق إلا قليلاً، فبيانه لا يعبر عن حكومة جاءت لإنقاذ المجلس العسكرى الذى أدار البلاد بالفشل. جريدة التحرير والكاتب إبراهيم عيسى كتبوا أن الجنزورى يعرض إنجازاته فى عهد المخلوع، وأن المجلس العسكرى أتى برئيس حكومة ردت فيه الروح بعودته للكرسى، فصارت مهمته الرئيسية التى لا يخلع ملابسه من أجلها، أن يبشرنا بأن مصر لن تركع، والخوف يا دكتور أن مصر بفضلكم لن ترجع.

الكاتب وائل عبدالفتاح قال: الجنزورى شخص فى ماكينة إنتاج النظام القديم، لا يلعب دوراً محورياً كما كان أيام مبارك.. وقال آخر إن بيان الجنزورى هم فوق الهم، وبلاء فوق البلاء.
وأخيراً، وهذا مهم، ما قاله النائب حسين إبراهيم، زعيم الكتلة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة، إن الأغلبية تتجه لسحب الثقة من الحكومة، وسيكون مخطئاً لو تصور أنه سيحصل على الثقة بعد هذا البيان الضعيف، فلو كان لديه أفضل مما عرضه لتقدم له.
لخصت جريدة التحرير ما كنت أراه، وهو أن الدكتور الجنزورى رغم مرور السنوات، وسقوط نظام مبارك، وانتصار الثورة، لم يتغير.

حضرات القراء
فى ظنى أن الدكتور الجنزورى جاءته فرصة التألق ولم يستغلها تماماً، كما حدث مع الدكتور عصام شرف، ويبدو أن الطبع يغلب التطبع، ولأننى أعرف أن طموح الرجل لا حدود له، كما كان أيام مبارك فى العمل للوصول إلى أن يكون نائبا لرئيس الجمهورية، وكان يمكنه أن يستغل الفرصة للوصل إلى منصب الرئيس القادم، لكن يبدو أن جنزورى التسعينيات هو جنزورى 2012، وجنزورى مبارك هو هو جنزورى زمن الثورة.

خيرت الشاطر رئيس الحكومة القادم
هل خيرت الشاطر القيادى البارز فى الإخوان المسلمين هو نجم السياسة القادم، هل هو بطل الفيلم السياسى الجديد لمصر الثورة، هل هو طيب أردوغان مصر، أم هو مهاتير محمد رئيس ماليزيا.. أو مانديلا جنوب أفريقيا؟
أنا لا أعرف الرجل ولا أعرف كيف يفكر؟ ولا أعرف قدراته ولكن ما سمعته أنه رجل أعمال ليس من رجال الأعمال الكبار وما أعلمه أنه المحرك المالى أو هو خزينة الإخوان المسلمين أو فلنقل إنه المفكر الاقتصادى للإخوان الآن ولمصر فى الأيام المقبلة، الرجل سجن وصودرت أمواله فى عهد النظام السابق وكنت متعاطفاً معه لأننى كنت أشعر أنه مظلوم، وكان تأثرى يزيد عندما كنت أرى بناته، وهن يناضلن من أجله.

عزيزى القارئ
فى خطوات دراماتيكية مفاجئة لكنها كانت متوقعة خرج من السجن بقرار من المشير طنطاوى، ولماذا هو لا وعبود وطارق الزمر قد خرجا كذلك.
فى البداية بدا لى أن خروجه حق طبيعى بعد الظلم الذى تعرض له وأن أقصى ما سيفعله هو أن يعود ويدير أعماله التى توقفت أو تعطلت بسبب السجن.
ويبدو أننى كنت مخطئاً فقد رأى البعض أن هذا الخروج «سيم» بينه وبين المجلس العسكرى لأن هناك اتفاقًا على أن يكون هو رئيس الوزراء القادم بالرغم من إعلان المجلس العسكرى أن حكومة الجنزورى مستمرة ولن تُقال.

ولكن ما يجعل الفأر يلعب فى عبك، هو تحركات وأقوال وأفعال الإخوان المسلمين وحزبهم حزب الحرية والعدالة، بالإضافة إلى تحركات وأقوال الرجل نفسه.
حمله مكثفة من الحزب بأهمية تشكيل حكومة ائتلافية لتحل محل حكومة الجنزورى يتبعها حوارات فى الفضائيات وفى الصحافة لتهيئة الرأى العام، أتبعوها بحملة ضد حكومة الجنزورى عندما قال زعيم الأغلبية: نتجه لسحب الثقة من الحكومة، وسيكون الجنزورى مخطئا لو تصور أنه سيحصل على الثقة بعد هذا البيان الضعيف فلو كان لديه أفضل مما عرضه لتقدم له.
ويمكن القول إنهم نجحوا فى تهيئة المسرح لحكومة جديدة يرأسها الرجل حتى إنهم استطاعوا إقناع حزب النور السلفى بالتراجع عن رفضهم لإقالة الجنزورى.

