مؤسسة استطاعت إثبات نفسها فى وقت قصير وأثرت فى الكثير من الشباب المصرى وهى جمعية صناع الحياة والتى تطوع تحت مظلتها العديد من الشباب المصرى وتقدم الخدمات المجتمعية والتطوعية وأخيرا أطلقت مبادرة استحقت التوقف أمامها وهى مبادرة "العلم قوة" لمحو الأمية، وكان وراء كل ذلك فكر وتخطيط من الجندى المجهول والمؤسس للفكرة، وهو الدكتور محمد يحيى صاحب فكرة صناع الحياة ورئيس مجلس أمناء مؤسسة رايت ستارت للتنمية ومقرها لندن.
◄ فى البداية.. كيف كانت بداية صناع الحياة؟
دعينى أعود بك الى الوراء، حيث إننى سافرت إلى بلاد كثيرة وشعرت بالفارق الكبير بين تلك البلاد، فنحن نستطيع تحقيق الكثير، والأمر ليسر مرتبطا بإمكانيات مادية بقدر احتياجه إلى أفراد يستطيعون تحسين مستوى المعيشة، وكى يتحقق ذلك يجب أن يتعاون كافة شرائح المجتمع وأهمها شريحة الشباب، فالحكومة وحدها لن تستطيع تحقيق ذلك، لذا كان تركيز صناع الحياة على الشباب لنعيش حياة أفضل.
وفى نفس التوقيت كانت تربطنى علاقة صداقة قوية مع الدكتور عمرو خالد الذى كانت له رسالة دينية ولديه قبول لدى قطاعات عريضة من الشباب المصرى، ومن هنا استشعرت بدوره لنقل طاقة إيجابية للشباب ليزرع طاقة إيمانية فى نفوس الشباب، ومن هنا تتحول الى طاقة حركة للتغيير المجتمع للأفضل وكانت تلك هى البداية.
◄ ما الذى حققته جمعية صناع الحياة على أرض الواقع؟
كنا نستهدف من صناع الحياة منذ البداية نشر فكر العمل التطوعى لدى الشباب، فنحن نشهد زيادة سكانية وكان يجب علينا الاستفادة منها وإيجاد فرص عمل ونشر قيمة الأمل للشباب، وهو ما استطاعت صناع الحياة تحقيقه فمن خلال ممارسة العمل التطوعى يستطيع الشاب اكتساب خبرات ومهارات حياتية تساعده فى الوصول على فرصة عمل وأنا أكون فى منتهى السعادة عند وصول أى من شباب صناع الحياة إلى مراكز مرموقة.
◄ كيف استطاعت جمعية صناع الحياة أن تكون مختلفة عن باقى المؤسسات الأهلية فى مصر؟
منذ 25 يناير ونحن نتوقع أشياء كثيرة أكبر مما تحقق فى الفترة السابقة التى كان يُمارس فيها العديد من المضايقات على عملنا، والآن نحن نتمتع بالحرية، والتحدى الحقيقى الآن أصبح فيما نستطيع فعله فقد أصبح بإمكاننا تحقيق أحلامنا وأفكارنا التى طالما منعنا من تحقيقها سابقا، وكانت جميعها تتعلق بالنهضة وكيفية تحقيقها بشكل فعلى لتكون مصر فى المكانة المنشودة لها، فنحن فى الترتيب الاقتصادى العالمى رقم 94 ضمن 142 دولة، وهذا ترتيب متأخر جدا بالنسبة لمصر التى تستحق أن تكون أعلى كثيرا.
◄ وما هى حجم المضايقات التى تعرضتم لها فى ظل النظام السابق؟
على الرغم من أن أفكار صناع الحياة كانت مفيدة مثل التوعية من المخدرات أو المشروعات الصغيرة أو التوعية الصحية، إلا أننا فى ظل الواقع السياسى المستبد قبل 25 يناير كنا نتعرض فيه للعديد من المضايقات حتى إننا كنا نسجل فروع الجمعية بأسماء أخرى غير صناع الحياة حتى نتمكن من التسجيل، إلى جانب مشروع إنسان الخاص بالمشروعات الصغيرة، والذى منعنا من إطلاقه بهذا الاسم، وكانت المضايقات الأصعب والأشد هى منع الدكتور عمرو خالد المتحدث باسم الفكرة من الوجود فى المؤسسة وألا يكون له صلة من قريب أو بعيد بها.
