قفزت سوق الأسهم المصرية 37% منذ بداية 2012 مسجلة أكبر زيادة بين بورصات العالم، لكن أكبر مديرى الصناديق الأمريكيين المهتمين بالمنطقة مازالوا يخشون حدوث مزيد من الاضطرابات السياسية، وتراجع العملة فى أكثر البلاد العربية سكانا.
وفقد المؤشر الرئيسى EGX30 نحو نصف قيمته العام الماضى بعدما أطاحت احتجاجات شعبية بالرئيس حسنى مبارك فى فبراير 2011 وتولى المجلس العسكرى زمام الأمور، وانتعشت السوق هذا العام إذ عمد المستثمرون لاقتناص الأسهم المتراجعة لشركات مثل أوراسكوم للإنشاء والصناعة والمصرية لخدمات التليفون المحمول (موبينيل).
لكن عددا من مديرى الصناديق الذين يتابعون أخبار مصر عن كثب قالوا فى مقابلات فى الآونة الأخيرة، إن مخاطر كبيرة مازالت قائمة بسبب الوضع السياسى والاقتصادى فى البلاد، وتكافح الأحزاب السياسية المنقسمة فى مصر للاتفاق على دستور جديد للبلاد مع تفاقم التوترات قبل شهرين فقط من الانتخابات الرئاسية.
ويشكل الجنيه أحد أبرز المخاطر، إذ قال كثير من مديرى الصناديق إن قيمته قد تتراجع رغم دعم الحكومة القوى له.
وقال أوليفر بيل، مدير المحافظ فى صندوق أفريقيا والشرق الأوسط، التابع لشركة "تى.رو برايس جروب"، "نعم.. نريد شراء الأسهم، لكن الغموض يكتنف الوضع السياسى والاقتصادى لدرجة أنه يمكن أن تخسر نصف أموالك بسبب العملة فقط".
وحرص بيل، الذى يشرف على إدارة 300 مليون دولار فى الصندوق، على إبقاء معظم أموال الصندوق خارج مصر، منذ أن انضم إلى "تى.رو" فى أكتوبر من العام الماضى.
وقلص المستثمر الشهير مارك موبيوس، الذى يركز على الأسواق الناشئة، حيازاته فى مصر قليلاً فى الربع الأخير من 2011 فى صندوق تمبلتون للأسواق المبتدئة، ونما الصندوق 14.05% هذا العام.
وقال موبيوس، إنه على الرغم من تفاؤله بشأن آفاق مصر على المدى البعيد، فإن تفاقم الصراعات السياسية قد يضر بأسعار الأسهم على المدى القصير.
وأضاف فى رسالة بالبريد الإلكترونى، "الاتجاه إلى التحرر السياسى سيكون له تأثير إيجابى على سوق الأسهم والأسواق بصفة عامة.. بالطبع على المدى القريب سيكون هناك اضطراب وعدم تيقن، لكن فى النهاية سيكون التأثير إيجابياً على الأسواق".
وقال مدير آخر لصندوق له استثمارات بالمنطقة، وهو آدم كوتاس من صندوق الأسواق الناشئة فى أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا التابع لفيديليتى انفستمنت، إنه يتجنب الأسهم المصرية تماماً فى الوقت الحالى، وأشار كوتاس إلى أن مصر تستورد معظم احتياجاتها من الغذاء قائلا، إن التضخم أحد أكبر مخاوفه.
وقال كوتاس، مشيرا للصعود فى الآونة الأخيرة "القيمة غير موجودة.. لا تحصل على ما يعوضك عن كل المخاطر"، وبلغت مكاسب صندوق فيديليتى 16.22% منذ بداية العام.
وفى ظل رغبة المستثمرين فى تحمل المخاطر وتفويضات بالعمل فى أى مكان يتاح لمديرى صناديق الأسواق المبتدئة مثل موبيوس وكوتاس وبيل مجال كبير للحكم على الأحداث والاتجاهات العالمية ويقضون جزءا كبيرا من وقتهم فى السفر حول العالم، وتحدث كوتاس بالهاتف من كراكو فى بولندا، حيث ذهب لتفقد عدد من الشركات متوسطة الحجم أما بيل فقد كان فى مقره فى لندن قبل قليل من سفره إلى جنوب أفريقيا التى نقل إليها جزءا كبيرا من محفظته.