حضرات القراء
يبدو أننا سندخل معركة سياسية جديدة داخل البرلمان عند مناقشة بيان الحكومة، معركة بينهم وحكومة الجنزورى معركة مع المجلس العسكرى الذى يرفض إقالتها ولا يوافق على تشكيل حكومة جديدة، ويبدو هنا أن سياسة الإخوان المسلمين وحزبه هى سياسة جون فوستر دالاس حافة الهاوية on The Brink التى تعنى الوصول بالأزمة إلى مرحلة الحرب أو مرحلة السقوط فى الهاوية ثم التوقف فجأة عن السقوط.
سؤال: هل هذه ستكون سياسة دائمة وثابتة مع الإخوان المسلمين تتم الآن مع المجلس العسكرى ثم مع حزب النور والأحزاب الليبرالية الأخرى ثم مع جمعيات منظمة المجتمع المدنى.
تسألنى: هل سيفعلونها.. أشك، فخطابهم السياسى أصبح أكثر ذكاء.
لكن قد نقول مبروك لنجم السياسة القادم خيرت الشاطر.. الله أعلم.

مشاعر
> د. سليم العوا مرشح الرئاسة.. بصراحة يحيرنى، يوم أعجب به ويوم آخر يتلاشى إعجابى، متحدث لبق، وشخصية جاذبة، ومع ذلك لا يستفيد بهاتين الصفتين، بداية جيدة هاجم فيها المجلس العسكرى بعنف، وتحول لمزيد من اللين والرقة والدفاع عنه، نقطعة ضعفه هى مواقفه من المجلس العسكرى التى أصبح يهاجم بسببها، مما جعله يستدرك، ويعلن أنه لن يسمع بأى وضع استثنائى للجيش، ولو جاء من الدستور فسأكون أول معارضيه حتى لو كنت رئيسًا.. سؤال للرجل أين نظرية يحيا الثبات على المبدأ؟
> حزب النور السلفى.. فى رأيى أنه كان ويستطيع أن يكون رمانة الزمان فى مجلس الشعب بل وفى كل الشؤون السياسية فى مصر، قد يبدو فترات أنه يغير فى خطابه السياسى المثير الذى يقلق الشعب، ممكن ولكن الأهم هو كيف يعمل على أن يكون رمانة الميزان فى بناء مصر المستقبل.. وبلاش يقول الرئيس القادم فى ملعبنا بسبب المساجد التى نسيطر عليها من فضلكم خطوة للأمام.

> اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية.. أعذره فى بعض المواقف غير المقنعة، فلرجل التحديات التى يقابلها تحتاج إلى أكثر من وزير ويا حبذا لو طبق تجربة الداخلية القديمة بتعيين نائب له كتجربة اللواء النبوى والدكتور عبدالكريم درويش على ما أذكر.. خسر كثيراً الناس البسطاء عندما لم يصرح لحسين مجاور رئيس اتحاد العمال السابق والمتهم فى قضية معركة الجمل بالخروج لحضور تشبيع جنازة ابنه الشاب.. موقف غير إنسانى وتصرف غير مبرر، وإذا كان مبرراً فعليه أن يوضح الأسباب للمصريين.

> د. عماد البنانى رئيس المجلس القومى للرياضة.. أنا سعيد به، وأتمنى له النجاح فهو شخصية مثقفة ومتحضرة، فقط لم أفهم تصرفاته الأخيرة من تحويل مجلس إدارة الأهلى للنيابة العامة، وهو يعلم الظروف التى يمر بها النادى، وتحويل اتحاد الكرة بعد استقالة مجلس الإدارة وليس قبلها وفوق البيعة حوّل اتحاد المصارعة والتايكوندو ورفع الأثقال.. كان عليه أن يراعى الظروف الصعبة التى تمر بها النيابة العامة من كثرة المعروض عليها.

> قضية التمويل الأجنبى.. كتبت مقالة فى «اليوم السابع» الأحد الماضى عنوانها: أزمة مصر وأمريكا براءة أم إدانة؟.. ما قرأته اليوم يشير إلى أنها براءة بعد تنحى المحكمة وبعد رفع أسماء 16 متهما أمريكيا من كشوف الممنوعين من السفر.. يا حضرات المسؤولين ومن يطلع السلم فعليه أن يعرف كيف ينزل.. والذى يختار الطريق عليه أن يعرف إلى أين سينتهى هذا الطريق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مش صعب على الفهم ،،، أكيد هو ده اللي اسمه (Hosni)

((((( يمكنك ان تجهز عدة بدل بيضاء قبل الحجز على ثرواتنا المنهوبة لديك )))))

عدد الردود 0

بواسطة:

adel elnemr

الطفل المعجزه

عدد الردود 0

بواسطة:

نورة فوزى

قارىء مأجور

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد عاطف

خارج الأسوار

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة