رغم أنه لم يكمل تعليمه..

"محمد كامل"عاش حياته بين الكتب.. وعشق انتقاء المجلات

الجمعة، 30 مارس 2012 08:15 م
"محمد كامل"عاش حياته بين الكتب.. وعشق انتقاء المجلات الراحل محمد كامل
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما وطأت قدماه منتدى ثقافيا تجده يجلس فى هدوء ويتسلل له الشعراء والكتاب حتى الكبار منهم ليعطوه روايتهم ودواوينهم ليقرأها لهم، وقبل أن تنتهى الجلسة يكون قد قرأ كمَّا كثيرا منها، وكلما دعوته إلى ندوة لمناقشة روايتك أو ديوانك الجديد تجده أول الحضور هو أبو القراء "عم محمد كامل".

عاش عم محمد كامل عمره وسط الأوراق والكتب ينهم منها الكثير، رغم أنه لم يكمل تعليمه ولم يحصل حتى على شهادة الابتدائية، إلا أنه عشق القراءة، وصنع منها موهبة وهواية عظيمة سار فيها على خطاه الكثير ولم يلحقوا به.

ترك كامل الدراسة وهو صغير السن وعمل بوكالة أنباء مصرية كان يملكها شخص يهودى الديانة كانت اسمها "وكالة الأنباء والإعلام المصرية" وعمل بمطابعها لفترة حتى تركها وذهب للعمل بمطابع شيخ الناشرين جودة السحار، صاحب أشهر مكتبات فى مصر، وقضى معه وقتا طويلا وكان يقرأ كل الكتب قبل طباعتها.

كان الراحل يعيش فى بيت بسيط لا يتعدى الغرفة والصالة تجدها مليئة بالكتب والصحف والمجلات القديمة، فكانت إحدى هوايات كامل هى اقتناء المجلات القديمة، فتجد لديه أعدادا كثيرة من مجلة "القصة" وهى مجلة ثقافية كانت معنية بنشر قصص الشباب فى الخمسينات.

التقى كامل بنجيب محفوظ فى صغره وقتها عرف محفوظ أنه يحب القراءة فأعطاه أول رواية له "رادوبيس"، و"كفاح طيبة" وكتب له إهداء خاصا كان "إلى القارئ الخفى محمد كامل"، وفى ذلك الوقت كان صدر لمحفوظ "ميرامار" و"بداية ونهاية" وكان قد قرأهما، وأول مجموعة قصصية قرأها كامل كانت بعنوان "العشاق الخمسة" ليوسف الشارونى.

تعرف كامل بكاتب فلسطينى يدعى أحمد عمر شاهين تعرف عليه فى أحد أسواق الكتب وبدأ يصطحبه فى الندوات الثقافية، ومن يومها ولم ينقطع عن هذه العادة، واعترف كامل فى أحد حواراته الصحفية انه لا يجيد موهبة الكتابة ولا يوجد له أى مؤلف يحمل اسمه.

قالت عنه الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت فى إحدى مقالاتها بموقع الحوار المتمدن "تُهديه كتابَك فيقرؤه قبل أن يرتدَّ إليكَ طَرْفُك. ثم يعرِفُ أن ندوةً سوف تُعقَد حول كتابِك فيكونُ أوّلَ الحاضرين، وآخرَ المتحدثين. يعرفُ كيف يُلَخِّصُكَ، ككاتب أو كشاعر، فى جملةٍ موجزة، ويعطي روايتك أو ديوانَك طرحًا نقديًّا سابرًا في كلماتٍ قليلة. فإذا كان ماركيز قد نعَتَ "استبان" بطلَ قصّته بأنه "أجملُ غريقٍ فى العالم"، فأنا سأجدُ الشجاعةَ الماركيزية ذاتَها لأنعَتَ بطلَ مقالى بأنه "أجملُ قارئٍ في العالم". اسمه "محمد كامل".

يعرفُه كلُّ كتّابِ مصرَ، من شعراءَ وروائيين ونقّاد. لا يحملُ كتابًا من تأليفه ليهديه لك، على إنك لن تراه إلا حاملاً صُحُفَ اليوم جميعَها، وكتابًا أو كتابين هما حصّتُه هذا المساء. من العسير أن تسأله عن مبدع إلا ويكون قد قرأ أعمالَه أو بعضَها. القراءةُ حِرفتُه الأولى والأثيرة.





مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد سراج

البقاء لله في القارئ الحقيقي

البقاء لله وربنا يرحمك يا عزيز النفس

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل سميح

الدوام لله

رحم الله عمنا محمد كامل الإنسان النبيل

عدد الردود 0

بواسطة:

عماد عبد الراضي - القسم الأدبي بالأهرام

الله يرحمك

عدد الردود 0

بواسطة:

موسى حوامدة

خسارة

عدد الردود 0

بواسطة:

لطفى عوض

حبيب احفادى

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن فتوح

الله يرحمك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة