فوزى فهمــى غنيــم يكتب: الاحتفال بالربيع.. طقوس وحكايات

الجمعة، 30 مارس 2012 09:37 م
فوزى فهمــى غنيــم يكتب: الاحتفال بالربيع.. طقوس وحكايات أعياد الربيع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الاحتفال بالربيع تقليد قديم كان معروفا عند الفراعنة والبابليين والأشوريين واليهود، وعند الرومان والجرمان، وإن كانت أسماؤهم تختلف عندهم، فهو عنــد المصريين عيد شم النسيم، وعند البابليين والأشوريين عيد ذبح الخروف، وعند اليهود عيد الفصح، وعند الرومان عيد القمر، وعند الجرمان عيد استر إلهة الربيع .

احتفل المصريون القدامى بشم النسيم فى الاعتدال الربيعى عقب عواصف الشتاء وقبل هبوب الخماسين. وكان من عادتهم فيه الاستيقاظ مبكرين والذهاب إلى النيل العظيم ( نهر النيل ) للشرب منه وحمل مائـه لغسل بيوتهم بعد تحلية جدرانها بالزهور، كما كانوا يذهبون إلى المزارع والحدائق للنزهة ويأكلون الخضر والأسماك ويشمون البصل. وإذا كان هناك مبرر معقول لتمتعهم بالهواء وتقديسهم للنيل الذى هو عماد حياتهم وأساس حضارتهم، فما هو المبرر لأكلهم للأسماك وشمهم للبصل وتعليقه على منازلهم وحول أعناقهم ؟ إن ظاهرة البصل بالذات راجعة إلى أن أحد أبناء الفراعنة قد مرض وحارت الأطباء فى علاجه، فدخل عليه كاهن من النوبة معه بصلة أمر بوضعها قرب أنف المريض بعد تقديم القرابين لإله الموت (سكر) فشفى الولد، وكان ذلك فى بداية الربيع . ففرح الأهالى وطافوا بالبلد والبصل فى أعناقهم كالعقود حول معابد الإله (سكر) . وبمرور الزمن تحولت أسطورة البصل إلى زعم أن امرأة تخرج من النيل فى ليلة شم النسيم يدعونها (النداهة) تأخذ الأطفال وتفرقهم فى النيل، وزعموا أنها لا تستطيع دخول بيت لتعلق عليه البصل.

ومن هذا نرى أن شم النسيم بعد أن كان عيداً قومياً فرعونياً يتصل بالزراعة جاءته مسحة دينية وأنه صار مرتبطا بالصوم الكبير وبعيد الفصح أو القيامة، حيث حدد له وقت معين قائم على اعتبار التقويم الشمسى والتقويم القمرى معا، ذلك أن الاعتدال الربيعى مرتبط بالتقويم الشمسى، والبدر مرتبط بالتقويم القمرى، وبينهما خلاف كما هو معروف. وكان هذا سببا فى اختلاف موعده من عام لآخر، وقد حرص الناس فيه على أكل البيض والأسماك، وقد تفنن الناس فى هذا البيض حتى صارت لبعضه شهرة تاريخية، فقد قالوا: إن أشهر أنواع البيض بيضة ( هنرى الثامن ) التى بعث بها إلى ( ديانادى بواتييه ) فكانت علبة صدف على شكل بيضة بها عقد من اللؤلؤ الثمين.

كما بعث ( لويس الرابع عشر ) إلى الآنسة ( دى لافاليير ) علبة بشكل بيضة ضمنها قطعة خشب من الصلب عليه المسيح . ولويس الخامس عشر أهدى خطيبته ( مدام دى بارى ) بيضة حقيقية من بيض الدجاج مكسوة بطبقة رقيقة من الذهب، وهى التى قال فيها المركيز ( بوفلر): لو أنها أكلت لوجب حفظ قشرتها . والنسيم هو الريح الطيبة، وشمه يعنى استنشاقه، وهل استنشاق الريح الطيبة له موسم معين أو مظاهر خاصة يستحق بها أن يسمى عيدا يحتفل به فى موعده ؟ فهذا هو شم النسيم فى تاريخه وتطوره وهدفه وطقوســــــــه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة