رحمها الله، وقتها قالوا أن نرمين خليل قتلت لهجومها على المجلس العسكرى.. فى "كشوف العذرية".. ورفعوا صورتها فى المظاهرات جنب صورة "سميرة إبراهيم".. واشتعلت الهتافات، لكن لما قبضوا على القاتل.. ظهر أنه لا يعرف القتيلة، فلا سلطة المجلس، ولا هو معنى بالعذرية.. ولا بسميرة صاحبة القضية.
وفى حادثة عبد المنعم أبو الفتوح قالك: محاولات لتصفيه مرشح مكتسح.. ثم ظهرت العصابة.. سرقة للسرقة، لم يعرفوا أبو الفتوح.. قبل سرقته، وربما لم يعرفوه.. بعد القبض عليهم.. أيضا.
حوادث كثيرة أعادت الكرة، وزدنا وعدنا، وانتقمنا من سلطة المجلس العسكرى.. وأى سلطة، بعد المجلس العسكرى وكانت حكايات مثل بيوت العنكبوت.. دلت على أننا نأكل بعضنا بحجج، ونغتاب بعضنا.. والشعب باسم الشعب، وتحت شعار "الشعب يريد".. لذلك لا سبيل لنا إلى دولة.. حتي الآن.
فى الشارع ذاكرة موازية، تتفاعل ما افتراضات.. بينما الواقع مختلف.. اكتسح الإخوان، فقالك "استقطبوا الناخبين".. اختفى تيارات اليسار والليبراليين من الشوارع.. لصالح شاشات الفضائيات، فقالك نظام مبارك السبب.. اقتصرت شعبية النائب، معتاد التلويح بفوارغ الخرطوش فى وجه وزير الداخلية فى البرلمان.. على مقاهى وسط البلد.. وجلسات النادى اليونانى.. فقالك السبب: النظام السابق.. فاستمرت الكوارث.
في المأثور الشعبى قالوا: النار ما تحرقش مؤمن".. وكانت خرافة.. إذ أن سنة الله فى خلقه أن تحرق النار.. الجميع، مؤمن وكافر.. بتاع ربنا، وبتاع رقاصات "دخل البرلمان" على أنه بتاع ربنا.. أيضا.
لما بانت الخرافة.. وحرقت النار "المؤمنين"، عاد المأثور للتبرير وقالك: يبقى اختبار".
ما المعنى؟
المعنى أن ذاكرة الشارع فى الأزمات، وفى فترات الضعف غالبا ما تصنع عالمها الخاص.. عالم افتراضى.. وهمى.. مليئا بشماعات من التبريرات.. والهجوم على "السلطة".
من طبيعة الأزمات فى علم الاجتماع.. النزوح الدائم لرفض "الفوقية".. سلطة حاكمة كانت.. أو سلطة علمية.. أو حتي سلطة تنظيم مراجيح "مولد النبى".
الرفض غالبا مشوب بشماعة التبريرات إياها، فلو فاز الإخوان، لتواجدهم الحقيقى فى الشارع.. نادت التيارات الأخرى من الفضائيات بأنهم ضد "التاثير على أصحاب الأصوات".. رغم أن السياسة "تأثير".. ورغم أن "التيارات" حاولت ما نجح فيه الإخوان.. وفشلت.
لو قال الشارع نعم فى الاستفتاء، قالك: الشعب مش عارف يختار.. رغم أنهم عابوا على مبارك قوله: خليهم يتسلوا، وكان أن أعادوا ما ثاروا.. لإسقاطه، ولا فرق بين ديكتاتوريتين.. أحداهما "ضعيفة"!
الإخوان محتكرون.. هذا صحيح، لكن الصحيح أيضا أن " تيارات الثورة" تسعى للاحتكار هى الأخرى.. بينما لا تستطيع. والصحيح أيضا أنه لا هذا ولا ذاك.. قدم شيئا للشارع حتى الآن.. بينما صراع السلطة على أشده.
الليبراليون لازالوا يرددون: الشعب يريد.. والإخوان يرددون هذا أيضا، وشباب ٦ أبريل.. والاشتراكيون الثوريون. مع أن كلهم مختلفون، فى الذى يريده الشارع.. فعلا، ورغم أن قطاعا كبيرا في الشارع أصبح ضد كل هؤلاء!
القضية إذا ليست فى بقاء المجلس العسكرى.. من عدمه. فإذا كان للمجلس أخطاءه، فإن للتيارات الأخرى آثامها.. وإذا كان لا يفقه السياسة، فاليبراليون أيضا اتضح أنهم.. لا يفقهون.. ولو كان المجلس "سلطوى".. فالتيارات تجنح للسلطوية لو اتيحت الفرصة.. والإخوان فعلوا، لما اتيحت الفرصة!
المثير.. استمرار "مثاليين" يتغزلون فى "الثورة".. كما لو أنها انثي.. أو كما لو كانت مزاج.
أعرف كاتبا.. طبيبا فى الأصل.. وثائرا بعدما تنتهى عيادته مساء، فيثور من العاشرة، وحتى ميعاد العيادة ثانى يوم.
الثورة عنده "حالة".. مع أن "الثورات" قنطرة للتغيير.. لا "رغبة" مستمرة فى التأثير.. والكلام الكثير فى "الصالونات الثقافية".
الثورات "تهدم" ولا تبنى.. وفرصة البناء ستلوح.. بعدما يعود طبيبنا إلى عيادته، ومن على شاكلته إلى اشغالهم.. ولا يمارسون "حالة الثورة.. أوقات الفراغ".
ربما وقتها، تتحد التيارات.. فى مواجهة "الإخوان".. فى الطريق للحرية، والتعددية، لا أملا فى استبدال "الأماكن".. فى "دولة الديكتاتورية"!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح محمد
ان اردت اخمادكل النيران
فلاتعباءبدخان
عدد الردود 0
بواسطة:
برافو عليك
و الله برافو عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح حسين
الله ينور عليك
الله ينور عليك اصبت كبد الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد هلهول
ياراجل عيب عليك