وتحظى مصر باهتمام كبير بفضل تعدادها السكانى البالغ نحو 80 مليون نسمة واقتصادها المحلى الكبير، واحتل الناتج المحلى الإجمالى المصرى البالغ 515 مليار دولار العام الماضى المركز الثانى على المستوى العربى بعد السعودية الغنية بالنفط.
ووفقا لشركة "إم.إس.سى.آى" للمؤشرات، فإن مكاسب البورصة المصرية التى بلغت 37% حتى 26 مارس كانت أعلى مكاسب لأى بورصة فى العالم تليها قازاخستان بصعودها 32% ثم فيتنام التى ارتفعت 29% والمجر التى زادت 28%.
وبدلا من التكالب على الأسهم المصرية قال بيل من "تى. رو"، إنه يفضل فى الشرق الأوسط امتلاك أسهم البنوك وشركات أخرى فى السعودية، وكان لديه أسهم فى أوراسكوم بالبورصة المصرية لكنه تحول لامتلاكها عبر بورصة لندن تحسبا لقيام أى حكومة قادمة فى مصر بفرض قيود على العملة كاجراء طارئ.
وقال بيل، "هناك شلل سياسى، من المفترض أن ينتهى بانتهاء يونيو لكن فى غضون ذلك ينفد الوقت من الناحية الاقتصادية".
وكان صندوق تمبلتون للأسواق المبتدئة الذى يعمل به موبيوس يمتلك نحو 1.79 مليون شهادة إيداع عالمية فى أوراسكوم تليكوم القابضة بنهاية ديسمبر انخفاضا من 1.95 مليون فى نهاية سبتمبر، وفقا لبيانات الصندوق، ولم تتغير حيازات الصندوق الكبيرة الأخرى ومن بينها حصص فى الشركة المصرية الدولية للصناعات الدوائية والإسكندرية للزيوت المعدنية.
وفى حين قلص موبيوس حصته فى أوراسكوم فقد أضاف لمحفظته أسهما فى ارامكس الإماراتية فى الربع الأخير من العام الماضى.
وبنهاية ديسمبر كان الصندوق يستثمر فى مصر 6.2% من أصوله انخفاضا من 6.3% قبل 3 أشهر، ورفض موبيوس مناقشة أى حيازات بعينها.
لكن ليس كل مديرى صناديق الأسواق المبتدئة قلقين بشأن مصر حيث يستثمر لارى سيروما من نايل كابيتال مانجمنت التى مقرها نيويورك وتركز على الشركات الأفريقية نحو عشرة بالمائة من صندوق نايل بأن أفريكا فى الأسهم المصرية ارتفاعا من 5% قبل ستة أشهر.
وجنى سيروما بعض الأرباح من أسهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة بعد صعودها فى الآونة الأخيرة لكنه مازال مؤمنا بفرص الشركة.
وقال، "أعتقد أن القصة الكبيرة هى أن الأسهم كانت قد هبطت بشدة كان الأمر غير معقول".
لكنه قال إنه لديه مخاوفه هو الآخر بشأن قيمة الجنيه المصرى وتراجع الاحتياطى الأجنبى، وذكر أن الكثير يتوقف على نتائج الانتخابات التى قد تحدد ما إذا كانت مصر ستحصل على دعم مالى عالمى أم لا.
وقال "سيكون على الحكومة الجديدة أن تتفاوض للحصول على قرض من صندوق النقد الدولى أو البنك الدولى وسيأتى القرض الجديد ببعض الشروط الصعبة، لو أن الحكومة الجديدة ليست لها علاقات ودية مع الغرب فلن يحصلوا على ذلك القرض".
طفرة الأسهم المصرية فى 2012 تثير قلق بعض مديرى الصناديق
الجمعة، 30 مارس 2012 11:37 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة