بوتين يعلن فوزه فى الانتخابات الروسية رغم استمرار الفرز.. حصد 68.8 % فى الجولة الأولى بينما حصل زيوغانوف على 17.2 % .. والمعارضة: فلاديمير "قيصر" يريد أن يبقى رئيساً لموسكو بقية حياته

أعلنت اللجنة الانتخابية الروسية فوز رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التى جرت الأحد بحصوله على 61.8% من الأصوات وذلك بعد فرز 14.5% من صناديق الاقتراع.

وأعلن رئيس الوزراء الروسى فلاديمير بوتين فوزه فى انتخابات الرئاسة فى البلاد، فى وقت متأخر من مساء الأحد بتوقيت القاهرة، وقال بوتين أمام حشد من آلاف قرب الساحة الحمراء فى موسكو "لقد فزنا ولا تزال عملية فرز الأصوات مستمرة".

أضاف بوتين وسط حشد من مؤيديه الذين تحدوا البرد فى الساحة الحمراء، "لقد فزنا فى معركة مفتوحة ونزيهة".

وحصل بوتين على 63.4 % من نسبة الأصوات التى بلغت 30 %، يوم الأحد، وتعد هذه النسبة كافية لتجنبه من إجراء جولة إعادة مع منافسه الأقرب غينادى زيوغانوف، المرشح عن الحزب الشيوعى، الذى حصد 17.23 %، أما المرشحون الثلاثة الآخرون فكانوا فى خانة واحدة ولم يحصدوا الكثير.

وقال بوتين (59 عاما) الذى قضى فترتين كرئيس، من 2000 إلى 2008، إنه ذهب للعمل كرئيس للوزراء فى عهد الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف، لكنه استمر فى الهيمنة على الساحة السياسية الروسية، على الرغم من الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة ضد حكومته منذ ديسمبر، وأظهرت استطلاعات الرأى قبل الانتخابات أنه على الطريق الصحيح لاستعادة هذا المنصب مجددا بعد 4 سنوات من الفراق.

وكان المطلوب هو نتيجة ليست أقل من 50٪ بالنسبة لبوتين، كى يتجنب إجراء أى جولة إعادة مع المرشحين المنافسين.

وقال إيليا بانومراف، وهو عضو فى البرلمان من المعارضة "إنه لم يشعر أن هناك عملية فرز عادلة فى الأصوات، مؤكدا أن الكثير من استطلاعات الرأى قبل الانتخابات، قالت إن بوتين سيتلقى حوالى 40٪.

وأضاف لشبكة سى إن إن الأمريكية أن " بوتين لا يزال واحدا من أكثر السياسيين شعبية فى البلاد، وربما السياسى الأكثر شعبية فى البلاد، وأنه من الطبيعى تماما أنه تلقى أغلبية الأصوات.

وقال المتحدث باسم بوتين قبل يومين من إجراء الانتخابات "إن الاحتجاجات العامة التى تجتاح البلاد على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، قد تكون 70 ألفا، ولكنها أقلية ولا تعبر عن الغالبية العظمى من السكان، وإذا نظرنا شرقا سنرى الكثير والكثير من المدن الكبيرة والبلدات الصغيرة والسكان التى تدعم بوتين".

وقالت المعارضة لشبكة سى إن إن فور إعلان فوز بوتين "إن فلاديمير بوتين سيعين نفسه قيصرا، "وسوف يحاول أن يبقى الرئيس الروسى لبقية حياته، ونحن بحاجة لمحاربته ومنعه من الوقوع فى أسر السلطة، وهدفنا هو الحفاظ على الضغط على بوتين مستمرا".

يواجه بوتين فى الانتخابات أربعة منافسين، سبق له أن هزم ثلاثة منهم فى انتخابات سابقة، وهم: غينادى زيوغانوف، وزعيم حزب "روسيا العادلة" سيرغى ميرونوف، والحزب الليبرالى الديمقراطى فلاديمير جيرينوفسكي، بجانب المرشح المستقل، ميخائيل بروخوروف، وهو الوحيد الذى يشارك فى انتخابات الرئاسة للمرة الأولى.

وفى حال لم يتمكن أى من المرشحين من الحصول على أكثر من 50 فى المائة من الأصوات فى الجولة الأولى، فستجرى جولة ثانية فى 25 مارس/آذار الجارى بين المرشحين الفائزين فى المرتبة الأولى والثانية.

وتتميز الانتخابات الرئاسية الحالية كونها الأولى التى ستؤدى إلى وصول رئيس يحكم لولاية تصل إلى ستة أعوام بدلا من أربعة.

ويأمل بوتين، الذى تولى الرئاسة فى روسيا للفترة من 2000 إلى 2008، فى العودة إلى تولى منصب الرئيس بعد أن قضى أربع سنوات كرئيس للوزراء، وهو تكتيك لجأ إليه بسبب قيود الدستور الروسى الذى لا يجيز له تولى أكثر من دورتين رئاسيتين متتاليتين.

وتجرى الانتخابات الرئاسية الحالية وسط أجواء سياسية مغايرة بعدما فجرت الانتخابات فى ديسمبر الماضى حركة احتجاجات على مزاعم اتهامات بالفساد ومطالب إصلاح.

وحصل حينها حزب بوتين الحاكم "روسيا الموحدة" على 49.5 فى المائة من الأصوات.
ويرى محللون أن الاحتجاجات، التى أعقبت تلك الانتخابات، هى الأضخم التى تشهدها روسيا طيلة عقدين، ويتوقع أن تشهد روسيا المزيد من الاحتجاجات، الإثنين، حال إعلان فوز بوتين بالرئاسة للمرة الثالثة.