◄ لمصلحة من التضييق الذى كان يمارس عليكم؟
هذا التضييق يرجع إلى ما كانت عليه مصر، فالمجتمع كله كان يدار من أجل هدف واحد وهو الحفاظ على الكرسى ثم توريثه لشخص محدد دون النظر إلى مستوى معيشة المواطن البسيط، وكنا نعيش فى ظل ظروف أصعب من تلك البلاد التى تعانى من احتلال، فنحن كنا نظن أن إخواننا فى فلسطين يعيشون فى مستوى أفضل مقارنة بكثير من المصريين كالمصريين الذين يبنون فى المناطق الزراعية لعدم وجود مكان يعيشون فيه، أطفال الشوارع تلك القنبلة الموقوتة التى نعانى منها لوجود أطفال بلا مأوى ولا تعليم، والأمراض التى نعانى منها والمياه الملوثة، وكل ذلك يرجع إلى إهمال التنمية والحفاظ على الكرسى فقط.
◄ ما الذى تحتاجه مصر كى تنهض فى الفترة القادمة؟
لكى تنهض مصر لابد أن نبدأ باختيار المجال الذى نريد أن نتميز به على مستوى العالم ليكون لدولة مصر وظيفة نتعامل بها فى العالم كالأفكار المطروحة لوجود سوق للمنتجات المصرية، ولكن الأفضل حاليا بالفعل هو التعرف على متطلبات العصر الذى نعيشه ونطوع الوسائل التكنولوجية لنتخصص فى مجموعة من الخدمات أو السلع ونتقنها من ناحية الجودة وبسعر رخيص ومن هنا نطور التعليم بحيث يتناسب والقوانين أيضا لتتواءم مع تلك الصناعة ولكننا للأسف الآن مشغولون بانتخاب الرئيس القادم وبالأوضاع السياسية ولا نهتم بتلك الفكرة.
◄ لماذا اخترتم "مبادرة العلم قوة" رغم وجود العديد من المجالات التنموية؟
لأن الأمية فى مصر هى عار على جبيننا جميعا فنحن منذ عهد محمد على وقد توجهنا نحو التحديث وكان لدينا رموز وقامات فى الفكر والأدب والشعر فأين نحن الآن من ذلك؟! فنحن لدينا نسبة عالية جدا من الأمية مقارنة بباقى الدول، كذلك كيف لنا أن ننهض وربع الشعب المصرى لايقرأ فتلك هى المبادئ الأساسية للتفاهم فالأمية هى شلل فى طريق النهضة فنحن وسط أسوأ دول مع باكستان وبنجلاديش من ناحية تفشى الأمية.
◄ ماهى رؤيتك للحملة التى انطلقت مؤخرا لتعليم 50 ألف مصرى؟
نحن نريد أن نعلم القراءة والكتابة لـ 120 ألف مصرى فى 8 محافظات فى عام كتجربة، إذا استطاعنا ذلك سوف يتم تعميم الفكرة لتكون دليلا على جديتنا سنعمل بعدها على تحقيق هدفنا الأكبر وهو محو الأمية فى مصر خلال 5 سنوات.
◄ وماهى المعوقات الحقيقية فى طريق تنفيذ ذلك؟
العقبات أمامنا المتطلبات لتوفير تعليم هذا العدد المتمثلة فى الشباب الذى سيقوم بالتدريس، ولكن العقبة الحقيقية هى الفصول التى سيتم التدريس بها، والحوافز المادية والعينية التى سيتم تحفيز الأميين بها.
◄ أخيرا.. ما المعوقات التى تواجه العمل التطوعى فى مصر بشكل عام؟
ما يواجه العمل الأهلى هو ما يواجه العمل بشكل عام فى مصر من بيروقراطية وعدم احترام للوقت فنحن نعمل فى أقدم حكومة فى العالم وتلك تعد ميزة إذا قصدنا بها العراقة، ولكنها ليست ميزة لانها تعنى الفكر القديم والنظم الإدارية القديمة فنحن نحتاج تطويع التكنولوجيا فى تعاملتنا بشكل كبير.
رئيس مجلس أمناء مؤسسة "رايت ستارت": تعرضنا للعديد من المضايقات وأشدها منع عمرو خالد من العمل معنا.. وسياسة النظام السابق أساسها الحفاظ على الكرسى ثم توريثه دون الإهتمام بهموم المواطن البسيط
الأحد، 04 مارس 2012 01:44 م